اعلن مصدر وثيق الصلة بالمؤسسات الإعلامية لحزب الله أن هذا الأخير أرسل حزب الله مجموعة كوماندوز كبيرة نسبيا إلى ليبيا بهدف التأكد من مصير الإمام الشيعي موسى الصدر ، الذي اختفى في ليبيا ، مع اثنين من مرافقيه ، خلال زيارة رسمية له صيف العام 1978 . وقال المصدر إن المجموعة أرسلت بالتشاور مع حركة "أمل" ورئيسها نبيه بري ، رئيس مجلس النواب اللبناني ، لكن ليس معلوما بعد ما إذا كانت حركة"أمل" تشارك ميدانيا في عملية البحث. لكنه رجح عدم مشاركتها ، بالنظر لعدم وجود خبرات لديها في هذا المجال.
وأشار المصدر إلى أن جزءا من المجموعة دخل العاصمة طرابلس فيما جزء آخر من المجموعة توجه إلى الشرق الليبي ( بنغازي والمدن المحيطة بها) ، بينما توجه بعض أعضاء المجموعة إلى مدينة سبها في الصحراء حيث يقع عدد من السجون ومراكز الاعتقال السرية.
على الصعيد نفسه ، أكد المصدر أن صحفيين لبنانيين متخصصين بالتحقيقات من مؤسستنين إعلاميتين مقربيتين من الحزب دخلتا ليبيا أيضا للغرض نفسه ، مشيرا إلى أن بعضهم ينتمي لـ " وحدة الإعلام الحربي في المقاومة".
وقد حصلت "الحقيقة" على أسماء هؤلاء الصحفيين ،إلا أنها تمتنع عن نشرها لأسباب تتصل بسلامتهم الشخصية، علما بأن بعضهم بدأ نشر تقارير من ليبيا حول القضية في بعض وسائل الإعلام اللبنانية إما بالاسم الحقيقي أو الاسم المستعار !! وقال المصدر " للأسف ، إن الأخبار التي أرسلتها المجموعة إلى بيروت لا تبدو مشجعة حتى الآن ، ولو أن مفاجأة إيجابية قد تحصل بين ساعة وأخرى ويوم وآخر بالنظر لأن ليبيا أشبه بمغارة استخبارية ظلت مقطوعة عن العالم طوال عقود طويلة ، والبحث فيها أشبه بأن تضع عصابة على عينيك وتبحث في غرفة مظلمة".
وكان السفير الليبي المنشق لدى الجامعة العربية ، عبد المنعم الهوني، زعم في مقابلة مع الحياة الأسبوع الماضي أن الإمام الصدر قتل ، وأن طيارا ليبيا متزوجا من أخت زوجته ( أي عديل الهوني ) هو من نقل جثمان الصدر إلى مكان سري في الصحراء ، وأن الطيار قتل لاحقا لإخفاء الجريمة. لكن مصادر واسعة الإطلاع في بيروت وصفت رواية الهوني بأنها "سخيفة" ، بالنظر لأنه لم يكن يعيش في ليبيا عند حصول الجريمة ، بل كان منشقا يعيش في الخارج قبل أن يعود إلى ليبيا ويتصالح مع النظام لسنوات عديدة ثم يعود وينشق عنه مرة أخرى الأسبوع الماضي.
يشار إلى أن جهات من المجلس الشيعي الأعلى في لبنان اتصلت رسميا بأقرباء زوجة الهوني ( وزوجة الطيار المزعوم) فتبين أن رواية الهوني لا أساس لها لجهة ما يتصل بقضية الإمام الصدر.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم