كلمة الرئيس نبيه بري بمناسبة ذكرى عاشوراء الحسين

كلمة الرئيس نبيه بري بمناسبة ذكرى عاشوراء الحسين

هو الحسين بن علي سبط النبي, شهيد
الطف, وارث علم النبوات كما جاء في
الزيارة المأثورة, إنه وارث آدم صفوة
الله, وارث نوحٍ نبي الله, وارث ابراهيم
خليل الله, وارث موسى كليم الله, وارث
عيسى روح الله, وارث محمد حبيب الله,
وارث علي المرتضى والحسن المجتبى,
ومن كان كذلك يمثل كل الديانات
التوحيدية والرسالات السماوية, ورغم
ذلك الفضاء الشاسع المدى عقيدة
وتوحيداً وتشريعاً وعلماً جامعاً, كان
بدراً ساطعاً يوم الطف حيث التقى
الجمعان, جمع باسم يزيد وجمع باسم
الرحمن, فكانت شهادة الحسين(ع)
استمراراً للدين وجمعاً لكلمة المسلمين
وعبادة الله عن يقين, كان الإمام حراً لا
يضام ولا يرهبه في جنب الله رماح أو
سهام, نستعيد من شهادته كل العزم
لدفع الظلم, للثورة على الظالم, لحجب
الظالم, فلا نهادن أو نساوم على أرض
أو عرض أو انسان, نتمسك بالأوطان
ولا يأخذنا غدر الزمان في جنوب لبنان,
حيث مجزرة قانا في نيسان, وما قبل
وما بعد حصاد مدمي لإسرائيل العاتية,
كانه مجازاة للإنتماء إلى مدرستك
سيدي أبا عبد الله, كانه اعتداء على
خطك ونهجك الجهادي, حيث تقتل
الأطفال والنساء والشيوخ, وتزدحم
الساحات بقوافل الشهداء المتحدة مع
كربلاء, لتعيد الينا لون الوجه العربي
حيث تناثر في أسفار الطرقات ومزقه
وحش الفلوات بين مطار اللّد ومطارات
الصفقات المشرعة للذل وللأوهام
وللأحزان, ولم يبق من ذاك الزند
الجبلي سوى الجولان وجنوب لبنان, لم
يبق من ذاك الشفق السحري سوى وجه
مشرق يفضح كل الأسرار, يحلم بالزمن
المشرع للمجد وللإعصار, ويقاوم لغة
الجبارين, يصنع من لون الشمس
مزاهر الخلد تحت أقدام الثائرين,
ليصوب مسار التائهين ويغسل ذل
الجبين أو يفك قيود الطيور الكاسرات,
ويعلن أن الحضارات تبدأ من تحرر
الأوطان التي لا تهان.

نحن على دربك سيدي أبا عبد الله, على
نهجك في كل حين, حركة ارثها مهد
النبوات وملتقى الرسالات, وأفواج
مقاومة تغمد في الصمت شمساً وفي
الليل رمحاً, وتقاتل نعاس الأحزان,
ليخصب وجه العرب القاحل في زمن
الرهان العقيم على سلم لا يدوم

» ذكرى ميلاد الرئيس نبيه بري
» ذكرى عاشوراء
» الرئيس نبيه بري ووصياه
» أقوال الرئيس نبيه بري
» لك يا دولة الرئيس نبيه بري