أم البنين حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 168 نقاط : 335 تاريخ التسجيل : 03/02/2011
| |
أم البنين حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 168 نقاط : 335 تاريخ التسجيل : 03/02/2011
| موضوع: رد: كرب وبلاء الأحد يوليو 17, 2011 3:25 pm | |
| | |
|
أم البنين حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 168 نقاط : 335 تاريخ التسجيل : 03/02/2011
| موضوع: رد: كرب وبلاء الأحد يوليو 17, 2011 3:25 pm | |
| استمرت رحى الحرب تدور في ميدان كربلاء وشلال الدم المقدس يجري ليتخذ طريقه عبر نهر الخلود، وأصحاب الحسين (ع) يتساقطون الواحد تلو الآخر وقد أرهقوا جيش العدو وأثخنوه بالجراح فتصايح رجال عمر بن سعد لو استمرت الحرب برازاً بيننا وبينهم لأتوا على آخرنا، لنهجم مرة واحدة ولنرشقهم بالنبال والحجارة. تقدمت وحدات من الجيش الأموي يقودها عمر بن الحجاج وهاجمت ميمنة الحسين (ع) فاستعمل أصحاب الحسين (ع) أسلوباً عسكرياً رائعاً، حيث جثوا على ركبهم وأشرعوا الرماح فخافت الخيل وتراجعت بفرسانها. إستغل أصحاب الحسين (ع) إدبار الخيل ورجوعها فأطلقوا نبالهم يصطادون بها الحملة الظالمة. عاود الجيش الأموي الحملة فقاد شمر بن ذي جوشن قطعات من عسكره وهاجم ميسرة الحسين (ع) ودارت معركة طاحنة استطاع الرجال الذين بقوا مع الحسين (ع) من صد الهجوم ورد الشمر على أعقابه، وقد أبلى فيها عبد الله بن عمير الكلبي بلاءً حسناً وأبدى بسالة نادرة فقتل تسعة عشر فارساً وإثنا عشر راجلاً، فسقط جريحاً ثم أسر وقتل صبراً، ولم تحتمل أم وهب قتل زوجها وفراق الرجل المقدام فاتجهت إلى ساحة المعركة وراحت تحنو على الجسد المسجى بقلبها المثكول وغربتها المفجعة وتمسح الدم عن الرأس الحر الأبي وهي تقول:هنياً لك الجنة. نظر الشمر إلى صلابتها وتحديها فاستعظم موقفها وأمر غلاماً له بقتلها، نفذ العبد أمر سيده واتجه يحمل عموداً من حديد فضرب أم وهب على رأسها فسقطت شهيدة تسبح بدم الشهادة وتعانق روحها روح الزوج الحبيب فاقتطع القتلة رأسها ورموا به نحو مخيم الحسين (ع). إستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين (ع) وأحاطوا بهم من جهات متعددة فتعالت أصوات ابن سعد ونداءاته إلى جيشه وقد دخل المعسكر يقتل وينهب (( أحرقوا الخيام ))، فضجت النساء وتصارخ الأطفال وعلا الضجيج وراحت ألسنة النار تلتهم المخيم وسكانه يفرون فزعين مرعوبين.
ها هو الجيش الأموي يهاجم مخيم آل الرسول وقد زالت الشمس وحضر وقت الصلاة وليس معقولاً أن يغيب الحسين (ع) عن الوقوف بين يدي الله يوحده ويسبحه ويناجيه وها هو يستعين بالصبر والصلاة ويشده الشوق والحب الإلهي المقدس فينادي للصلاة وقد تحول الميدان عنده محرابا للجهاد والعبادة وليس بوسع الأسنة والسيوف أن تحول بينه وبين الحضور في ساحة المناجاة والعروج إلى حظائر القدس وعوالم الجلال والحرب لم تضع أوزارها، فراح من بقي من أصحاب الحسين (ع) وأهل بيته (ع) ينازلون الأعداء ويستشهدون الواحد تلو الآخر: ولده علي الأكبر، أخوته عبد الله،عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن (ع) أبو بكر القاسم، الحسن المثنى، إبن أخته زينب (ع): عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل:عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل، أولئك الأبطال الأشاوس من آل عقيل وآل علي بن أبي طالب، مجزرين كالأضاحي يتناثرون في أرض المعركة تناثر النجوم في سماء الخريف.
| |
|
أم البنين حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 168 نقاط : 335 تاريخ التسجيل : 03/02/2011
| موضوع: رد: كرب وبلاء الأحد يوليو 17, 2011 3:26 pm | |
| | |
|
أم البنين حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 168 نقاط : 335 تاريخ التسجيل : 03/02/2011
| موضوع: رد: كرب وبلاء الأحد يوليو 17, 2011 3:27 pm | |
| عانق الحسين عليه السلام صعيد الطفوف واسترسل جسده الطاهر ممتداً على بطاح كربلاء لينصب من حوله مشعل الحرية والكفاح ويجري من شريان عنقه شلال الدم المقدس.ألا إن روح الوحشية التي ملأت جوانح الجناة لم تكتف بذلك ولم تستفرغ أحقادها في حدود هذا الموقف بل راح شمر بن ذي جوشن يحمل سيف الجريمة الوحشية ويتجه نحو الحسين (ع) ليقطع غصناً من شجرة النبوة وليثكل الزهراء بأعز أبنائها، ليفصل الرأس عن الجسد ويحمله هدية للطغاة، الرأس الذي طالما سجد مخلصاً لله وحمل اللسان الذي ما فتئ يردد ذكر الله، الرأس الذي حمل العز والإباء ورفض أن ينحني للطغاة أو يطأطئ جبهته للظالمين، فأكب الحسين (ع) على وجهه وراح يحتز رأسه الشريف ويحول بينه وبين الجسد الطاهر، ثم أمر قائد الجيش عمر بن سعد من الفرسان أن يطأوا بحوافر خيولهم صدر الحسين الشريف (ع) وظهره فداسوا الحسين (ع) حتى رضوا ظهره وصدره. واستشهد الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) وكان ذلك يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر(56) سنة وخمسة أشهر.
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
(وقد قال الشاعر بولس سلامة شاعر لبناني مسيحي في هذا الموقف):
سيكون الدم الزكي لواءاً لشعوب تحاول استقلالا سوف تبكي على الحسين البواكي ويرى كل محـجـر شلالا ليت شعري لم البكاء وذاك اليوم عيد يشرف الأجيالا مأتم القاتلين لا مأتم القتلى يسيرون للخلود عجالا
| |
|