عاشقة المهدي مشرفة عالم آدم و حواء
الاعلام : عدد المساهمات : 314 نقاط : 526 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| موضوع: الامام الصدر: الفصح المجيد صورة لانتصار الحق وخلود رسالة الله الأحد أبريل 24, 2011 2:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ان الله ارسل المسيح ليحرر الانسان من الجشع والنفاق، ويخلص المعذبين في ارضه من المتاجرة باسم الله ومن الظلم والطغيان.
ولكن النفوس المنحرفة والضمائر الممسوخة لم تحتمل هذه الدعوة. ولكن زعماء اليهود، الزمنيين منهم والروحيين لم يرتضوها خوفًا على مصالحهم لانهم لا يريدون ايقاظ الضمائر وتعديل الفطرة وانارة القلوب والعقول.
انهم حاربوا المخلص بعدما كانوا ينتظرونه، بداوا بالطمع والتهديد، ثم بحملة التهم والافتراءات، وانتهوا بفرض قتله على الطغاة.
المسيح اراد لهم الحياة، ولكنهم ارادوا قتله.
هذا الفصل الاول من ماساة الانسان، كل الانسان: اساءة في مقابل الاحسان والحكم باعدام من يموت لاجل حياة الاخرين.
هذه الصورة المثيرة تتكرر كل يوم مع الاختلاف في الكم او في الكيف، ومع تفاوت في الوضوح والخفاء.
اما الفصل الثاني: فهو الفجر، نور بعد ظلام، وانتصار للحق، حينما يقذف الله به الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق.
تجري دماء الصالحين، تصرف طاقات المجاهدين، طاقات هي دماء زكية تتبلور في صبرهم وسعيهم ومثابرتهم على دعوتهم.
تجري هذه الدماء فينبت الحق، ثم تنصره العوامل الكونية التي ملات الافاق والانفس، فتتحرك ضمائر البشر المستيقظة اثر التضحيات والصرخات.
الروافد تنبع من العقول والقلوب والارض والسماء، وعندئذ يصبح الحق طوفانًا فاذا عروش الظلم، وصروخ الطغيان كالزبد يذهب جفاء ﴿واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض﴾ ]الرعد، 16[.
هكذا كان الفصح المجيد، صورة كاملة عن المرحلة الثانية من تاريخ البشر، المرحلة التي تتكرر كل يوم مع الاختلاف في الكم او الكيف ومع تفاوت في الوضوح والخفاء.
اما تفاصيل الواقعة فيرويها المسيحي: انهم قتلوا الجسد وانتقل مسيح الكلمة الى السماء قائلًا لمريم المجدلية: "اذهبي وبشري اخوانك اني ذاهب الى ابي وابيكم والهي والهكم".
وينقله المسلم انهم ﴿ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم﴾ ]النساء، 157[، مؤكدا ان الله تعالى قال له: اني ﴿رافعك اليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة﴾. [ال عمران، 55].
فالمنتصر في المعركة الحاسمة هو الحق والخلود لرسالة الله ﴿ونريد ان نمن على الذين استُضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين﴾ [القصص، 5].
والصورتان على راي الروايتين تمران في الذكرى امام الخواطر وتطبعان بفعل الايمان على قلوب اولي البصائر وتصبحان الينابيع الدفاقة للحياة السعيدة ولانتصار الانسان.
ان القدوة لا تختلف عن اللوحة الا بمعجزة الايمان.
والايمان ينمو ويزدهر بالتفكر. والعقل سند القلب والعلم يدعو الى الايمان.
فلنعش الذكرى بقلوبنا، ولنتجاوز رمزية الايام المباركة لكي لا تصبح امامنا الواحًا فنية تاريخية.
ولنعش الذكرى بعقولنا ولا نحتقر ايماننا بالتخوف من العلوم، فالعلوم انوار الى الحقيقة التي هي كلمة الله وقراءتها تزيد عن الايمان.
نحن لا ندعو الى الذوبان والى تمييع الايمان، هذا الايمان الذي اصبح جزءا من وجودنا وانحدر عبر الاجيال من الينابيع الاصيلة السماوية.
لان العلم اي علم، يكشف الحقيقة، والمعرفة اي معرفة، تنير الدرب، والحوار اي حوار، انما هو طريق لمزيد من المعرفة وسبب لاغتنائنا بعلوم الاخرين ونتاج عقولهم، ويتضح لنا ان الايمان هو المحرك الوحيد وهو القائد الذي يفيد من كشف الحقيقة وانارة الدروب.
الايمان وحده يجعل من هذه الذكرى قدوة لانه يبدل الصرف فعلًا واصالة.
المصدر: صحيفة الحياة | |
|