يقول "الهاشمي قدّار" بلهجة الواثق:"أن لمرضى السكري أن يتنفسوا الصعداء"، ويعزو الهاشمي تفاؤله إلى انقلاب وضع عديد من مرضاه إيجابا منذ استخدامهم لورق الزيتون. ويشرح الهاشمي الذي يمتهن طب الأعشاب بضاحية الجزائر الغربية، إنّ طريقة التداوي بورق الزيتون بسيطة للغاية، وتقوم على غلي الوريقات وتقطير مستخلصاتها في زجاجات على أن يتم استهلاكها عاديا بعد ذلك من خلال ارتشافها على فترات متقاربة كما لو أنّ المريض بصدد شرب كأس قهوة أو شاي.
ويؤيد المختص حميد مالك ما قاله الهاشمي قدّار من زاوية الاستجابة الكبيرة لمرضى السكري، وتمكّن هؤلاء من ضبط معدلات السكر، بعيدا عن استعمال إبر الأنسولين، ويوضح مالك أنّه ينصح مرضاه بتعاطي ثلاثة أكواب من مستخلص ورق الزيتون كل يوم.
ويركّز كل من سليمان بلقاسم وعثمان سعيدي على حتمية عدم خلط مرضى السكري بين ورق الزيتون وباقي الأدوية، إذ يُنصح في حالة المستهلك لمستخلص ورق الزيتون، بالتوقف عن الخضوع لباقي العلاجات، مع المحافظة على مراقبة السكر بانتظام. ويلاحظ بلقاسم وسعيدي أنّ أفضل أوراق الزيتون المجدية لمرضى السكري، هي الخضراء الجيّدة ذات الطعم المرّ، ويُحبّذ طحنها قبل غليها وتعاطي مستخلصاتها قبل مواعيد الأكل.
وبات التداوي بهذه الطريقة يستهوي الجزائريين، لا سيما أولئك الذين ملّوا من رحلات العلاج الطويلة وباتت أجسادهم تشتكي من النخر المتتالي لإبر الأنسولين، ويبدي علي، سليم، وكذا ربيعة، كريمة وتسعديت وغيرهم، يقينا بقدرة هذه الوصفة الطبيعية على تحقيق ما عجزت عنه أدوية كيميائية لا تغني ولا تسمن من جوع، على حد تعبيرهم.
بالمقابل، يرى محمد بلحاج أنّ حلول داء السكري تكمن في العلاج المتخصص، وضرورة البدء في الكشف المبكر عن المرض لتفادي تعقيداته مستقبلا، وتعزيز تكوين الأطباء المختصين في التغذية وأقدام المصابين بداء السكري.
ويرى بلحاج الذي يرأس اللجنة الجزائرية لمكافحة داء السكري، أنّ الرهان يكمن في تخفيض الإصابة بهذا الداء بـ1 بالمائة يؤدي الى تخفيض نسبة الوفيات بـ25 بالمائة، طالما أنّ السكري له تداعياته بواقع 14 بالمائة من الإصابات بجلطات القلب والأوعية و27 بالمائة من إصابة البصر والكلى.
أما عيسى بوديسة فيركّز على حتمية مكافحة الانفجار الوبائي للسكري بتغيير أساليب العيش والإكثار من الحركة، وخفض الوزن لتفادي تعقيدات انسداد الأوعية والشرايين لدى أكثر من 300 ألف مصاب وأمراض القلب لدى عدد غير قليل وكذا الاصابة بأزمة شرايين الدماغ لدى 60 ألف شخص واصابة البصر لدى 400 ألف شخص والكلى والأعصاب لدى مئات الآلاف الآخرين.
من جانبه، يسجل نور الدين بوستة رئيس فيدرالية جمعيات المصابين بداء السكري، معاناة شريحة غير المؤمنين اجتماعيا، وافتقاد مرضى السكري على مستوى المناطق البعيدة إلى الرعاية الصحية، في وقت تكشف زهية بودردة عن انتشار مخيف لداء السكري بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمسة عشر سنة، بواقع 1600 حالة جديدة سنويا وبزيادة تتراوح بين 3 الى 4 بالمائة كل عام.