بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
علامات ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه
من خلال استقرائنا لعلامات الظهور التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة و الاحاديث التي رواها أئمة اهل البيت(ع)، نستطيع تقييم العلامات إلى نوعين:
1 ـ علامات تبدأ قريبة من موعد الظهور: منها: سماع صيحة في السماء في (23 رمضان) يفهمها أهل كل أرض بلغتهم وظهور حمرة فى السماء وظهور السفياني و خسف بالبيداء هى جزيرة العرب و... من العلامات المحددة الواضحة و القريبة من فترة
الظهور.
2 ـ علامات إضافية: حدث الكثير منها، و البعض الأخر مستمر في الحدوث جراء تسلسل الأحداث ـ دراماتيكياً ـ في العالم وفق منظور سنن التاريخ و تداعيات حالات الظلم التي تعاني منها الإنسانية في كل جوانب الحياة، و الجزء الثاني هو الذي سيهمنا في هذا العرض السريع.
حيث أننا على أعتاب الألفية الثالثة، فإنّنا نكاد أن نحسس بالحاجة القوية لأن يبدأ هذا القرن ونحن (المظلومون في الأرض) ننعم بحياة تخلو من الظلم و التمايز و إزدواجية المعايير، والفقر و المرض و المجاعة و الدكتاتوريات و ما تفرز من ظواهر إجتماعية و نفسية و سياسية ملأت سجلاتنا الطبية بقوائم طويلة من الأمراض النفسية و العقد السلوكية، و جعلتنا أساري التوتر و القلق و الخوف من الغد، و الكدح من أجل لقمة العيش (المعجونة) بدمائنا تارة و بعرقنا و دموعنا تارة أخرى.و الأرضية العامة التي تشكل قاعدة إنطلاق كلمة الظهور، هى انتشار الفساد و الظلم في الارض، و هي تكاد تكون مهيئة بشكل (نموذجى).
صكته، و هذه و لاشك فتنة الغرب و ثقافته و امتداداته المحسوسة و غير المحسوسة في جميع تفاصيل حياتنا و التي تشكل (العولمة) حالة متقدمة لها.
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ المجلسى، العلامة محمدباقر، بحار الانوار، ج 22، ص 389.
2 ـ المروزى، نعيم بن حماد، كتاب الفتن، ص 30.
و من العلامات الأخرى، هى تسلط اليهود و علوّهم في الارض، و سعيهم فيها فساداً، و تشير الأحاديث التي تروى عن الإمام الصادق و الباقر(ع) إلى تسميتها بفتنة فلسطين، و لاشك أن ما تفعله (إسرائيل) اليوم من دور مأساوي في حياتنا كمسلمين، و ما تفعله (اللوبي اليهودي) في العالم من تحكم بمصائر اقتصاديات العالم يفوق كل تصور، و يعجّل من مسيرة الأحداث باتجاه الإقتراب من بوابة (عصر الظهور) وفق التصورات المنطقية لمجريات الأحداث. كما أن قيام الجمهورية الإسلامية المباركة في إيران، و تمكنها من مواجهة الظروف الصعبة وكما ورد في أحاديث عديدة وللدور الذي ستلعبه هذه الدولة في التمهيد لثورة الإمام المهدي (عج) فقد اقتضى المقام الإشارة إلى أهمية هذا الدور من منطلق أهمية الدعم الذي ستقدمه هذه الدولة الكريمة المنظومة الحركية المهدية و إعلامياً و سياسياً و عسكرياً، إضافة إلى حجم الحشد الجماهيري الذي سيؤيد انطلاقة هذه الثورة و الذي يتمتع حتماً بتبنّ عقائدي متقدم للإيمان بفكرة الظهور و هو مايتمتع به الشعب الإيراني المسلم اليوم.
العراق إضافة إلى أحاديث أخرى تتحدث عن «خسف ببلدة البصرة، و دماء تسفك بها و خراب دورها و فناء يقع في أهلها، و شمول أهل العراق خوف لايكون معه قرار»(2) و قد حدث الكثير من هذا للبصرة خلال فترات زمنية قريبة، و منها خلال الحرب العراقية الإيرانية (التي ورد الحديث عنها كإحدى علامات الظهور) في أحاديث متنوعة، و منها خلال حرب الخليج الثانية التي شملتها أيضاً إضاءات في أحاديث عديدة. وتشير
ـــــــــــــــــــــ
1 - المجلسي، العلاّمة محمدباقر، بحارالأنوار، ج 52، ص 222.
2 ـ المجلسى، العلامة محمدباقر، بحار الانوار، ج 52، ص 221.
الأحاديث أيضاً إلى نزاع عراقي تركي ـ سوري محتمل حول (كنز يظهر في أعالي الفرات)(1) و قد يكون المقصود بالكنز اعتبارياً يعني (بالماء) فقط و ما يؤيد هذا وجود نوايا تركية خبيثة للاستئثار بمياه دجلة و الفرات و تقنين انسيابها إلى العراق و سوريا و التلميح ببيعها لهم و لدول أخرى مستقبلا و قديكون لإكتشاف معادن ثمينة في هذا المثلث الخطر وبالذات في منطقة (قرقيسيا) القريبة من هذا المثلث و التي تذكر في الأحاديث (بالاسم) و التي تشير الدراسات الجيولوجية إلى وجود خامات و معادن متنوعة فيها.
و لابد من التلميح إلى أن علامات كثيرة أخرى قد حدثت بالفعل لانريد الخوض في (تفاصيلها) و منها (قتل أهل مصر أميرهم)(3) و ملك الصبيان و السفهاء، و غربة الاسلام و معاناة المسلمين في ديارهم و خارجها، إضافة إلى أحداث واقعية تضفي على عصر الظهور سمات الواقعية و قرب الأمل بالخلاص الالهي ـ الوعد ـ الذي وعدالله به الأمة من منطلق قوله تعالى: (و نريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين)(4).
و هذه الوراثة الربانية لن تتحقق إلا حين يكون الوارث مؤهلا شرعياً بالتميز و التفوق على الأخرين بميزات و مؤهلات تظللها العناية الألهية، و يحكمها عدل الوارث و إحاطته بالعلم اللدني و حمله للشرائط العامة للإمام ـ وفق ـ التصور الاسلامي.