دائماً
نرتكب الأخطاء ونحاول تحميل مسؤوليتها لأشخاص أخرين أو ظروف محيطة ،
فالسارق يلوم الفقر والقاتل يلوم الغضب والفاسد يلوم الظلم الواقع عليه
والحاقد يلوم الحظ والمتكبر يدعي التفوق ، كل تلك الأخطاء نستطيع أن نحمل
مسؤوليتها أو جزء منها للأخرين وقد يقبل البعض هذه الأعذار لو كانت حقاً
صحيحة ويبقى الإصلاح ممكناً.
لكن هناك فعل واحد لو قمنا به فإننا
نكون نرتكب أكبر جرم بحق إنسانيتنا ، هذا الفعل هو أن نكذب على أنفسنا ،
ونعتقد بها ما ليس فيها حقاً ، فنقنع أنفسنا بأننا طيبون ولكننا في الحقيقة
أشرار ونعتقد بأنفسنا الذكاء ونحن مجرد أناس عاديين ، ثم نتحدث عن مبادئنا
ونحن مستعدون لبيعها كلها مع أول عرض وبالتالي نعيش في الواقع شيئاً وتكون
روحنا وعقلنا يعيشان شيئاً أخر وهنا تكمن الكارثة فلا تغيير في النفس ولا
تغيير في الواقع.
يحدثني أحدهم ويقول : " أدعي حب 4 فتيات معاً ،
أخبرهن جميعاً بأنني مقبل عل الزواج منهن والكارثة أنني لا أعرف كيف أخرج
من هذه العلاقات فكما تعرف أنني أراعي مشاعر الناس ولا أريد أن أجرحهن"..
لا يريد أن يجرحهن وهو يراعي مشاعر الناس ويكذب عليهن ... قمة الكذب على النفس!.
أخر
يؤكد ويقول " أخشى الله بكل شيء وأنا لا أريد ارتكاب معصية ، أنا لست مثل
فلان الكاذب ولا فلان الفاسد ولا فلان الذي يفعل كذا وكذا"..
يخشى الله وبالنهاية يجلس يستغيب الناس ويذكر عيوبهم التي قد يكون الله سترها من قبل!
أما
الثالث فهو زميل لأحدهم في العمل ودائماً يتحدث عن تعبه ومجهوده الكبير
الذي يبذله فداء مؤسسته ، لكن المشكلة أنه لا يعمل شيئاً ويغيب نصف أيامه
وعندما واجهه أحدهم استغرب وجهة نظر الناس به وكيف يرونه ... هو صدق نفسه
ونسي ما يقوم به من خطأ فالنهاية الحتمية له " لا تطور!".
يبقى الإنسان في خير وقابل للتعديل وإصلاح الذات حتى يؤمن أنه لا يقوم بشيء خطأ ، عندها لن تستطيع مساعدته أبداً.