نسمع الكثير عن مخاطر مرض السكر، وبأنه من دون شك مرتبط بالبدانة في مرحلة الطفولة، لكن على الرغم من ازدياد حالات الاصابة به بين الاطفال مازال الكثير من الاهل لا يفهمون طبيعة المرض أو افضل الطرق لمساعدة الاطفال على تجنبه أو التعامل معه. ومرض السكر واحد من اكثر الامراض المزمنة الشائعة لدى الاطفال بعد الربو، واذا كان طفلك واحدا من اولئك المصابين، فان الخطر على صحته كبير. اليك خمس حقائق مهمة عن هذا المرض الخطير.
معظمهم ليسوا بدينين
حظي سكر الفئة 2 باهتمام الاعلام، ذلك لانه كان يصيب البالغين فقط، اما الآن فانه يصيب الاطفال في سن السادسة. لكن القسم الاكبر من الاطفال مصابون بالسكر من الفئة 1 (مرض مناعي يزداد سنويا منذ عام 1970 بنسبة 4%) وخصوصا الصغار منهم.
وتختلف الفئتان في كثير من الامور. ففي الفئة الاولى، حيث لا نعرف لها سببا محددا، يقوم جهاز المناعة عن طريق الخطأ بتدمير الخلايا السليمة في البنكرياس التي تنتج الانسولين، الهرمون الذي يساعد الجسم على الحصول على الطاقة من الطعام. ولتعويض النقص، يحتاج الاطفال الى حقن انسولين عدة مرات في اليوم.
اما في النوع الثاني، فيقوم البنكرياس عادة بافراز الانسولين بكميات كبيرة (على الاقل في البداية)، الا ان خلايا الجسم لا تستطيع استخدامه (حالة تعرف باسم مقاومة الانسولين).
لكن، مهما كانت فئته، فان مرض السكر يسبب ارتفاعا في مستويات سكر الدم عندما يقوم الغلوكوز الموجود في الطعام – وهو ما يشبه الوقود للسيارات – بالتراكم لانه لا يستطيع الوصول الى الخلايا من دون وجود الانسولين. ومع مرور الوقت، يسبب سكر الدم الفائض اضرارا للاعضاء والانسجة في كل الجسم.
عوامل بيئية
وعلى الرغم من ان الاصابة بالفئة الاولى تبدأ من اوائل عمر الصبا، فإن بعض الاطفال يصابون بالمرض قبل اكمالهم لعامهم الاول.
وعلى الرغم من انه يعتقد ان لدى الاطفال المصابين بسكر الفئة 1 نوعا ما من الجينات المهيئة لاصابة النظام المناعي بخلل، فإن معظمهم ليس لديهم اقارب مصابون بهذا المرض. ومازال سبب الاصابة غامضا، إلا ان الباحثين يدرسون 3 عوامل بيئية، هي:
النظافة المفرطة
بفضل النظام الصحي المتطور، فان الاطفال لا يتعرضون للكثير من الجراثيم، مما قد يتعارض مع التطور الطبيعي لجهاز المناعة.
زيادة الوزن
ربما يسبب الوزن الزائد لدى الاطفال ممن بدأت خلاياهم المنتجة للانسولين بالخلل تسريع الاصابة بمرض السكر.
تناول الأطعمة القاسية في سن مبكرة
ربما يرتبط اطعام الحبوب قبل 3 اشهر لطفل معرض للاصابة بسكر الفئة 1 بتحفيز النظام المناعي لمهاجمة البنكرياس عن طريق الخطأ.
ليس ضروريا حقنهم بالانسولين
يستطيع الكثير من الاطفال ممن يعانون من سكر الفئة الثانية التحكم بمستوى سكر الدم عن طريق تناول وجبات صحية وخسارة الوزن والتمرين بانتظام، مما يساعد الانسولين على العمل بشكل افضل.
واذا لم تكن هذه التغيرات كافية، يمكنهم اخذ ادوية عن طريق الفم مثل الميتفورمين. حتى الاطفال الذين هم بحاجة الى انسولين – كل الاطفال المصابين بالفئة الاولى ونصف الاطفال المصابين بالفئة الثانية – ليسوا بحاجة الى اخذ الحقن يوميا.
والمضخة مفيدة في هذه الحالة، حيث تكون هذه الآلة التي تشبه جهاز البيجر، والمربوط الى الخصر، مبرمجة لمراقبة تقطير الانسولين بشكل ثابت من خلال فتحة في الجلد. وبعد تناول وجبة، حيث يطلب الجسم المزيد من الانسولين بسبب ارتفاع مستويات السكر، يستطيع الطفل الحصول على جرعة اضافية عن طريق كبسة زر.
الوقاية تمنع المضاعفات
المحافظة على مستويات سكر الدم طبيعية خلال فترة الحياة هي المفتاح للوقاية من العديد من الامراض. يمكن ان يؤدي السكر في حال لم تتم معالجته الى نوبة قلبية، وتشمع الكبد والعمى وبتر الاعضاء المصابة بانخفاض جريان الدم فيها والفشل الكلوي الذي يتطلب غسل دم مدى الحياة. لحسن الحظ، وهناك الوقت الكافي لمعالجة الاطفال وهم في سن مبكرة من اصابتهم بمثل هذه الاعراض المخيفة.
ووفقا لما يقوله الخبراء، يتطلب الامر عادة من خمس الى عشر سنوات حتى تتطور اي مضاعفات خطيرة. فالمضاعفات الخطيرة ليست حتمية، فكلها متعلقة بالتحكم الخاطئ بسكر الدم، ويستطيع معظم الاطفال تقليل خطر التعرض لمثل هذه المضاعفات من خلال اتباع العلاج الصحيح.
لا يسبب تناول الحلوى بكثرة مرض السكر
على الرغم من ان الفئة الثانية ترتبط بالبدانة، فإن السكر ليس له تأثير على مستويات الغلوكوز في الدم اكبر من الانواع الاخرى من الكربوهيدرات مثل الارز والبطاطا. ويهتم الاطباء بالسكر بشكل رئيس لانه موجود في الاطعمة المسببة للسمنة مثل الحلويات والبوظة التي يحبها الاطفال. والاطفال المصابون بسكر الفئة الثانية لا يتناولون كميات كبيرة من السكر فقط بل من كل شيء. وعلى الاطفال المصابين بالسكر التقليل من تناول الحلويات والكربوهيدرات الاحادية حتى يستطيعوا المحافظة على مستوى السكر في الدم منتظما، لكن حتى الاطفال المصابون بسكر الفئة الاولى يمكنهم تناول الحلوى بين الحين والآخر ماداموا يأخذون جرعات اضافية من الانسولين لمساعدة الجسم على معالجة السكر.
علامات الإصابة بالسكر
تتم الاصابة بسكر الفئة الاولى بشكل مفاجئ، بينما تتم الاصابة بالفئة الثانية بشكل تدريجي. وفي كلتا الحالتين، من السهل جدا على الآباء عدم ملاحظة هذه الاعراض التقليدية.
السلس البولي
يحاول جسم الطفل التخلص من سكر الدم الزائد، لهذا تزداد كمية البول التي يطرحها الجسم.
الشعور بالعطش
تجعل هذه الخسارة في السوائل المفرزة الجسم بحاجة الى تعويض النقص.
الجفاف
حلق جاف، ونقص في الدموع وعيون غائرة كلها علامات على ان جسم الطفل لا يأخذ كفايته من السوائل.