حركة أمل
عزيزي الزائر ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  420606 / عزيزتي الزائرة ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  420606
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام
الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك


ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  179787

وشكرا

ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  53957
ادارة المنتدي
حركة أمل
عزيزي الزائر ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  420606 / عزيزتي الزائرة ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  420606
يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام
الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك


ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  179787

وشكرا

ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  53957
ادارة المنتدي
حركة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
الادارة .. أهلاً وسهلاً بكم في منتديات أمل المحرومين نتمنى لكم أسعد الاوقات والمتعة والفائدة

 

 ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
وردة الجنوب
مشرفة قسم الاسلامي



الاعلام : ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  Lebano10 انثى عدد المساهمات : 441
نقاط : 784
تاريخ التسجيل : 30/12/2010
الموقع : لبنان

ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  Empty
مُساهمةموضوع: ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير    ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  I_icon_minitimeالجمعة مارس 04, 2011 9:54 am

كاتب هذه المقالة هو السيّد هاني فحص و قد كتبها في جريدة السّفير على جزئين و السيّد ينتمي الى نفس قرية الشيخ راغب و كان رفيق دربه في العديد من المحطات .

الجزء الأوّل :
http://www.assafir.com/Article.aspx?...ArticleId=2637


أوراق من دفتر ذكريات طويلة.. إلى طهران في أول أيام العدوان (1 ـ 2)


هاني فحص

خرجت من منزلي في جبشيت بُعيْد صلاة الفجر، وبعد ليلة لم يذق الجنوبيون فيها طعم النوم، لأن حركة الطيران المروحي في سماء القرية والمنطقة كانت غير اعتيادية. في أعقاب عملية اغتيال السفير الإسرائيلي في لندن، وكنت قد سمعت ذلك من الراديو على جسر القائمقامية، لدى عودتي من قرية شحور حيث شاركت في تأبين الكادر الفتحاوي المثقف سعد أرزوني الذي توفي في باريس بحادث مرور، وتكلمت وقتها عن الأخطاء المتبادلة بين المقاومة الفلسطينية وحركة أمل، ما وضع الجنوب على حافة انفجار، وركزت، بحضور قيادات فتحوية، في مقدمتها الشهيد بلال قائد القطاع الأوسط في فتح وقتها والمميز نضالياً، على مسؤولية فتح التي لا يجوز لها بأي حال أن تنجر الى مسلكيات التنظيمات الأخرى، ولم أوفر أمل من ملاحظاتي، وتكلم بعدي بلال داوود داوود موافقين مع وعد بمزيد من الحذر والتدقيق.. ودّعت زوجتي ووالدي وأولادي بكلمات قليلة، وعندما أغلقت باب السيارة صحبني عبد الحليم عطوي فقلت له قد لا نعود أو قد لا أعود على الأقل، قال لماذا؟ قلت لأن هناك احتمالا قويا في أن يتم اجتياح إسرائيلي للجنوب، وهناك معلومات أنه قد يصل الى حدود الدامور، والغاية هي إخراج منظمة التحرير من الجنوب، بعدما عجز الجميع عن إدامة الفتنة بين أهل الجنوب والمقاومة الفلسطينية، أملا بإيصال الأمر الى حد المطالبة الجنوبية بإخراجها، ما كان يعني للإمام الصدر ولجميع العقلاء في الجنوب، أن المطلوب من الشيعة ارتكاب هذا الأمر، تلبية لإرادات دولية، ليكون سببا ملموسا لاتهامهم ـ الشيعة ـ بالخيانة ومعاقبتهم بتجريدهم من تاريخ تضحياتهم واحتضانهم للمقاومة في الظروف الصعبة. ولعل هذا ما كان من أسباب معاقبة الإمام الصدر بإخفائه بعد اغتيال كمال جنبلاط. لأنهما حرصا على الجمع بين الحفاظ على المقاومة والنقد الصريح والمخلص لها حفاظا على السلم الأهلي والدولة اللبنانية. كان المرحوم الشهيد الشيخ راغب حرب ضد انتظرنا في منزل صديق له في دير الزهراني، فاصطحبناه من هناك ومن صيدا عكفنا على منزل الدكتور علي الشامي لسبب لم يعرفه الشيخ راغب إلا لاحقاً... وهو أن الرئيس نبيه بري.. لم يكن قد أصبح وزيرا ولا رئيساً وقتها، قد طلب أن نلتقي في منزله في بربور، وكان الوسيط هو الدكتور الشامي. فتركنا الشيخ في منزل الدكتور نجيب عيسى، وذهبت بصحبة الدكتور الشامي إلى لقاء الأستاذ بري، الذي أغلق الباب واعتذر عن عدم استقبال أحد وجلسنا ساعة ونصف أصغيت خلالها إلى رسالة شفوية حملني إياها إلى طهران، وبلغته ما عاد السيد محمد حسين فضل الله أن كلفني إبلاغه إياه أكثر من مرة، بأنه، أي السيد، متحمس جدا لأن يكون الأستاذ بري زعيما سياسيا للطائفة، بكل ما يقتضي ذلك من التأييد والتسديد والتفاهم على كل شيء... ودعته وتكفل الدكتور الشامي بنقلي مع الشيخ راغب الى منطقة (الكولا) حيث حملتنا سيارة أجرة، وحدنا باتجاه دمشق قبيل المغرب، حيث كانت شوارع بيروت تخلو تدريجيا من الناس على إيقاع الطائرات الحربية التي استباحت سماءها بشكل غير مسبوق. قضينا ليلتنا في حي السيدة زينب. من دون أن يكون لدينا علم بما يجري في لبنان.. واتجهنا ظهرا الى مطار دمشق لنجد أنفسنا بين عدد كبير من الشخصيات اللبنانية المدعوة الى أسبوع الوحدة ـ ومناسبة مولد الرسول الأعظم ـ ويوم المستضعفين الذي كانت تعده وتديره وحدة حركات التحرر في الحرس بتوجيه من الشيخ المنتظري.
كان الجميع يحتملون أسوأ الاحتمالات ومن دون تحديد.. وعلى سلم الطائرة، في الثانية بعد ظهر يوم الأحد، أخبرنا الأستاذ وليد نويهض الذي كان ينصت إلى إذاعة (المرابطون) من راديو صغير في حوزته، ان الجيش الاسرائيلي قد وصل إلى قريتنا جبشيت. من دون أن تنسى إذاعة «المرابطون» ان تضاعف أعداد الشهداء وأن تؤكد أن مقاتليها يتصدون للعدو ويكبدونه خسائر فادحة ويعيقون تقدمه... ولكنه كان يتقدم.. ولكن عدد المتصدين قليل... كانوا أفرادا من حركة المحرومين وحركة فتح، استشهد عدد منهم ونجا آخرون، ما جعل جيش العدو يطلق النار على أي أحد أو شيء يتحرك.. فاستشهد الفتحاوي أحمد حرب الذي أعطب دبابة على مدخل جبشيت، واستشهد حسن بدر الدين والحاج خليل أخضر والحاجة فهدة فحص في جبشيت والأخوان بيروتي اللذان كمنا لأرتال العدو في سيارتهما التي احترقت وهما داخلها بفعل قذيفة مدفعية من جهة العدو ليتبين أن السيارة كانت تحتوي على ذخائر وألغام ومواد متفجرة.. وفي حاروف استشهد علي الملقب بالأفريقي بعدما شوهد كامنا على الطريق العام.. وبعد هذا لم تحدث إلا مواجهة واحدة، وان كانت أقوى المواجهات التي حصلت خلال الاجتياح في قلعة الشقيف (بوفور) التي أصبحت على مدى سنوات من تمركز الكتيبة الطلابية المميزة من فتح فيها، بقيادة عدد من القيادات العسكرية المميزة بدرجة التسييس العالية التي أحرزتها وبتجربة في القتال والحياة مع الناس لم يسبق لها مثيل.. وقد جرح قائد الكتيبة (معين الطاهر) وقطعت رجله، ولكن الشباب استمروا في المواجهة الشرسة التي كبدت العدو خسائر كبيرة، وأجبرته على استخدام قوة إضافية أكثر من مرة، وجعلت المعركة تستمر ثلاثة أيام بلياليها، وجعلت جيش العدو يصدر كتاباً خاصاً اعترف فيه بصعوبة المعركة واستبسال الشباب وطريقة إعدادهم للقلعة انتظارا للمعركة... ويذكر الأهالي من هؤلاء الشباب من تفرقت بهم السبل لاحقا، وان بقي أكثرهم على وضعهم وقناعاتهم ومسلكهم النضالي المميز، الى أن استشهد قسم منهم في معارك لاحقة، منها ما كان خالياً من التعقيد (مروان كيالي) ومنها ما كان فيه تعقيدات سوف يوضحها المستقبل (علي أبو طوق) وقد كانوا قد خاضوا معاً معارك نظيفة وظافرة سابقاً ضد العدو والعملاء في مارون الراس وصف الهوا وتلة شلعبون ورب ثلاثين والطيبة، وكان مناضلون من حركة أمل يشاركونهم بثقة واطمئنان الى الهدف والوسيلة معاً.
أصبح اهتمام المؤتمر محصورا بلبنان والسؤال: ماذا بعد؟ أو ما العمل؟
لاحظت أن هناك نية في محاصرتي أنا والسيد محمد حسن الأمين عقوبة لنا على انحيازنا وشغلنا في موضوع المقاومة. والذين تصدوا لذلك هم عدد من كوادر حركة أمل من ذوي الجذور التنظيمية الإسلامية والذين يبدو أنهم قد استطاعوا بناء علاقات خاصة وأشد عمقا وتفاهما من علاقات حركة أمل بالقيادات الإيرانية في الحرس الثوري ـ علي شامخاني تحديداً ـ وبعيدا عن مهدي هاشمي الذي كان القرار قد اتخذ بإبعاده وقد ظهر ذلك من ارتباكه في إدارة المؤتمر وارتباك المؤتمر الى حد ان مسؤول أمن المؤتمر (قلهكي) ـ طرد لاحقا من الحرس ـ قد تصدى بقرار فردي منه إلى مضايقة الصحافي التركي صديق ايران (جنكيز شندار) وصديقه صديق إيران ومرافق الإمام الخميني على الطائرة في باريس إلى طهران ـ ميشال نوفل ـ وأبلغهما بمنعهما من المشاركة ولوح لهما بالاعتقال!... وعندما تدخلت في الأمر احمرت عين الرجل عليّ، ولكن الأمر انقضى بسلام، وأنصف الرجلان.. وكانت حادثة مماثلة قد سبقت حيث كان الشيخ محمد مهدي شمس الدين في زيارة لطهران وقرر أن يزور المؤتمرين في فندق «استقلال» فمُنع من الدخول مع مرافقيه، بعدما كان الشيخ الخلخالي، قد فاجأ الحضور أمام الإمام الخميني في زيارتهم له في حسينية جمران، وصرخ بأعلى صوته متهماً الشيخ شمس الدين بالعمالة للسافاك... كما تعرض السيد محمد حسين فضل الله لاحقا إلى مضايقات من هذا النوع حيث قطعت الكهرباء عنه أثناء إلقائه خطابه في فندق (أنتركونتننتال ـ لاله لاحقاً) وأجريت معه مقابلات صحافية وإذاعية تعمدت إحراجه واتهامه بمعاداة إيران والإمام. وقد اتصل بي السيد شاكيا من أنه منع من مقابلة الإمام، وقد نجحت مساعي في تأمين اللقاء بعد أيام.. وكان صادق قطب زادة وفريقه قد حاصروني في مؤتمر التدخلات الأميركية لما يعلم قطب زاده عن كثب من علاقتي بحركة «فتح» وأبي عمار بعدما كان تنكر مبكرا لعلاقاته التاريخية مع القيادة الفلسطينية وتحول إلى مضايقتها في طهران لأسباب حقيقية أو مبالغ فيها أو مفتعلة.. وكان قطب زاده يدير المؤتمر باعتباره وزيرا للخارجية في أول رئاسة بني صدر الذي ظهر أثناء إلقائه خطابه في افتتاح ذلك المؤتمر وكأنه ثانوي جداً.
ربما كانت ممارستي للسياسة بمعناها اليومي هي التي مكنتني من الخروج النسبي من الحصار الذي ضرب حولي، بينما احتدمت المعركة بين السيد محمد حسن الأمين وأحد الشباب الذين كانوا على علاقة بسيطة بعملنا معا في إطار المقاومة في السابق، والذي أصبح من أوائل الأعضاء في الهيئات القيادية لحزب الله... والمضايقة الأشد لي وللسيد الأمين أتت من الشيخ عبد المنعم مهنا الذي وضعنا على حد الكفر لتعاطينا مع المقاومة، وأشد منه كان ذلك الحاج الذي ناضل نضالا عميقا وشريفا في صفوف حركة فتح، ولكنه ما لبث أن أصبح من أهل التكفير ودعاة الدولة الإسلامية في لبنان.. كان الشيخ راغب حرب أقرب الناس إلينا، إلى حد أنه قبل باقتراحي على المشايخ أن يلقي كلمة لبنان في المؤتمر، ومن دون أن أستشيره، كتبت نصا اقترحت عليه أن يلقيه وأنا عارف بمكوناته وعقله وعواطفه، فتحمس له كثيرا، وعندما تلاه على المشايخ اللبنانيين، وكان بينهم الشيخ صبحي الطفيلي والسيد إبراهيم الأمين، وافقوا عليه برضى تام ما عدا بعض المشايخ الذين رأوا جرعة المقاومة فيه كبيرة ولا داعي لها، وقد فسر البعض هذا الموقف السلبي من بعض المشايخ المعروفين الآن بأنه ربما كان يرغب في أن يكون هو خطيب الوفد اللبناني.. ولا أدري كيف وافق المشايخ على تكليفي بكتابة نص بيان تأسيسي للتجمع اللبناني لعلماء المسلمين، وكان أكثرهم حماسة الشيخ أحمد الزين الذي كنت أتواصل معه مع بداية الثورة وقبل انتصارها وقد شارك في تظاهرة عاشوراء شتاء 1979 في بيروت تأييدا للثورة في ايران وقد سار في طليعتها عدد من علماء السنة والشيعة. وعندما حملت صور التظاهرة الى فرنسا وقدمتها للإمام ابتسم وقال: كل هذا ضد الشاه؟ ثم عد المشايخ المشاركين ولاحظ أن عدد السنّة يزيد على عدد الشيعة بواحد.
كتبت البيان وألقاه الشيخ الزين وقبله الآخرون واتفقنا على العمل معا لمواجهة استحقاقات ما بعد الاحتلال.. وقد بقيت في طهران وقتها وكان تواصلي مع التجمع محدودا عبر الشهيد الشيخ راغب رحمه الله (في سنة 2007 م ذهبت إلى فندق استقلال لزيارة الوفود العربية المشاركة في أحد المؤتمرات فالتقيت الشيخ أحمد الزين مع عدد من أعضاء الوفود خارجا لزيارة مسؤول في طهران، فأخذني من يدي ودعا المشايخ لمتابعته ووقف في إحدى زوايا الفندق وقال لهم: هنا كتب السيد هاني بيان التأسيس الذي ألقيته).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.shi3et-ali.mountada.biz
وردة الجنوب
مشرفة قسم الاسلامي



الاعلام : ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  Lebano10 انثى عدد المساهمات : 441
نقاط : 784
تاريخ التسجيل : 30/12/2010
الموقع : لبنان

ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير    ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير  I_icon_minitimeالجمعة مارس 04, 2011 9:56 am

الجزء الثاني :
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1246&ChannelId=28733&Articl eId=2790

عودا على بدء تحول المؤتمر الذي انعقد في طهران موصولا بواقعة الاحتلال، الى مؤتمر لبناني، وتواصلت الأفكار المتداولة في الفندق مع أفكار مماثلة كانت تدور في كل المواقع المعنية والمسؤولة في إيران كلها. وكانت تتركز على ضرورة فعل شيء، واتفق الجميع على المقاومة، وكانت إيران قد أنجزت لتوّها انتصاراً في الجبهة على العراق فتم تحرير خرمشهر في الجبهة (المحمرة) بأقل الخسائر، فدارت التمنيات حول إمكان إعلان ايران إيقاف الحرب من موقع المنتصر الذي يعطي الأولوية لتحرير لبنان واستمرار المقاومة ضد إسرائيل وفعلا كانت الفكرة مقبولة وفتحت المكاتب في كل أنحاء إيران لتسجيل المتطوعين فشهدت هذه المكاتب إقبالا عظيما، حتى أن عدد الذين سجلوا في قم وحدها بلغ خمسة وثلاثين ألفا.. وإلى هنا يبدو أن الإمام الخميني لم يكن قد أدلى برأيه صريحاً.
وفي لحظة حماسة شديدة، ربما كان من أسبابها التعب من المعركة مع العراق وحراجتها على الرغم من الانتصارات المشهودة وآخرها في خرمشهر، جاء رأي الإمام بالتوقف عن هذا الاندفاع مع اقتراح صيغة أخرى، فهم منها أن المعركة لا بد أن تستمر حتى لا يعطى النظام العراقي المعتدي فرصة يجعل خلالها من لبنان وفلسطين ستارا لمطامعه وجرائمه، بحيث يبدو القرار وكأنه تبييض لصفحته وإعفاء له من مسؤوليته عن افتعال هذه الحرب المشؤومة.. ومع استمرار المعركة يتم البحث والعمل على صيغة مباشرة لدعم المقاومة الجارية للاحتلال فعلا، وصيغة مستقبلية لتأسيس معركة شاملة وطويلة الأمد.. وفعلا بدأ الاتصال بقيادات فتح في لبنان (أبو عمار وأبو جهاد وسعد صايل (أبو الوليد) لضخ المقاتلين والخبراء الى لبنان. وتم اختيار وفد عسكري مجرّب (على رأسه قائد عملية تحرير خرمشهر) ليسافر الى لبنان وينسق عملية الدعم (مقاتلين وسلاحا وذخيرة وقضايا لوجستية) عبر دمشق وأي طريق آخر. ووصل الوفد الى طرابلس ليختفي على الطريق الى بيروت لدى مروره بحواجز القوات اللبنانية ومعه بعض العاملين في سفارة ايران في لبنان، وبرفقته عدد من عناصر أمن السفارات في لبنان للحماية.
في الوقت ذاته كانت الاجتماعات والمشاورات تدور حول مستقبل المقاومة وتنظيمها، وكانت قيادات الحرس تتوافد ليلياً إلى الفندق وتجري محادثات علنية نشارك فيها جزئياً، أو أكثرنا ومحادثات سرية لاحظناها تعقد في معزل عنا.. خاصة أنا والسيد محمد حسن الأمين والشيخ راغب حرب.. وفي تقديري انه لم يكن يحضرها إلا عدد قليل منهم، الشيخ صبحي الطفيلي والسيد ابراهيم الأمين مسؤول مكتب حركة أمل في طهران والحاج حسين الشامي وآخرون.
ليتبين لنا بعد أشهر أن البحث تحول الى مشروع مزدوج، مقاومة وإطار سياسي يحتضنها ويحميها ويوجهها، أي حزب الله، وقد استبعد الشيخ راغب من اللقاءات رغم العطف الشديد عليه، وقد يكون سبب ذلك أنه كان أقرب الى نهج الشيخ محمد مهدي شمس الدين ومتابعا له في كل الشؤون العامة والمواقف السياسية والعملية، وقد ظهر ذلك فعلا عندما انحاز الشيخ راغب إلى المقاومة المدنية الشاملة التي أطلقها الشيخ شمس الدين، ورفض كل المحاولات التي بذلها الشيخ علي كوراني في منزلي ومن وراء ظهري لفك الارتباط بين الشيخ راغب والشيخ شمس الدين، أما استبعادي فقد فسرته لاحقا بأن المطلوب لمفصل من هذه المفاصل أناس لا يحملون تراثا يؤهلهم للاعتراض في محطة تقتضي مسلكاً مغايراً لمسلكنا المحتمل. ورأيي أن هذا صواب. وهكذا تم الاتفاق على تأسيس حزب الله، ولم نعترض.. اعترض الشيخ راغب لأنه كان مناضلا عفويا وينفر من العمل الحزبي، وهكذا دخل وخرج من حزب الدعوة كما دخل وخرج من حركة المحرومين من دون أن يعادى وان كان قد تعرض لعداوات شرسة لم تتوقف إلا بعد الاحتلال وانخراطه حتى العظم في التصدي لمفاعيله حتى الاعتقال ثم الشهادة... وقبيل استشهاده بأسابيع، كان في طهران، في مؤتمر حول جرائم صدام، وكعادته انتقل من الفندق إلى منزلي، وحدثني منفعلا أنه قضى آخر ليلة قبل سفره إلى طهران ضيفا في منزل الشيخ صبحي الطفيلي الذي فهم منه أنهم أسسوا حزبا فاستشاط غضبا، وغضب أمامي مقررا أن يفاتح المسؤولين الإيرانيين بذلك من موقع الاعتراض، فاتفقنا على أن ذلك مغامرة غير مضمونة النتائج، وأنه من وجهة ايران لا بد من تنظيم العمل وإلا انتهى الى فوضى مدمرة.
على هذا انتهى المؤتمر.. وسافر الاخوة إلا الشيخ راغب وأنا... وقد أسر لي كثيرون بأنه من غير المستحسن عودتي إلى لبنان وإلى الجنوب تحديدا، فيما بقائي في بيروت صعب جدا وغير مجد.. أما السبب فهو أن نشاطي في المقاومة كان مكشوفا جدا، ما سبب لي عداوات لدى كثير من المعادين للمقاومة أو المتضررين منها أو المظلومين من قبلها. ولذا فإنهم لن يتركوني ولن يكون بإمكاني القيام بأي حركة.. فالأفضل أن أبقى في طهران، وبالفعل جاءتني الأخبار بعد أيام أن عددا من العملاء بحثوا عني وذهبوا لسؤال والدي وكان أكثرَهم شراسة نوعان من العملاء، نوع اعتقلته فتح بناء على معلومات وتدخلت لإطلاق سراحه مراعاة لبعض أفراد أسرته وحفاظا على سمعتها، والنوع الآخر هو مجموعة من أصدقاء فتح والمقاومة الذين تصديت لهم لظني القوي بأنهم عملاء سريون، ما عرضني لغضب كثيرين من الكوادر السيئة والمشبوهة، والتي هربت بمسروقاتها مع بداية الاجتياح... وقد غضب العملاء غضبا عظيما عندما أفلتّ من أيديهم، وخفت على زوجتي وأولادي، وأرسلت لهم رسالة مع الصديق جنكيز شندار الذي دخل جبشيت بجوازه التركي والتقى الشيخ راغب وعددا من الشباب وحمل إلي منهم رسائل وبلغ رسالتي الى عائلتي... وكنت قبل أشهر من الاحتلال وبعد عودتي من ايران إلى جبشيت إثر غيابي خوفا من خطر المخابرات العراقية علي في كيفون، قد استضفت جنكيز في جبشيت وتمت صلة حميمة بينه وبين الشيخ راغب حرب، وحاضر في حسينية البلدة حول أوضاع تركيا... وقدمته إلى الجمهور يساريا متطرفا عاد إلى الاعتدال وقاد مجموعات تركية شاركت في المقاومة مع حركة فتح. وكان أول الواصلين أو الواصل الوحيد إلى خرمشهر في بداية الحرب العراقية على إيران حيث كتبت كل الصحف العربية والعالمية على صفحاتها الأولى «جنكيز شندار من خرمشهر» مثبتاً أن المدينة لا تزال حرة بعد شهر ونصف على الحرب.
وقد عاد جنكيز ثانية بعد استشهاد الشيخ راغب إلى اللقاء في جبشيت مع الشباب ناقلا إليهم بعض الآراء وناقلا منهم بعض التوجهات والتوقعات.
وانتقلنا الى قم. وأقمنا في المدرسة الحجتية بلا برنامج عمل.. نصغي ليل نهار الى الإذاعات اللبنانية التي نلتقطها، نتابع أخبار الحرب ونسمع رسائل الأسرى من معتقل أنصار إلى أهلهم، كما نسمع كلاما يهز أعصابنا من كوادر لبنانية وفلسطينية كنا نظن أنها شريفة وإذا بها قد دخلت في العمالة منذ زمن بعيد.. وقضينا شهر رمضان في الحجتية على مقدار من التعفف والحاجة بحيث كنا نقتصر على الضروريات.. وكان بإمكاننا أن نشكو أو نطلب لننال ما نريد أو بعضه باحترام شديد ولكنا لم نفعل.. وقد اتصل بنا في هذه الأثناء، أنا والشيخ راغب، بعض قيادات الحرس في قم ـ الشيخ سعيدي ـ ومسؤولون في مكتب الشيخ المنتظري، وطلبوا إلينا التهيؤ لمرافقة الوفود الإيرانية المرسلة من قبل الشيخ بمناسبة يوم القدس لشرح القضية والمساعدة على توضيح صورة الوضع والدولة والحرب في ايران لشعوب عديدة في قارات مختلفة.. وقع الاختيار على الشيخ راغب الى الخليج ووقع الاختيار علي إلى افريقيا الغابون ـ والكاميرون ـ ومدغشقر ـ مرورا بكينيا وجزر القمر وبوروندي والزائير، عبر باريس. وزودت بجواز سفر دبلوماسي ايراني باسم (جاسم علي مصطفوي) من مواليد خرمشهر ـ أي عربي ايراني ـ وسافرت مع الشيخ سرفرازي أمين سر جمعية الروحانيين المجاهدين أو الشيخ رحماني من الحرس والشيخ نوري من الطلبة في حوزة قم وأحد الدبلوماسيين من الخارجية الذي عين بعد الرحلة قائما بالأعمال في سفارة ايران في مدغشقر التي كان من مهمات الوفد تأسيسها، كما كان من مهماته رفع مستوى العلاقات الى مستوى سفير مع الغابون وقد تم ذلك فعلا مع عروض لبيع النفط بأسعار مخفضة في بعض هذه الدول ومنح البعض الآخر كميات مجانية من النفط، وقد حدث ذلك فعلا.
بعد سفر استمر شهرا عدت إلى طهران لأجد زوجتي وأولادي في انتظاري في قم متحملة الأعباء والآلام والمخاوف جراء السفر المعقد في وقت كان الاحتلال يوسع رقعته وطيرانه يقصف بيروت بقسوة غير معهودة، وهنا بدأنا معاً رحلة أخرى.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.shi3et-ali.mountada.biz
 
ماذا كانت الميول السياسيّة للشهيد الشيخ راغب حرب ؟؟ - مقالة في جريدة السفير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشّهيد الشيخ راغب حرب
» الشهيد الشيخ راغب حرب
» مقالة تنحني لها القامات احتراما‎
» الذكرى السنوية للشهيد المقاوم حسن مشيمش
» السفير الكويتي طالب المجتمع الدولي بإنقاذ البحرين من قوات درع الجزيرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة أمل :: `·.¸¸.·¯`··._.· (عـــالـــــــــم المـــقـــاومـــة) `·.¸¸.·¯`··._.· :: افواج المقاومة اللبنانية أمل :: شهداء أفواج المقاومة اللبنانية أمل-
انتقل الى: