يقارن الأطباء مفعول الوحدة بما ينجم من أضرار تشتق من التدخين أو البدانة أو قلة ممارسة الرياضة. كما أن الأشخاص، المعزولين اجتماعياً، لديهم عمر قصير وهم أكثر حساسية، من حيث التفاعل، مع محيطهم العائلي أم الاجتماعي.
اعتماداً على معطيات، تطلبت عشرات السنين لجمعها، يفيدنا الأطباء أن جسم الشخص المصاب بالوحدة لديه نقطتي ضعف. فالقلب مجهد للغاية بسبب تصلب شرايينه. أما نظام المناعة المكتسبة فهو مصاب بالخلل لكون تفاعله مع الأحداث الخارجية ضعيف جداً. وفي الوقت ذاته، فان هذا النظام يعاني من التهاب مزمن له مفعول سلبي على الجهاز القلبي الوعائي.
علاوة على ذلك، فان هرمونات الاجهاد، أي الكورتيزول والايبينفرين، مرتفعة بالدم وتعمل على إثارة ردود فعل شرسة حيال أبسط الأحداث التي تحصل مع مرضى الوحدة الذين يتخذون، دوماً، موقفاً دفاعياً. وتصيب الوحدة شرائح اجتماعية واسعة، لا تعرف لا عمراً ولا مالاً. وان كانت الوحدة تصطف الى جانب الاكتئاب، فان الأمر يؤدي الى الانتحار الذي بدأت ظاهرته تتفشى بسويسرا.
على الصعيد العلاجي، ينصح الأطباء، هنا، المريض التحدث بصراحة مع الطبيب النفسي، أولاً، بهدف تغيير نمط حياته. وقد يكون الزواج أم تأسيس شبكة صغيرة من الأصدقاء المخلصين حلاً لهذ المشكلة التي تتطلب انفتاحاً أكبر للمريض على العالم.