عاشوراء الحرية والاباء...
وفي مثل هذه الايام تقف كل الانسانية والاحرار في العالم جمعاء وقفة اجلال وتقدير لمؤسس حركة المقاومة والرفض للظلم الظالمين سيد الاحرار ابي عبدالله الحسين عليه السلام حيث تتجسد اعظم حرية ورفض للظلم والطغيان في منازلة شريفة قل فيها الناصر وكثر فيها العدو والمتخاذل فكانت مفترق بين الحق والباطل معسكر العبودية الحقه لله الواحد الاحد الذي تتجسد فيه كل معاني الانسانية والوحدانية والسمو والرفعة ومعسكر الذل والعبودية لغير الله والعنجهية والتسلط وحب الدنيا والظفر بزخرفها فكان شعار المعسكر الايماني( هيهات منا الذلة) ( ولااعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولاافر فرار العبيد)(الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة او الذلة وهيهات منا الذلة يابى الله لناذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وطهرت وانوف حمية على ان نؤثر طاعة اللئام بمصارع الكرام معسكر تجسدت في كل معاني العزة والاباء والشموخ ورفض الذل والعبودية وتجسيد للانسانية الحقة التي لاتخضع الا لمن اوجدها الله جل جلاله ومعسكر العدو الاموي الذي تجسدت فيه كل مظاهر الجهل والتخلف والعنجهية والاستبداد فكانت الدوافع الدنيوية والملك العقيم اساس تواجدهم وهكذا فان ملحمة عاشوراء كانت فتنة واختبار حقيقي لغربلة البشرية وتمييزهم بين صاحب حق وباكل ومن ينال رضا الله والجنة بصحبة ونصرة الامام المفترض الطاعة الامام المعصوم الذي هو وريث السماء والاحق بالخلافة وبين اهل الباطل الذين فضلوا فتات الدنيا وحطامها وتركو النعيم المقيم الاكبر جنة عرضها السموات والارض اعدت للمتقين وكانت المنازلة الشريفة لسيد الشهداء في وقت رهيب وعصيب قل فيه الناصر وشمت فيه العدو والصديق وكان الموقف الاصعب اما ان يفنى دين الله والحق ببقاء الاجساد والبيعة للظلم والطغيان ولايبقى من الدين الا اسمه او تفنى الاجساد في دين الله ويبقى خالدا وشرف الله سبحانه وتعالى الحسين الطاهر عليه السلام بتلك الرفعة والمنزلة التي نالها بان يضحي تلك التضحيات العظيمة لاجل بقاء دين الله ةتضحياته عليه السلام فاقت تضحيات الاولين والاخرين حيث لم يترك عزيزا عليه الا وافناه في سبيله تبارك وتعالى لانه عرف الله حق معرفته فذاب في الله وهانت عليه كل مايملك من البنين والاهل والاحبة وقدم ماقدم حتى يعطي الدروس العظيمة للاجيال من ان كل شئ يفنى لاجل الله ومن الخطا الفادح ومن يتوهم ان الحسين عليه السلام اراد لرضيع الماء فقدمه لطلب الماء وحاشى بسيد الشهداء ان يطلب الماء لرضيعه دون اطفال الاصحاب انما اراده وهو يعلم بمصيره انه سيذبح من الوريد الى الوريد انما قدمه لا لاجل ان يسقيه ماء اتما قدمه قربانا لله وحتى لايترك عزيزا عنده ولم يقدمه فدائا لوجهه الكريم وجاء بالاطفال والنسوة وحتى تكون مصيبته اعظم ويشرد ويقتل اهل بيته واصحابه وعياله وتشرد اطفاله ونسائه حتى قال شاء الله ان يراهن سبايا ويراني قتيلا مضرجا بدمي ودروس تلو الدروس سطرتها ملحمة كربلاء العز والخلود واي لسان واي فكر يتكلم عن عاشواء في اسطر لاتفي بشئ من معاني كربلاء فكربلاء الشجاعة وكربلاء الدين وكربلاء العفة والشرف والاخلاق وكربلاء الحق والعبودية الحقة لله وكربلاء الفناء في الله وكربلاء العز والمقاومة وكربلاء الجنة وكربلاء الرضوان فسلام عليك ياابا الشهداء وانت مسير للركب الحسيني الثائر بوجه الظلمة والطواغيت وسلام عليك ابا الاحرار وانت تخط دربا للاحرار وسلام عليك ابا عبدالله وانت تعطي درسا ودرسا ان الحرية لاتنموا الا بدماء الاحرار سلام عليك وعلى حامل اللواء وسند الملحمة الكربلائية وفخرها وعز المجاهدين ابي الفضل العباس عليه السلام الاخ والعضد والسند والعسكر الاكمل وساقي العطاشى وصاحب الوفاء ونبل الوفاء ودرس الوفاء واصل الوفاء وسلام عليك ابها الشهداء وعلى ابنائك البررة الحجج الميامين وسلام عليك وعلى اصحابك المنتجبين وسلام عليك وعلى الامتداد الكربلائي والاعلام الحسيني المدوي والمرعب لعروش الاعداء العقيلة العلوية الطاهرة العالمة غير المعلمة زينب بنت امير المؤمنين عليه السلام سلام عليك ابا الاحرار وعلى التربة التي رويت بدم الاحرار سلام سلام حتى يقف السلام ويعجز السلام ويخجل السلام وهل هو بمقام من يصل اليهم السلام.
فسلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك
ونسألكم الدُعاء