حركة المحرومين
(الولادة، ظروف النشأة، والابعاد)
المقــدمـــة
نحن في ميثاقنا، الايمان بالله ـ المادة الاولى ـ والتراث يوجهنا، والانسان نؤمن به وبكرامته، والظلم نرفضه بانواعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمحلية والعربية والعالمية. ثم ان المحاضرات التي القيت والكتب التي وزعت أوحت الى شبابنا أن يكتبوا الدروس الثقافية التي أصبحت أربعين وموزعة بين الإخوان.انا بدأت آخذ هذه الدروس، وأضيف إليها، وكما قلت في الإسبوع الماضي، أقدم لكم درسين كل إسبوع يطبعان ويوزعان على الخلايا. طبعا، الدراسة إلزامية قانونية للحركة.
نرجو أنه خلال أربعين درسا تتكون الثقافة الذاتية للحركة انطلاقا مما قرأتم حتى الآن بشكل منسق، وننفتح على الثقافات الأخرى كما كان في بداية الإسلام عندما وصل المسلمون إلى درجة عبر عنها القرآن " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون " [ المائدة/3 ]
بعد هذه الآية نقول: " اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " [ المائدة / 3 ]، ثم نصل الى هذه الآية: " وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " [ المائدة / 5 ]. يعني بعد اكتمال الشخصية الإسلامية، لا مانع من العشرة مع أهل الكتاب. إذا"، نحن بصدد اكتمال الشخصية الحركية، يعني الثقافة الحركية.
في البداية، البحث الأول الذي سيكون أربع أو خمس دروس: ولادة حركة المحرومين، وظروف نشأتها، وأبعادها التاريخية والجغرافية بما في ذلك الحلفاء في لبنان وفي العالم العربي وفي العالم.
إن حركة المحرومين في لبنان ولدت رغم لا طائفيتها ـ نحن نقول في ميثاقنا أننا لسنا طائفيين ـ في قلب الطائفة الإسلامية الشيعية وبرعاية القيادات والمؤسسات الرسمية الدينية.
الحركات عادة" تنطلق من القواعد، بينما حركة المحرومين انطلقت من القواعد والقيادات معا وهذا له سبب. السبب للمفارقتين:
حركة لا طائفية تنطلق من قلب الطائفة، وحركة شعبية تنطلق من مشاركة القيادة الرسمية نفسها، ويعود السبب في ذلك إلى عوامل عديدة علينا أن ندرسها:
1 ـ الوضع الاجتماعي والسياسي في لبنان.
2 ـ موقع الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان والعالم العربي.
3 ـ العوامل التاريخية والعقائدية عند الشيعة، أي التراث والمفاهيم الدينية المتطورة: مفهوم الإيمان ومبدأ الإجتهاد لدى هذه الطائفة.
4 ـ دور القيادة في بعث هذه الحركة.