لنا في شباط مع القدر عيدٌ يمتد زمنه بين طلوع فجر الشهادة وشروق شمس الإنتصار ... بين غياب العمالة خلف ستر الليل وبين تجلي قمر الجنوب فوق التلال...
لنا في شباط و للإنتصارعيدٌ لا يغيب يوماً بل يتردد في الذاكرة صبحاً ومساء .
فمن الجنوب ارتمست أمل دماء نصرٍ فوق تلال عاملة ...
ومن بيروت عاصمة العروبة وعاصمة الوطن ارتسمت أمل الإنتفاضة في شباط ،فكان الإنتصار و كان سقوط 17 أيار .
في بيروت كان النبيه ينادي شبّان أمل ثوروا ودعوا البنادق ترسم خريطة الصمود ...ودعوا رصاصاتها تكتب على ورق الشارع : لا للتطبيع ... وتخترق عتمة الدبابات ليتسلل إليها صوت الشعب الرافض للخضوع.
لبيروت التي كتبت في دفاترها أن أمل صنعت مجدها بحبر شباط وأن مجد الوطن كان من مجد بيروت ...ومجدها صمودها ودحرها للغزاة ولكل رفاقهم ...من رفاق المحتلين ...القادمين على دبابات العدو .
لبيروت التي سمعت صوت ذاك الفجر يؤذن لحنين إنتصارها ويهديها في عيدها من زهور عامل زهرة مرويةً من عرق الشتاء ومن وهج الشمس ... فكانت أمل في يوم عيدها ترتوي من دماء فتى عامل ويزهر الإنتصار.
لك يا قصير العمر في أيامنا ...ويا حسن البقاء في ذاكرتنا ...ويا مديد الشوق لأحلامنا ...يا مَن إستشرف الإنتصار وحمل البندقية زينة الرجال ومضى بجسده في طلب الرحمة والثأر ...هو الذي حفظ النهج ورفض تدنيس القرآن فانتقم لربه من عدو الإنسانية وعدو الله ...هو حسن ومَن سواه ...إبن دير قانون النهر ... تلك القرية المتربعة فوق ضمير النسيان وكي لا ننساك ...كانت لنا زيارة إلى هناك ...إلى حيث سكنت الروح وترعرعت في ذاك البيت ...رغم أنهم دمّروه في رواية عناقيد الغضب... وعاد البيت ليشمخ من جديد ...لتبقى في الذاكرة أنت وفي ذاكرة مَن أحبوك ...في ذاكرة أم عماد ...تلك التي مازالت تحمل في عيونها ألم الفراق وفرح الشهادة ...تلك التي تخرجتَ من مدرستها مقاوماً كما مدرسة الإمام الصدر ...هي التي باركتني عندما زرتُها وأرشدتني إليك وكنتَ أنت أيها الشهيد مرتسماً في قلبها كما في الصورة ...وزرقة عينيك ترشدني لفرح الشهادة ...
بوركت أمل بكم يا رموز الإنتصار...على العهد سنبقى ...على عهد الشهداء .. أوفياء ...أوفياء .