نستقبل يوم الأم في الحادي والعشرين من مارس كل عام تنعشنا نسمات الربيع العليلة وشذا زهوره الفواحة ولكنها أيضا تذكرنا بوجه نضيء به عتمة نفوسنا ويشرق بأرواحنا ليعم الأمن والسكينة .. وجه الأم..
وقد وصى الحق تبارك وتعالى بالأم ، كما حثنا رسوله صلوات الله وسلامه عليه على برها ، وتبارى الشعراء حول العالم والمبدعين في استحضار معاني الأمومة وتصوير حبهم لأمهم .. ونبدأ جولة بين أسمى الكلمات عن الأم .
آيات قرآنية عن الأم
أم كل شيء: أصله وما يجتمع إليه غيره، وبهذا المعنى ورد تعبير "أم الكتاب"، و"أم القرى".
ولقد أوصى القرآن الكريم بالأم، وكرر تلك الوصية لفضل الأم ومكانتها فقال سبحانه: "ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْناً على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير. وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحِبْهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي ثم إليّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون" لقمان:14-15 .
كما قال تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كُرهاً ووضعته كُرها وحملُه وفصاله ثلاثون شهراً". الأحقاف:15 .
والإسلام قدّس رابطة الأمومة، فجعلها ثابتة لا تتعرض للتبدلات والتغيرات، فحرم الزواج من الأمهات قال سبحانه: "حُرمت عليكم أمهاتكم" النساء:23. كما بيّن أن رباط الزوجية لا يمكن أن يتحول إلى رباط أمومة أبداً، وشتان بينهما قال سبحانه: "وما جعل أزواجكم اللائي تُظاهرون منهن أمهاتكم"الأحزاب: 4 "الذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتهم إلا اللائي ولَدْنهم". المجادلة:2.
إلا أن هذه الرابطة تتأثر بهول يوم القيامة فقط، فيستقل الولد عن أمه، والأم عن ولدها قال سبحانه: "يوم يفر المرء من أخيه. وأمه وأبيه. وصاحبته وبنيه. لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه". عبس:34-36.
هذا وإن رباط الأمومة يبيح للولد أن يأكل من بيت أمه: "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم" النور:61 .
وجعل الله سبحانه وتعالى الأم مسئولة عن تربية ولدها، فهي راعية ومسئولة عن رعيتها، وأشار سبحانه إلى هذه المسئولية الأخلاقية في قوله: "ما كان أبوك امرأ سَوء وما كانت أمك بغياً" مريم: 28. وذلك على لسان قوم مريم عليها السلام.
وأوجب الله سبحانه وتعالى للأم ميراث ولدها إن مات في حياتها كما أوجب له ميراثها إن ماتت في حياته. قال سبحانه وتعالى: "فإن لم يكن له ولد ووَرِثه أبواه فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس". النساء:11 .
ولما كانت الأم مصدر الحنان ومنبع الإحسان بالنسبة للولد ذكّر هارون أخاه موسى عليهما السلام بأمه حين غضب وأخذ برأسه، قال سبحانه: "ولما رجع موسى إلى قومه غضبانَ أَسِفاً قال: بئسما خَلَفتموني من بعدي أَعَجِلتم أمر ربكم وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجرّه إليه قال ابنَ أمَّ إن القوم استضعفوني.." الأعراف: 150 وفي موضع آخر قال: "يا بنَ أُم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي" . طه:94 .