الإمام موسى الصدر*: ‬رحلة وراء حدود الخطر

الإمام موسى الصدر*: ‬رحلة وراء حدود الخطر

نقلا عن صحيفة الديار اللبنانية

بدأ بمواجهة الاقطاعيّين القدامى*.. ‬لكنه تخوّف من الجدد*:‬
يريدون جاهاً* ‬ونيابة ووزارة*... ‬وملايين الملايين وسأواجههم*!‬

*...‬وجاء من المدينة رجل* ‬يسعى*.. ‬يتجلبب بالتواضع*.. ‬ينثر سماحته على حبيبات الوطن من اقصاه الى أقصاه*.. ‬يبسط* ‬يديه فيرتحل البحر الى مداهما*.. ‬واذا اغلهما*.. ‬حينها لا تترقب منه الا موقفا* ‬يدعو الى الحق والعدالة*.. ‬ومضت بهما عيناه قبل أن* ‬ينبث بشفة*. ‬استريحي* ‬يا هموم الفقراء على جبهتي*.. ‬انهضوا ايها المحرومون من كل طوائف لبنان*.. ‬انكم الطائفة الأكبر في* ‬هذا البلد*... ‬تجمع بينكم احزمة البؤس*.‬
*..‬من اقصى المدينة جاء موسى الصدر*. ‬عالم اجتهد في* ‬نفسه وعلمه فتفقّه في* ‬الدين والدنيا*. ‬من أجل الفقراء،* ‬يؤنس وحشتهم*.. ‬في* ‬ظلمة الاقطاع* ‬يشد على ايديهم*.. ‬ينبههم من أن الشعارات الغربية المستوردة من خارج تراث الامة تهدف الى تسخيرهم لمصالح شخصية ثم لمصالح دول،* ‬وتستخدمهم لمآربها الاقليمية والدولية،* ‬فتجعلهم وقودا لحربها على ارضهم من اجل اسمها في* ‬العالم*.‬
تعمم ذاك الامام الذي* ‬ترجل بكبرياء،* ‬لأنه لم* ‬يجد فرقا بين عالم الدين والسياسي*.. ‬قالها وفعلها*.. ‬ليخرج رجل الدين من عباءة التقليد ويتحمل مسؤولياته الشعبية ـ الوطنية،* ‬اذ ليس مكانه فقط المسجد او الحسينية او الكنيسية وان كانت محراب العبادة والعمل*... ‬عليه ان* ‬يذهب الى الناس ويعرف مشاكلهم فيخفف عنهم ويطالب بحقهم ويخلع باب المسؤول،* ‬اذا كانت ابوابه موصدة لحاجات الناس*«.‬
*..‬ان تنهد الامام*.. ‬فإن تلك الزفرات كانت صرخات بوجه التمييز والفقر والجهل*.. ‬اعتنق الامانة كعقيدة وسبحة لا* ‬ينفك* ‬يقلبها بين اصابعه*..‬لحظة بلحظة*.. ‬حتى بات ذاك الشاطىء الذي* ‬يرتاح عليه المد والجزر في* ‬آن معاً*.‬
جاء موسى لا خائفا ولا مرتعباً* ‬قال لوالدته*.. ‬ليلة السفر* »‬ستقبلين ذهابي* ‬الى لبنان*.. ‬وتهبيني* ‬للمحرومين هناك ولا تطلبي* ‬اجرك مني*.. ‬اطلبيه من الله*«.. ‬هكذا* ‬يتصرف حتى مع اقرب الناس الى قلبه*.. ‬اعلن الحرب عندما ترجل الفارس على ارض مدينة التاريخ ـ صور ـ حربا انسانية على الحرمان في* ‬سبيل الفقراء*.. ‬شيعة هم*.. ‬ام سنة ام مسيحيون*.. ‬الجميع* ‬يلتقي* ‬بالحرمان*. ‬
قال لشيعته تحركوا في* ‬سبيل لبنان*.. ‬اليسار شعارات*. ‬قال لليمين ان الامتيازات لا تبني* ‬وطنا*. »‬لانريد دولة شيعية او سنية او مارونية او درزية،* ‬بل دولة العدالة الاجتماعية والسياسية*. ‬وكثيرون* ‬غيره قالوا*: ‬اريد وطنا على امتداد مساحة ناخبيّ*.‬
الامام الصدر قال قبل الطائف* »‬لبنان وطن نهائي* ‬لجميع بنيه،* ‬لا تقسيم ولا توطين*« ‬حاول منع الفتنة ورفض التقاتل اللبناني* ‬ـ اللبناني*. ‬المعركة في* ‬الداخل ستسمح للعدو الاسرائيلي* ‬تحقيق طموحه في* ‬ارضنا ومياهنا*.. »‬يا شيخ بيار لبنان قوته ليست بضعفه،* ‬بل بقوة جيشه ووحدة شعبه*«. ‬يا* »‬ابو عمار شرف القدس* ‬يأبى ان* ‬يتحرر الا على ايدي* ‬المؤمنين الشرفاء*«. ‬ياحكام لبنان انتم تنازلتم عن السيادة في* ‬اتفاق القاهرة*.‬
هكذا فهم الصدر الجنوب،* ‬واصر على أن المؤامرة ستبدأ من الجنوب ولن تنتهي* ‬الا فيه،* ‬لأن مصلحة اسرائيل في* ‬تقسيم البلد*. ‬وخلق كيان شبيه بها*. ‬يقسم المنطقة العربية بمسلميها ومسيحييها*. ‬ويقول*: ‬رسالتنا تتناقض مع رسالة اليهود*. ‬هم دولة عنصرية*. ‬ولبنان دولة تعايش وحضارات وانفتاح*.‬
*»‬الديار*« ‬على حلقات متتالية*.. ‬ستحاول ان تدخل الى بعض من* »‬سرّ*« ‬موسى الصدر الذي* ‬انطلق من طائفته لكل لبنان*. ‬وستحاول الاضاءة على مراحل نهجه السياسي* ‬وفكره ومواقفه خلال رحلته التي* ‬بدأت في* ‬لبنان عام* ‬1959،* ‬وانهوها عام* ‬1978*.‬
بدأ الامام الصدر في* ‬لبنان جنوبا وبقاعا،* ‬حيث الاكثرية الشيعية،* ‬بالاجتماع بالمواطنين العاديين وبالنخبة المثقفة وبالاختصاصيين القلائل الذين ندر وجودهم في* ‬ذاك الوقت،* ‬فاكثر الناس مزارعون وفقراء او اجراء في* ‬ارض الزعيم الفلاني* ‬او البيك الفلاني*. ‬فكان عمل الامام ان* ‬يستنهض الهمم ويحفز الناس على محاربة الظلم ومواجهة الاقطاع المستأثر بالثروات،* ‬الساكن في* ‬القصور العالمية والفخمة*. ‬هذا الاقطاع المتمثل بعائلات سياسية لا تقبل ان تتزاوج الا من بعضها والتي* ‬لاتعطي* ‬ملك الحجر والبشر الا للوريث*. ‬
فبدأت المعركة من خلال الندوات والجلسات وسهرات* »‬الشاي*« ‬وخطب الجمعة في* ‬المساجد وزيارة القرى والبلدات وكان موسى الصدر العالم لا* ‬يقبل ان* ‬يكون رجل الدين المتعمم محط سؤال عن العبادات والصلاة فقط في* ‬المسجد،* ‬بل كان* ‬يشدد على ان* ‬يأخذ رجال الدين دورهم الاساسي* ‬والطليعي،* ‬في* ‬معالجة الاوضاع الاجتماعية للمواطنين فيطرحونها ويدافعون عنها*. ‬ولا* ‬يقبلون السكوت على الواقع الاقطاعي* ‬خوفا او مهادنة*. ‬ولا* ‬يقبل الاكتفاء بخطبة الجمعة والوعظ*. ‬وكان* ‬يقول*: »‬المطلوب من علماء الدين في* ‬المشرق العربي* ‬ان* ‬يعودوا الى دورهم القيادي* ‬في* ‬تربية الانسان المعاصر ومعالجة همومه ومشاكله الاجتماعية*«... ‬لذا فالسيد الصدر لم* ‬يحمل قضية واحدة ليدافع عنها،* ‬بل جمع كل القضايا الداخلية الاجتماعية والسياسية،* ‬ليطالب بالعدالة اضافة للقضية الام قضية القدس والاحتلال الاسرائيلي* ‬ووجوده ككيان* ‬غرس في* ‬المنطقة العربية*.‬

القصور والفقراء

لم* ‬يكن الامام الصدر حاقدا على اصحاب القصور ممن كدوا وعملوا بعرق جبينهم وبنوها،* ‬بل حارب اصحاب القصور السياسية الذين بنوها على حساب عرق الفقراء ولقمة عيشهم*... ‬عام* ‬1963* ‬هدد بانه من* ‬غير المسموح التمادي* ‬في* ‬اهمال الناس وتجويعهم*. ‬في* ‬السبعينات وفي* ‬عهد الرئيس سليمان فرنجية قال*: »‬اذا لم* ‬يعطونا حقوقنا فسنحتل تلك القصور العامرة*.. ‬وقرر الزحف الشعبي* ‬فاتصل الرئيس فرنجية بالرئيس حافظ الاسد ليتوسط مع الامام الصدر ليحول دون قيام ثورة اجتماعية شعبية،* ‬على ان تدرس القضايا والمطالب ثم حاز على احترام فرنجية مما* ‬يعني* ‬ان السهم الاجتماعي* ‬للمواطن طغى في* ‬بداية عمله الديني* ‬والسياسي* ‬والاجتماعي* ‬على طبيعة تحركه لانه كان* ‬يؤمن بان الانسان الذي* ‬تريد ادخاله في* ‬مشروع كبير* ‬يجب ان تكون الى جانبه لترفع الظلم والغبن والحرمان عنه*. ‬ولهذا تمت محاربة الصدر فالشائعة الاولى التي* ‬اطلقت ضده من قبل الاقطاع واجهزته انه جاسوس للشاه وجاء الى لبنان ثم الشائعة الثانية انه من صنع المكتب الثاني* ‬اللبناني*. ‬كل ذلك لانه قال للناس لا تؤمنوا بيسار ولا بيمين بل عودوا الى دينكم وتاريخكم وتراثكم*. ‬لاي* ‬طائفة انتميتم ولاي* ‬دين انتم منه اسلاميا كان ام مسيحيا اليسار التقى مع الاقطاع،* ‬والاثنان التقيا مع اليمين لمحاربة هذا الغريب الآتي* ‬ليحرك الناس لان الامام الصدر،* ‬كان عمله جماهيريا وليس عملا* ‬يستهدف النخبة التي* ‬كانت ممزقة بين* ‬يمين ويسار وقومية واممية*. ‬ومع كل ذلك،* ‬دخل الصدر الى منزل اليساري* ‬واليميني* ‬وبعض الاقطاعيين من الصف الثاني،* ‬وكان* ‬يقول* »‬يجب ان نستردهم ونعيدهم الى الصواب،* ‬الى امتهم وشعبهم ونحاورهم لنقنعهم،* ‬الا من ابى واراد مواجهتنا ومحاربتنا فنصبر عليه*... ‬قبل ان نختصمه*«... ‬كان* ‬يعلم ان المصالح تطغى وحب التوزير والنيابة طموح مختلف المشتغلين في* ‬السياسة،* ‬فعندما كان* ‬يطلع بطروحات متقدمة* ‬يتهمونه باليساري* ‬وعندما* ‬يحاول التوفيق بين الخير وليس في* ‬الخير والشر* ‬يتهمونه بالعمالة*.‬
وعندما اصطدم الصدر بمصالح اليمين* (‬حسب التعبير اللبناني*) ‬الذي* ‬راهن عليه*. ‬وجد انه ليس الشخص الذي* ‬يستطيع استثماره،* ‬وكذلك عندما اصطدمت مصالح اليسار معه وجد اصحابه انهم لم* ‬يلتقوا معهم في* ‬كثير من طروحاتهم ثم راهن الاقطاعيون عليه،* ‬وما لبثوا ان اصطدموا بدورهم معه*. ‬ومن هنا نستطيع استقراء اهداف محاربته*.‬

العمل المؤسساتي

من الطبيعي* ‬ولكون الامام الصدر رجل دين شيعي،* ‬ان* ‬يعمل لبناء مؤسسات سياسية واجتماعية لابناء طائفته لا سيما انهم لا* ‬يرجعون* ‬الى مؤسسات ترعاهم على* ‬غرار الطوائف الاخرى*. ‬بل* ‬غارقون في* ‬بيوتات الزعامات في* ‬مختلف المدن الجنوبية والبقاعية*. ‬وعلى هوى الزعيم تجري* ‬مراكب الطائفة*. ‬من هنا،* ‬ومع العلماء والشباب الذين وقفوا معه،* ‬انتهوا الى فكرة تأسيس مرجعية سياسية ودينية للطائفة الشيعية في* ‬لبنان*. ‬فكان المجلس الاسلامي* ‬الشيعي* ‬الاعلى عام* ‬1963* ‬الذي* ‬لم* ‬يبصر النور الا بعد معارك سياسية وادارية اعترضت الامام الذي* ‬اصر على انشاء المجلس ليمثل الطائفة وليضم في* ‬هيئته التنفيذية والتشريعية النواب والوزراء والمثقفين وعلماء دين من مختلف نماذج المجتمع*.‬
وقفت في* ‬وجه انشاء المجلس الشيعي* ‬كما سيظهر لاحقا تيارات سياسية من خلال كلام المقربين من الامام الصدر وعائلية عدة بينهم الخصم الرئيسي* ‬لموسى الصدر الرئيس الاسبق لمجلس النواب كامل الاسعد الذي* ‬تولى على سنوات ادارة المعركة ثم كاظم الخليل الذي* ‬تولى مسؤولية نائب رئيس حزب الوطنيين الاحرار،* ‬يضاف الى اليسار المدعوم فلسطينيا*.‬
وغاية الامام الصدر من المجلس الشيعي* ‬ان* ‬يكون المرجع الرسمي* ‬المحافظ على حقوق الطائفة من منطلقات وطنية،* ‬لذلك اصر على ان* ‬يتخذ مقرا له منطقة الحازمية*. ‬وهذا الاختيار حاول بعض خصومه استثماره ضد الصدر.لكن لم* ‬يأبه لما قيل فكان المجلس وكانت الحازمية ليعطي* ‬الصدر البعد الوطني* ‬لمؤسسة المجلس الشيعي*. ‬ولم* ‬يستطع خصومه وقف المد الجماهيري* ‬الذي* ‬التف حول ابن قم*. ‬ولم* ‬ينتزع منه الاحترام الذي* ‬ابدته الطوائف الاسلامية والمسيحية*. ‬لانه كان صاحب الحديث الوطني* ‬فيقول*: ‬لا نريد دولة شيعية ولا مارونية ولا درزية ولا سنية،* ‬بل دولة عدالة*. ‬دولة المساواة بين المواطنين*. ‬لبنان وطن نهائي* ‬لجميع ابنائه*. ‬الفقرة التي* ‬وردت في* ‬اتفاق الطائف عام* ‬1989* ‬قالها الامام في* ‬السبعينات لذلك كانت تعني* ‬المؤسسات له رفع الفقر والظلم وعنت المدارس له دور عبادة كالمساجد فراح* ‬يؤسس فافتتح المهنية في* ‬صور ومهنية جبل عامل لاولاد الفقراء والمعوزين والايتام*. ‬وتابع سعيه فاشترى مبنى في* ‬خلدة بات مدرسة للايتام* - ‬الفتيات*. ‬واسماها مدينة الزهراء،* ‬وحين اشتراها كانت تدعى* »‬سويسرا الشرق*«. ‬فاشاع المناهضون ان موسى الصدر اشترى فيللا في* ‬سويسرا وسيذهب ليمكث فيها اخذا معه مال الفقراء الذين ساروا معه*. ‬لكن سرعان ما اتضح ان ذاك المبنى في* ‬خلدة هو مدرسة للايتام والفقراء*. ‬واسس* »‬جمعية التعليم*« ‬التي* ‬تعنى بشؤون الطلاب الذين* ‬يودون التخصص في* ‬الخارج فسعى لاعطاء المنح الجامعية والتخصصية*.‬

هذا هو المعنى الحقيقي* ‬لعبارته الشهيرة* »‬السلاح زينة الرجال*«‬
لم تكن علاقة الإمام بالفلسطينيين جيّدة وحذّر* »‬أبو عمار*« ‬من الإساءات

آمن السيد موسى بأن النظام الطائفي* - ‬المذهبي* ‬في* ‬لبنان سيولد حربا وسيكون لبنان لقمة سائغة للمتآمرين لتفجير السلم الاهلي،* ‬وكان* ‬يعتقد ان لبنان منطقة او نقطة ساخنة وساحة مفتوحة للمؤامرات*... ‬لذلك كان* ‬يدعو لتصحيح الخلل السياسي* ‬ورفع الغبن،* ‬وتطوير الدستور واصلاح النظام السياسي*. ‬فكانت* »‬المسلمات الـ* ‬14*« ‬التي* ‬اعلنها وسلمها للرئيس الراحل سليمان فرنجية كصيغة لحل الازمة اللبنانية*. ‬آمن بأن لبنان مهدد من اسرائىل المغروسة في* ‬المنطقة وان الدولة العبرية تعمل على التقسيم والتوطين،* ‬لذلك صمم على مواجهة* »‬المشروع الصهيوني* ‬في* ‬لبنان*« ‬كما كان* ‬يردد بأنه* »‬الخطر الاكبر على الارض والشعب على المسيحيين والمسلمين*«. ‬من هنا اكد الصدر ان* »‬التعايش الاسلامي* - ‬المسيحي* ‬ثروة تجب المحافظة عليها*«.‬
وقال ايضا ان التعدد الديني* ‬ثروة حضارية* »... ‬الطائفية نقمة والوطنية نعمة*«... ‬لا للنظام الطائفي* ‬في* ‬لبنان*. ‬وقال*: ‬لبنان وطن نهائي* ‬لجميع ابنائه لا للتجزئة ولا للتوطين ولا للتقسيم*«. ‬العبارة ذاتها التي* ‬وردت بعد سنوات في* ‬اتفاق الطائف،* ‬مما* ‬يعني* ‬ان الامام عرف الداء وشخص الدواء الذي* ‬لا* ‬يكون الا بالمواطنة والا بدولة العدالة والمساواة*. ‬ولذا نراه لم* ‬يناد بجمهورية اسلامية او شيعية بل بدولة مدنية معاصرة ومؤمنة بالله وبالمساواة بين جميع ابنائها*.‬
لذلك عندما اتهم بالتخلف والرجعية وبأن الشيعة الذين معه متخلفون،* ‬عندئذ اجاب*: ‬نحن لسنا شعوبا ولا قبائل بل كوادر ورواد،* ‬اي* ‬الطليعة في* ‬حمل المشروع الوطني* ‬اللاطائفي*. ‬وعليه فقد رفض الامام الصدر خلال الاحداث اللبنانية التي* ‬عاصرها المس بوجود المسيحيين في* ‬الجنوب والبقاع وحارب من اقترب من منازل المسيحيين في* ‬المناطق المسلمة حتى اعتصامه الشهير في* »‬مسجد الصفا*« ‬في* ‬العاملية من اجل اهالي* ‬دير الاحمر معلنا موقفا سلميا*. ‬وفي* ‬هذا الاعتكاف* ‬يذكر الدكتور المرحوم عدنان العريس انه ذهب الى العاملية فوجد الامام الصدر منهمكا،* ‬وكان قد اخذ معه قطرة مكونة من فيتامينات فأصر على ان* ‬ينقّط في* ‬فم الامام بعض النقاط وبعد جهد كبير،* ‬حتى اقتنع الصدر منه*.‬

الحرب اللبنانية*... ‬الفلسطينيون

لم* ‬يخل اي* ‬حديث للامام الصدر عن المؤامرة التي* ‬تحاك ضد لبنان وشعبه وطالما نبه الجميع الى حرب اهلية اذا اشتعلت ستضرب الوطن وتنهكه وتكون مؤامرة متشعبة الاهداف والجوانب*. ‬لذا دعا اليسار* ‬واليمين الى الحوار،* ‬واعطاء الحقوق ونكران الذات،*. ‬لا امتيازات للبنانيين على بعضهم البعض*. ‬ولكن اشتعلت الحرب الفتنة ودخل الفلسطينيون طرفا فيها،* ‬وتحكموا بقرار اليسار اللبناني* ‬وسيطروا على المناطق الاسلامية،* ‬وتحديدا الجنوب*. ‬في* ‬حين كانت المجازر الاسرائيلية ترتكب في* ‬القرى المجاورة ضد المدنيين،* ‬وكان الصدر* ‬يرفع الصوت عاليا*. ‬فوقف ضد الذبح على الهوية وضد خطوط التماس واعلن في* ‬احد خطبه بعد المجزرة التي* ‬ارتكبت على العدلية* »‬انه جاء اليه اناس قالوا* ‬يا امام نريد ان ننتقم*.. ‬فاجابهم والله لو ذبحوا ابني* ‬لا اعتدي* ‬على انسان بريء*.«. ‬من هذه النقطة* ‬يمكن فهم رؤية الامام الصدر لمسار الحرب واهدافها*. ‬لذلك عندما اعلن عن تأسيس حركة المحرومين والجناح العسكري* ‬لها افواج المقاومة اللبنانية* - ‬امل* - ‬اثر انفجار عين البنية في* ‬البقاع والذي* ‬ادى الى استشهاد ثلة من قيادة حركة* »‬امل*« ‬اوضح ان حركة المحرومين اهدافها منع التقسيم والتوطين والدفاع عن المقاومة الفلسطينية،* ‬اي* ‬محاربة اسرائيل،* ‬التي* ‬اعتبرها عدو التاريخ والجغرافيا*. ‬فرفض ان تشارك امل في* ‬الحرب الاهلية،* ‬باستثناء الدفاع عن اهلها في* ‬المناطق التي* ‬تتعرض للهجوم لكن كان شباب امل كما* ‬ينقل احد كوادرها السابقين كانوا* ‬يقتلون من الخلف في* ‬المحاور،* ‬الا ان الامام اتجه الى الجنوب لمواجهة العدو وقال لعناصر امل انتم* ‬يا اخواني* ‬الثوار مثل موج البحر متى توقفتم انتهيتم*. ‬وروى الامام الصدر بنفسه في* ‬خطاب له في* ‬بعلبك ان تقاريرترده ومفادها انه معرض لاكثر من عملية اغتيال وان دوره اتى بعد اغتيال كمال جنبلاط،* ‬فاجاب*: ‬انه شرف لي* ‬ان اموت في* ‬سبيل قضية مقدسة هي* ‬محاربة اسرائيل والدفاع عن حقوق المحرومين*.‬
اما علاقته مع الفلسطينيين فلم تكن على احسن حال بنتيجةمواقفه التي* ‬انتقدت تصرفاتهم وممارساتهم ضد الجنوبيين اذ استغلوا وجودهم وقوتهم العسكرية ليحكموا ويتحكموا بالناس وواجه ابو عمار اكثر من مرة،* ‬وعندما كان لا* ‬يحصل على نتيجة كان* ‬يلجأ للدول التي* ‬تمون على* ‬ياسر عرفات وتضغط عليه،* ‬لذلك لجأ في* ‬1977* ‬للملك فهد عندما كان وليا للعهد ثم عندما اصبح ملكا للعربية السعودية*. ‬وارسل مع نقيب الصحافة السابق زهير عسيران رسالتين خطيتين* ‬يطلب من الملك فهد التدخل لوقف الممارسات الفلسطينية بحق الجنوبين*. ‬فعرف الامام ان القضية بدأت من الجنوب التي* ‬تطمع اسرائيل به*. ‬وقال للمسؤولين اللبنانيين بخصوص الممارسات الفلسطينية*. ‬يا حكام لبنان انتم الذين تنازلتم عن السيادة،* ‬وجاء هذا الكلام بعد اتفاقية القاهرة عام* ‬1963* ‬التي* ‬عقدها الرئيس شارل حلو سرا مع منظمة التحرير الفلسطينية التي* ‬اتاحت لها هذه الاتفاقية استيراد السلاح للمخيمات بحجة الدفاع عن نفسها*. ‬لقاء مبالغ* ‬مالية تتقاضاها الدولة اللبنانية*. ‬لكن الاموال لم تدفع*. ‬او انها دفعت ولم* ‬يعرف كيف والى اين وصلت وذهبت*.‬

اسرائيل*.. ‬الجنوب

عرف الامام الصدر مغزى الوجود الاسرائيلي* ‬في* ‬المنطقةالعربية ومدى الخطورة التي* ‬يمثل وجودها على لبنان لجهة المطامع الكبيرة والمؤامرات التي* ‬تحيكها ضد هذا البلد*. ‬لذلك صال الصدر وجال في* ‬لبنان والدول العربية والغربية حاملا قضية الجنوب*. ‬شارحا ما تفعله اسرائيل مقابل سكوت اعلامي* ‬عالمي* ‬مطبق مؤكدا ان الجنوب بوابة حل الازمة اللبنانية،* ‬والجنوب هو جوهر السلم الاهلي* ‬الداخلي* ‬لذلك قال لا نقبل ان* ‬يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما،* ‬واشار الى اهمية الدفاع عنه كقضية مقدسة وقال*: ‬الجنوب امانة* ‬يجب ان* ‬يحفظ بامر من الله*.‬
ثم قال لشباب امل*: ‬اذا لاقيتم العدو الصهيوني* ‬فقاتلوه بسلاحكم واذا لم تجدوا باظافركم،* ‬لذا امر بانتشار قوات حركة المحرومين في* ‬الطيبة وتل مسعود وكفركلا والعديسة وبنت جبيل،* ‬وقال*: ‬ما دام الجنوب* ‬غير آمن فمسيرة السلام فشلت في* ‬لبنان*. ‬وكان* ‬يقول*: ‬ارض الجنوب احتلت نتيجة تآمردولي* ‬واهمال عربي* ‬وان مسؤولية ازالة العدو مسؤولية لبنانية بالدرجة الاولى واوضح ان العدو الطامع في* ‬ارضنا وفي* ‬بيوتنا وفي* ‬كرامتنا،* ‬طامع ايضا في* ‬تاريخنا وشرفنا وعزتنا*. ‬وكان* ‬يؤكد عن اليهود ان رسالتنا في* ‬لبنان تتناقض مع رسالتهم* ‬فرسالتهم عنصرية طائفية رافضة للتعايش ورسالتنا تعايش وانفتاح ومؤمنة بالعالم وجودنا مناقض لوجودهم*. ‬اذا احتل الاسرائيلي* ‬ارضي* ‬فاسخلع ردائي* ‬واصبح فدائيا*.‬

السلاح زينة الرجال

هذه العبارة اشتهرت عن الامام وبقيت اصداؤها تتردد في* ‬الاوساط السياسية والدينية والحزبية ولما سئل عنها ذا مرة اجاب* (‬السلاح زينة الرجال ليست كلمة صادرة عني،* ‬بل هي* ‬صادرة عن رسول الاسلام سيدنا محمد في* ‬تفسيره الاية الكريمة* »‬خذوا زينتكم عند كل مسجد*« ‬لكن السلاح هو الالة التي* ‬تستعمل ضد العدو،* ‬وليس ضد المواطن او الصديق او الاخ*. ‬نحن كنا نشاهد ان العدو الاسرائيلي* ‬يسرح ويمرح في* ‬الجنوب ويدخل القرى على عمق* ‬16* ‬كلم واكثر* (‬مجدل زون مثلا*) ‬من دون ان* ‬يكون في* ‬هذه القرى اي* ‬فدائي* ‬واحد وكان هذا العدو* ‬يقتل ويفجر ويأسر في* ‬القرى ولا* ‬يوجد من* ‬يرد عليه*... ‬طالبا طيلة سنوات بضرورة الدفاع عن الجنوب وقمنا باضراب ايار* ‬1970* ‬الشهير،* ‬مطالبين بعدم اهمال الجنوب وضرورة الدفاع عنه وعن سكانه*. ‬وعندما تخلت السلطات اللبنانية عن واجباتها في* ‬مجال الدفاع عن الجنوب،* ‬قلنا*: ‬لماذا ننتظر حتى* ‬يحتل العدو الاسرائيلي* ‬ارضنا ثم نشكل فرق المقاومة لاستعادة الارض المحتلة في* ‬جنوب لبنان فالافضل ان نستعد منذ الان ونحمل السلاح ونتحدى العدو الاسرائيلي* ‬قبل تفاقم خطره،* ‬وهذا ما قصدناه عندما قلت السلاح زينة الرجال*.‬

* ‬قبلان* : ‬أنشأ المجلس الشيعي* ‬بعدما شعر بأننا مرفوضون في* ‬الجسم الإسلامي
طرحت المداورة في* ‬الفتوى فرفضوا*... ‬ثم الإنتخاب فرفضوا أيضاً* !‬
انشاء الامام موسى الصدر للمجلس الشيعي* ‬لم* ‬يكن سهلا في* ‬ظل اعتراضات شديدة من داخل الوسط الديني* ‬الشيعي*.‬

وفي* ‬هذه الحلقة كان تحدث نائب رئيس المجلس الاسلامي* ‬الشيعي* ‬الاعلى المفتي* ‬الجعفري* ‬الشيخ عبد الامير قبلان عن هذه المرحلة ذلك انه من الاوائل الذين وقفوا مع السيد الصدر ودعموه في* ‬ما اعترضه من المشقات والتهديدات*. ‬كما كان من الوسطاء المحاورين بين رجال الدين الشيعة المعارضين للصدر في* ‬تأسيس المجلس الشيعي* ‬وفي* ‬قضايا عدة ولاحقا سيكشف المفتي* ‬قبلان عما دار من حديث بينه وبين العقيد معمر القذافي* ‬بعدخطف الامام الا انه في* ‬هذه الحلقة* ‬يتناول شخصية الصدر ومراحل عمله والمشاكل والاعتراضات التي* ‬ظهرت اثر النية بتأسيس مرجعية دينية عليا للطائفة الشيعية في* ‬لبنان*.‬
المفتي* ‬قبلان حاذر ايراد بعض الاسماء لأنه* ‬يعتبر ان لا مصلحة حاليا في* ‬ذكرها والخوض في* ‬سجالات مع اصحابها*. ‬فبعضهم ما زال على قيد الحياة*.‬
وفي* ‬العلاقة مع آل الاسعد*... ‬يرفض قبلان اعتبار الامام الصدر لهم انهم اعداؤه*.‬
ويقول*: »‬الامام ذهب الى بيت الرئىس كــامل الاسعـد وهنـأه عندما انتخب رئيسا للمجلس النيابي*... ‬فالصدر لا* ‬يعتبر اختلاف وجهات النظر عداوة بين الاشخاص والمسؤولين*.‬
كما* ‬يروي* ‬مواكبون لتلك المرحلة وقائع من الصراع بين الصدر والسلطة*.‬
نائب رئيس المجلس الاسلامي* ‬الشيعي* ‬الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان* ‬يروي* ‬كيفية انشاء المجلس الشيعي* ‬فيقول*:‬
نظر الامام الصدر من حوله،* ‬فوجد ان لبنان بلد الطوائف ومرجعياتها الا الطائفة الشيعية دون رأس او تجمع* ‬يتفقد احوالها*. ‬فقام بفكرة تأسيس المجلس الاسلامي* ‬الشيعي* ‬الاعلى عام* ‬1967*. ‬وسبق ذلك ان اجرى اتصالات برجال الدين ورجال السياسة من جميع الافرقاء فاصطدم بمعارضة لا هوادة فيها*.‬

* ‬معارضة عائلات سياسية مثل آل الاسعد؟

*- ‬معارضة آل الاسعد كانت عاقلة*. ‬فكان محترما عندهم،* ‬خصوصا عند احمد بك،* ‬فللمعارضة رأي* ‬ووجهة نظر لكن حتى الان لم* ‬يكن لدينا مجلس،* ‬والذين احبوه خافوا منه والذين شككوا فيه احبوه*. ‬والذين وقفوا امامه هابوه*. ‬لكنهم بحضوره احترموه،* ‬وفي* ‬غيابه كانوا* ‬يوسوسون عليه والتشكيك عند بعضهم*. ‬عندما* ‬حورب،* ‬حورب من قبل المصريين ومن قبل بعض رجال الدين وقالوا* ‬يريد ان* ‬يقسم المسلمين*. ‬حورب من بعض الاحزاب،* ‬لانهم خافوه على دنياهم،* ‬لكنه كان خائفا على دينه وطائفته،* ‬والصقت فيه اتهامات كثيرة*. ‬وقالوا ان له اخا هو سفير لايران في* ‬اسرائيل،* ‬وهو عنده شقيقان*: ‬عالم مجتهد توفي* ‬منذ فترة قريبة والثاني* ‬السيد علي* ‬وهو من اطيب الناس ولا* ‬يذهب خارج ايران،* ‬فالاتهامات باطلة،* ‬هذه طبيعة القاعد ضد القائم والعامل* ‬يلقى المعارضة من الكسالى*.‬
وحتى لا* ‬يكون هناك من* ‬يعترض،* ‬طلبنا ان* ‬يكون هناك مجلس او هيئة عامة للمسلمين سنة وشيعة*. ‬فقالوا لنا*: ‬تنتخبون مفتي* ‬الجمهورية،* ‬ولا* ‬يحق لكم في* ‬ان* ‬يكون منكم مفت.فطرحنا المداورة في* ‬منصب المفتي*. ‬فرفضوا*. ‬وطرحنا الانتخاب فرفضوا*. ‬فشعرنا اننا مرفوضون في* ‬الجسم الاسلامي*.‬كمسلمين فقررنا ان نقول لهم نحن معذورون اذا واسسنا المجلس الاسلامي* ‬الشيعي* ‬الاعلى بقيادة الامام*. ‬لكننا نلتزم امامكم ان* ‬يكون هذا المجلس دعما للمسلمين وللبنانيين*. ‬فنحن نرفض ان نفرق،* ‬وستتعاون هذه القيادة مع القيادة الثانية*. ‬وانتهينا من المعارضة الخارجية،* ‬فواجهنا معارضة داخلية*.‬

‬شيعية؟

*- ‬نعم،* ‬علماء كثر اصحاب وزن وقيمة،* ‬اننا نحترمهم ونقدرهم لانهم اباؤنا واهلنا وسادتنا*. ‬اجرينا معهم تجربةوكانت ليلة الجمعة*. ‬وكان نهار الاحد محددا لانتخاب الهيئة الشرعية والتنفيذية للمجلس الشيعي،* ‬وجاءنا وفد* ‬يطالب بتأجيل الانتخاب*. ‬علما ان كل شيء كان منتهيا على صعيد الوسطاء والمناقشات،* ‬فقلنا للوسطاء،* ‬نحن* ‬12* ‬شخصا في* ‬الهيئة الشرعية مستعدون للانسحاب،* ‬ونضع مكاننا* ‬12* ‬شخصا من المعارضة شرط ان* ‬يكون الامام الصدر رئيسا للمجلس*.‬

‬ما هو التحدي* ‬الذي* ‬واجه الامام الصدر؟

*- ‬هناك اشخاص قالوا ان هذا الايراني،* ‬جاء ليتحكم بنا،* ‬واخرون اعترضوا انه* ‬يعمل على تفريق الشيعة عن السنة وغيرهم*. ‬والواقع ان بعض السياسيين دعموا وان مناهضين لم* ‬يدعموا فكل شخص له في* ‬المعارضة ذوق وتفسير وتوجه*.‬
الامام الصدر،* ‬قال*: ‬لست بديلا من اي* ‬زعيم سياسي،* ‬ولا اريد ان اخذ دوره*. ‬لم* ‬يقتنع احد بهذا الكلام حركة الامام الصدر نشأت وتعاملت معها اغلبية الناس بايجابية*. ‬فمنذ مجيئه من ايران التفّ* ‬الشعب حوله،* ‬واطلالته فسرت تفاسير مختلفة*. ‬ولكن كان القصد منها جمع شتات الطائفة*. ‬ليكون عندها مرجعية مركزية،* ‬فكل الناس في* ‬لبنان لها مرجعيات دينية الا الشيعة*.‬
شراء المبنى في* ‬الحازمية

‬لماذا فهم ان هناك خلافا بين امل والاسعد وامل هي* ‬بنت موسى الصدر؟

*- ‬السياسة تعتمد على المنافع والمصالح والسيدموسى الصدر كان* ‬يذهب الى الناس وكان مبنى المجلس الشيعي* ‬الحالي* ‬في* ‬الحازمية معروضا للبيع بـ650* ‬الف ليرة لبنانية فاشتريناه لاننا لم نجد من* ‬يبيعنا،* ‬فقلنا ان مكانه جيد*. ‬فيمكن ان* ‬يكون نقطة التقاء مركزية*. ‬لم تكن توجد حينها قصة مسيحي* - ‬مسلم*. ‬فالكثير من المسلمين* ‬يسكنون في* ‬الحازمية ولا شرقية ولا* ‬غربية*. ‬ووجودنا هناك وجود طبيعي* ‬جدا،* ‬اشتريناه بـ650* ‬الفا*. ‬وكلفنا باكمله مع ترتيبه ودهانه وفرشه* ‬850* ‬الف ليرة واليوم نعيد اصلاحه وسنعود اليه*. ‬والمجلس سيكون هناك ولن* ‬يباع واجتماعات المجلس ستعقد في* ‬الحازمية*.‬

التسوْل والاكل عند المسيحي

ويروي* ‬قبلان ان الامام الصدر عندما جاء ليستقربعد وفاة الامام شرف الدين حل في* ‬صور،* ‬حيث آل شرف الدين فاستقبلوه واحاطوا به وحافظوا عليه وكانت طريقته خاصة بالتعاطي* ‬مع الناس،* ‬وكان* ‬يذهب لمناسبات في* ‬القرى ولا* ‬يتكلم*. ‬ليس عجزا،* ‬بل كان* ‬يهدف بسكوته الى دراسة* ‬اوضاع الناس فيدخل البلدة ليعرف مشاكلها ومطالبها وما* ‬يصلح شأنها،* ‬فدرس عن كثب اوضاع الناس،* ‬الى ان اصبح مقبولا عندهم،* ‬فمن جملة اعماله الاولى انه الغى التسول في* ‬شوارع صور،* ‬ونظم احصائيات للفقراء،* ‬وتبنى ايصال المساعدات اليهم،* ‬الى بيوتهم،* ‬دون بذل ماء الوجه*.‬

الخفافيش

والى جانب كلام الشيخ قبلان* ‬يقول* ‬بعض العارفين بالصدر،* ‬والامام موسى الصدر من خلال قيادته الدينية والسياسية ورغم كل المعارضات في* ‬الداخل حمل صفته كرئيس للمجلس الاسلامي* ‬الشيعي* ‬الاعلى،* ‬ليلتقي* ‬بمختلف القيادات* ‬الدينية والسياسية اللبنانية*. ‬فوقف خاطبا في* ‬الجماهير في* ‬مهرجاني* ‬بعلبك وصور،* ‬ومؤكدا ان لا مكان للكسالى*. ‬واورد انه علم ان بعض معارضيه من اليسار قرروا اغتياله عام* ‬1973* ‬فرد عليهم*: ‬ان خفافيش الليل* ‬يحاولون اغتيالي* ‬في* ‬الظلمة،* ‬وهم جبناء اما الان فانا هنا في* ‬وضح النهار فتعالوا واقتلوني*.‬
ومن حسن تعاطيه مع الناس انه في* ‬احتفال صور نصبت له خيمة فوق منبر،* ‬ليتظلل من حرارة الشمس*. ‬فعندما صعد الى المنبر قال*: ‬انزعوا هذه الخيمة،* ‬فانا لا اقبل ان اتظلل من حرارة الشمس وهذه الجماهير تحت الشمس*.‬
ويقول العارفون بطبيعته ان هذا الموقف ليس للتقرب من الناس،* ‬ولا للتواضع،و بل هذه هي* ‬طبيعة موسى الصدر،* ‬الذي* ‬لم* ‬يكن* ‬يقبل ان* ‬يميز نفسه*.‬

» الإمام القائد السيد موسى الصدر الإمام الصّدر : خلفيّته , سيرته و إنجازاته , قضيّة إخفائه
» في رحاب الإمام موسى الصدر
» في رحاب الإمام موسى الصدر
» الإمام القائد السيد موسى الصدر
» تحية لمؤسس المقاومة الإمام موسى الصدر