وردة الجنوب مشرفة قسم الاسلامي
الاعلام : عدد المساهمات : 441 نقاط : 784 تاريخ التسجيل : 30/12/2010 الموقع : لبنان
| موضوع: نشاط الإمام الصدر العملي وتفعيل دور المرأة الخميس يناير 20, 2011 11:51 pm | |
| كان وضع النساء والبنات حين أتى السيد موسى إلى لبنان مأساوياً، ولم يكن مطروحاً يومها أمر الحجاب أو عدمه، بل كانت الخطورة في خلاعة المرأة التي فاق فسادها في لبنان كافة الدول الأخرى في الشرق.
ويقول الإمام في هذا المجال: "إكتشفتُ أنّ السبب الرئيسي لهذا الانحراف هو الضياع الفكري والأميّة والابتعاد عن التعاليم الدينية، فقرّرتُ في البداية رفع مستوى الوعي الديني والأخلاقي،
لكنّني واجهت عقبتين كبيرتين 1- ضعف مشاركة النساء في النشاطات العامة، 2- اهتمامهن بالأزياء والموضة وأدوات التجميل..
كان نشاط المرأة اللبنانية في بدايات القرن العشرين فعّالا في الحقلين الإجتماعي والإنساني, وقد تأطّر عملها من خلال جمعيات نسائية عديدة, ولكن هذا النشاط كان محدوداً لأسباب دينية واجتماعية تعيق قدمها , مما جعل بعض المفكّرين والمُثقّفين يطالبون بتحريرها واعتماد حقها بالتعليم كخطوة أولى في سبيل هذا التحرير.
وقد وجد الإمام الصدر أن ظروف لبنان المتعدد الطوائف ساهم في الإقبال على العمل بمقتضى هذه الدعوة نسبةً إلى المرأة في العالم العربي. ولكن واقع المرأة المسلمة بشكل عام , وفي الطائفة الشيعية بشكل خاص تُعاني من الحرمان أكثر من غيرها من الطوائف , وذلك للأسباب السياسية والإجتماعية والثقافية التي تنتهجها الدولة بحق مواطنيها الذي سبب تخلّفاً وفقراً متفاوتاً بين طائفة وأخرى إلى جانب جهل الأهل لتعاليم دينهم ورفضهم خوض فتياتهم المجالات العلمية أو الحياة العملية.
ومن لُبنان كانت أولى خطوات الإمام الصدر بتأسيس مؤسّسات ومراكز اجتماعية هدفها تعليم وتدريب الفتيات شتى أنواع المهارات والمهن ليتسعنّ بها على الحياة كي يلتحق بركب التطور والتقدم متحلّين بالصبر والإيمان وسلوك درب الشريعة . وقد اعتبر الإمام الصدر أن لبنان بصيغته التعددية يمثل بيت الأسرة البشرية ومنطلقاً نحو العالم أجمع , وقد قال في هذا المجال ((نحن في لبنان ,في هذه الواحة الخضراء في هذه القطعة التي تمثل بيت الأسرة البشرية ونحن الآن من خلال تجاربنا التي تجاوز عمرها عمر الحضارات القائمة بأجمعها , نحن هنا ومن خلال وضعنا الخاص نتمكن بكل سهولة أن نعبّر عن هذه الرسالة الإلاهية)) فرسالته هدفها الإنسان الذي اعتبره ذا بعدين, بعد نحو السماء وآخر نحو الأرض, وكانت حركته فكرية نهضوية تغييرية متسمة بالشمولية ترعى شؤون الإنسان كافة, منطلقاً من إيمانه بأن المرأة إنسان , ويجب الإهتمام بشؤونها وصلاح أمرها فكانت دعوته لها أن تتجه نحو العلم والمعرفة من خلال سعيها الدؤوب لكي تكون إنساناً مُنتجاً في المجتمع . وقد واجه الإمام الصدر صعوبات جمّة في سبيل تحقيق رؤاه وإعطاء كلامه محتواه , ولكنه لم يهن ولم يترك وسيلة إلّا وحاول خوضها في سبيل تحقيق أمانيه لرفع معاناة المرأة . وقد صرّح بذلك قائلا : ((أولا على صعيد التوعية لا أترك بابا إلّا وأطرقه, ثم على الصعيد القانوني سوف أشترك مع لجنة مختصّة في قانون للأحوال الشخصية يؤمن للمرأة مكانتها الحقيقية ويوفر لها إمكانية التحرك على الصعيد الوطني والقومي بالإضافة إلى واجبها الخاص , وأيضا , وهناك محاولات لنقابة المحامين لوضع قانون يستند إلى الفقه الإسلامي مع الإجتهادات الحديثة, ونحن لسنا وحدنا في ميدان إيجاد الحلول للمأزق الذي وضع فيه المسلمون المرأة )) ,
معتبراً أن مقياس تخلّف المرأة في العالم العربي بشكل عام بمقدار حركة المرأة في العالم.لذا اتجه اتجاهاً علمياً إلى دراسة تخلف المرأة عند الطائفة الشيعية وأسباب معاناتها فوجد أن الأسباب تكمن في الأمور التالية :
1- القرى الشيعية محرومة من التوجيه الديني, فلا مسجد ولامدرسة ولا مُرشد ,ممّا يسبّب ضياعاً روحياًّ يُشكّل خطراً اجتماعياًّ داهماّ.
2- الغزو الفكري الغربي يحدث مآسي اجتماعيّة, والفتاة الشيعيّة دون توجيه ديني وتهذيب خُلُقي.
3- المؤسّسات الثقافية والإجتماعية عند الشيعة ضعيفة للغاية .
4-الأوقاف الشيعية على كثرتها مهملة, مع أنّها إذا نظّمت واستُفيد منها تُشكِّل ثروة كبرى لصالح التقدّم الإجتماعي في البلاد والتّربية الخُلُقيّة في الأجيال ورفع مُستوى الثقافة العامّة.
5-الشّعور النّفسي بالحرمان وبالضعف عِند المُواطن الشّيعي وعند المرأة بشكل خاص.
6-فُقدان المرأة للثّقة بالنّفس ممّا أضعفها أمام الرِّجال.
7-ضعف الثّقة برجال الدّين واعتبارهم يُقدّمون فتاوى لِمصلحة الرّجل.
هذه الأمور وغيرها جعلت الإمام الصّدر يَخرُج برجل الدّين إلى عالم الحياة مُنسجماً بذلك مع الفكر الدّيني الأصيل , مُباشراً العمل بإشراك المرأة في مسيرته الإصلاحيّة لأجل رفع الحِرمان ونبذ التخلّف والإنضمام إلى مُعترك الحياة لما فيه مصلحة لها وللمجتمع , فكانت حركُتُهُ حافلةً بالمُحاضرات والنّدوات واللّقاءات التي عرَّف من خِلالها رؤية الإسلام الحقيقية لدورها في الحياة . وكانت المرأة حاضرة ومُستمعة ومُشاركة إلى جانب الرّجُل , وكان الإمام الصّدر يوجّه خطابه بأن عليها أن تستمع وتعي وتفهم وتُناقش وتبدي رأيها . وكان مُستمعاً ومُتفهّماً لطروحاتها ومُعاناتها ومُشاركاً لها في وضع الحلول التي تُنقِذ مُستقبلها . جاعلاً المرأة في صميم حركته وعمله فبدأ معها من مواطن الحِرمان ليساعدها في تنمية معارفها ونبذ الحِرمان الثّقافي والإجتماعي , لِذا أشركها في حقُول العَمَل كافّة بِما يُلائِم وضعها وخُلقها مع التّأكيد ووجوب ان تُحافظ على الإلتِزام بالشّريعة والتّعاليم الإسلاميّة في أي حقلٍ تختار,مُتوسّماً فيها الإبداع في أي دور إن كان داخل المنزل أو خارجه , مُقدّماً حُلولاً مُعاصِرة تُساهم في مُساعدتها على النّهوض من أجل تغيير واقعها المُتخلّف نحو الأفضل,
ويَتجلّى ذلك من خِلال مُتابعة حركته الإصلاحيّة في تأسيس وتطوير المُؤسّسات الإجتماعيّة والتّربويّة والثّقافيّة وإشراك المرأة في فصولها كافّة فنجدُها حاضرة قويّة في عمليّة التّطوير | |
|
حيدر الكرار حركي مميز
الاعلام : عدد المساهمات : 826 نقاط : 1476 تاريخ التسجيل : 03/01/2011
| موضوع: رد: نشاط الإمام الصدر العملي وتفعيل دور المرأة السبت يناير 29, 2011 8:10 am | |
| | |
|
وردة الجنوب مشرفة قسم الاسلامي
الاعلام : عدد المساهمات : 441 نقاط : 784 تاريخ التسجيل : 30/12/2010 الموقع : لبنان
| موضوع: رد: نشاط الإمام الصدر العملي وتفعيل دور المرأة الإثنين يناير 31, 2011 4:01 am | |
| - حيدر الكرار كتب:
- مشكورة على الطرح المميز
مشكور على مرورك | |
|