صحيفة النّهار - عدد 14 شباط 2011
دمعت عينا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس وهو يتسلم كوفية القيادي الراحل في حركة "أمل" داوود داوود من ابنته حوراء التي كانت في عداد الـ1500 متخرج جامعي من حركة "أمل".
وتحت صورة للأمام موسى الصدر وقف المتخرجون من أبناء حركة "أمل" الذين تعلقوا بخطب القائد المغيب الذي اثبتت الأيام ان الحروف التي نطق بها لا تزال تصلح ولم يصل "الصدأ" اليها ولن تدخل في غياهب السنين.
جاء آباء هؤلاء وامهاتهم الذين كانوا يلحقون بالصدر للاستماع اليه في منازلهم العتيقة والأندية الحسينية والكنائس في بيروت والمناطق.
كان ممنوعاً على أمثال هؤلاء قبل نحو ثلاثة عقود عدا قلة منهم في بلداتهم المنسية في الجنوب وأرياف بعلبك والبقاع إيصال أولادهم الى الجامعات ومعاهد التعليم العليا لكسب الحق في التعلم والفوز بالشهادات التي كانت حكراً على علية القوم وابناء الطبقــــة المخملية.
والاستاذ غسان تويني لم يطلق نبوءته في السبعينات من فراغ عندما كان وزيراً للتربية بقوله للصدر ان ابناء هذه الفئات المعوزة أشبه بقنبلة ستنفجر ذات يوم.
صــــدق تويني ونزع ابناء الفقراء قضــــبان الحرمان في بلداتهم في جبل عامل والهرمل حيث كانت لا تصل السيارات الى حاراتهم العتيقة.
ومن شاهد حفل المتخرجين لطلاب "أمل" أمس استوقفه آباء الطلاب من الفلاحين والمزارعين وصغار الموظفين الذين لم يبخلوا في تقديم الدم والحبر في ميادين المقاومة والعمل، وتسابقوا الى تعليم أولادهم مثل سائر اللبنانيين في بلد لم يتسع لطاقاتهم بفعل سياسات حكومات متعاقبة لم تعرف استثمارهم، فانتشروا في أربع رياح الارض رافعين اسم لبنان، اينما حلوا.