لين حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 178 نقاط : 284 تاريخ التسجيل : 18/01/2011
| موضوع: الغنى والتمتع الإثنين يونيو 20, 2011 6:34 pm | |
| ليس غريبا ً ان يبذل الناس اقصى الجهد في سبيل الحصول على الغنى لأن الغنى مرتبط بالاذهان بما يمكن ان يوفر من متع عديدة ، ولكن اليس غريبا ً ان تجد الكثير من الاغنياء عاجزين عن التمتع بغناهم فمثلا ً نجد ثريا ً جمع ثروة طائلة ولكنه لا يتمتع بثروته فربما لا ينظر اليها اصلا ً . إن نظره لا يتجه ولا يستقر الا على ثروة جاره الذي يملك قدرا ً أكبر مما يمتلك هو فيمتلأ سخطا ً وحسدا ً ومرارة . قد يصادفك انسان كثّر الملايين ولكنه لا يجد وقتا ً للاستمتاع بملايينه ، انه منهمك في جمع المزيد ، يكرّس الوقت والجهد للاستزادة من الثروة ، تجده دائما ً متعبا ً منهكا ً مما يعرضه للامراض التي تصيب الكثير من رجال الاعمال ، وهكذا يقضي عمره عليلا ً متألما ً ينفق من ثروته على العلاج بدلا ً من استخدامها في جلب المزايا وتوفير المُتع . وغني آخر لا يستمتع بشيء مما يمكن ان توفره له ثروته لأنه دائم القلق عليها ، يخشى ان يفقد منها شيئا ً في أي وقت فيقضي عمره حارسا ً لها حتى تصبح هذه المهمة هي الارتباط الوحيد الذي يربطه بثروته . والذين جمعوا ثروتهم بالظلم والغش فعندما تستيقظ ضمائرهم تتحول ثروتهم الى نار تكوي ضمائرهم فكل مبلغ فيها يحكي قصة مشينة تذكرهم بمشهد رهيب يقض مضاجعهم ويملئها بؤسا وتعاسة ً . ليس عسيرا ً ان نكتشف عينات أخرى لأغنياء يعجزون عن التمتع بغناهم لسبب أو لآخر لذلك فليس الذين يخطف ابصارهم بريق الذهب سيندفعون للحصول عليه ، ليتهم يدركون ان المتعة لا تأتي نتيجة حتمية طبيعية مظمونة للغنى ، يجدر بهؤلاء في المقام الاول ان يبحثوا ويكتشفوا كيف يمكن ان يقترن التمتع بالغنى . لن تعرف المتع سبيلا ً الى نفسك إذا كنت في جو من القلق والمخاوف أما إذا امتلأت بالاطمئنان وسلام القلب فستجد متعة في كسرة خبز لأن " لُقْمَةٌ يَابِسَةٌ وَمَعَهَا سَلاَمَةٌ، خَيْرٌ مِنْ بَيْتٍ مَلآنٍ ذَبَائِحَ مَعَ خِصَامٍ . " ( أمثال 17 : 1 ) . إذا آمنت ان كل ما عندك هو منحة من الله المتكفل بك في جميع ظروف الحياة فإنك تكون مطمئنا ً حتى لو فقدت كل ما تملك لأنك تعلم ان وليك حي لن يتخلى عنك كما ان لك " مَالاً أَفْضَلَ فِي السَّمَاوَاتِ وَبَاقِيًا." ( عبرانيين 10 : 34 ) . إذا كان التمتع لا يتوفر الا في ظل السلام فلن تجد متعة بعيدا ً عن السلام " لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا " ( افسس 2 : 14 ) . قبل الغنى المادي يلزمك أن تكون غنيا ً في أعمال صالحة لتتخلص من مرارة الحسد وتعرف متعة العطاء الذي يرسم بسمة السعادة على شفاه المعوزين البائسين . إذا كان لازما ً ان تكون غنيا ً في الاعمال الصالحة قبل ان تختبر التمتع بأي غنى مادي أو بركة زمنية أو موهبة طبيعية كبيرة كانت ام صغيرة فانه يلزمك ان تأتي اولا ً للمسيح " لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." ( افسس 2 : 10 ) . نعم فقط تعال الى الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغناه للتمتع .
| |
|