البيان رقم (5)
http://profile.ak.fbcdn.net/hprofile-ak-snc4/188146_165014396884956_3689246_n.jpg
الدولة الدينية – بلاغ لمن يهمه الأمر
في الاسبوع
الماضي صدرت " وثيقة الأزهر " ولأنها تنزع صفة الدينية عن الدوله وهذا يعد له
من قبل قوى خارجية , وأخرى داخلية .وجدت أنه من الإنصاف للإسلام
والمسلمين إصدار هذا البيان , إبراء للذمة والأخذ بأيدي المسلمين إلى الحق
وإعلامهم بما يبيت لهم ولدينهم في الداخل والخارج على السواء .
في
البداية أقرر أن
الإسلام لم يعرف الدولة غير الدينية طوال تاريخه المجيد , فالله تعالى
يحدد مهمة الأمة الإسلامية في قوله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ...) (جزء من آية آل عمران:110) .
هذا النص يجعل الأمة الإسلامية أمة دينية , والدولة
الدينية هي أمل المسلمين في كل العصور , فهي دولة تقوم على الإسلام
بالنسبة للمسلمين , وعلى عدل الإسلام بالنسبة لغير المسلمين , ومن هنا
فالمسلم فيها يتساوى في الحقوق والوجبات مع غيره , من غير المسمين , ويعيش فيها
أصحاب الأديان الأخرى في أمن وسلام , والدين لا ينفصل عن الدولة في
الإسلام , وتغير عنوان الدولة المسلمة إلى دولة مدنية كان وما زال أملا يتطلع
إليه أعداء الإسلام إلا أن المثير للدهشة أمران :
الأمر الأول : أن هذا الكلام كان يطلب من النظام السابق
على مراحل , وكان ينفذ في الأزهر وفي غيره من المؤسسات أما
الآن وبعد قيام الثورة في مصر فلا أحد يعرف القوى
التي تضغط للقضاء على دولة الإسلام . وما هي الآليات التي اتبعتها لكي تصل
إلى هذه الوثيقة التي تعلق نهاية دور الأزهر في الحياة المصرية , وتنفي عن
الدولة الإسلامية صفة الدينية . والغريب أن هذا الأمر سيطلب من كل
البلاد العربية وسوف ينفذ طالما بدأ في مصر , وبحماس غير عادي من مثقفيها
, ومن سار على دربهم , وفي الوقت نفسه تحاول إسرائيل الجارة الشرقية بكل الوسائل أن تحصل على اعتراف العالم
بأنها دولة يهودية أي دولة دينية , وتطلب ذلك من الفلسطينيين كشرط لعودة
التفاوض الذي لا ينتهي إلى نتيجة , وسيعترف العالم بها دولة دينية , وفي
الوقت الذي يطالب العرب بنزع صفة الدين عن الدولة , وما يترتب على ذلك هو حلم
العالم الغربي واليهود بالسيطرة على العالم العربي الإسلامي , وستكون
حجتهم حينذاك هو : أنكم دول لا دينيه , وإسرائيل دولة دينية فمن حقها أن
تسود وتقود في هذه المنطقة .
الأمر الثاني : أن هذه الوثيقة جهزت
وأذيعت في كل القنوات الفضائية , وفي كل الصحف , ولم يعترض عليها أحد من كل
الأطياف الإسلامية , الذين صدعونا بتشددهم لهذا الدين الذي يوشك أن يفرغ
محتواه , إنني أفوض أمري إلى الله في كل مسلم لا ينبذ ولا يرفض هذه الوثيقة
ويعلن غضبه لله تعالى .
أين الأزهريون ؟
أين السلفيون ؟
أين السنيون ؟
أين الصوفيون .
بل أين عامة المسلمين الذي يختلج الإسلام في صدورهم ويجعلهم يضحون في سبيله
بالأولاد والأموال والأنفس لأنه أغلى عندهم من الحياة ؟
ا.د/محمد ابوزيد الفقى
عميد كلية الدراسات الاسلاميه سابقا
والمرشح لرئاسة الجمهوريه