حب علي مشرفة قسمي القصائد والاشعار و القرآن الكريم
الاعلام : عدد المساهمات : 1402 نقاط : 2066 تاريخ التسجيل : 08/01/2011
| موضوع: نور رسول الله صلى الله عليه وآله الثلاثاء مارس 29, 2011 3:47 am | |
| نور رسول الله لقد سطعت أنوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جميع الساحات والميادين، سواء منها الفردية أو الاجتماعية، في عشرته للناس أو في قيادته للمجتمع، وتوجيهه المسيرة الإنسانية بشكل عام.وفي كل أمر كبيرٍ أو صغيرٍ نجده ا يتلألأ نوراً ساطعاً، وقدوة دائمة للبشرية، كيف لا؟! وهو الإنسان الأكمل الذي وصفه الله تعالى بقوله ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، وقدّمه قدوة للبشرية ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾. وسنورد فيما يلي جانباً من نور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتعلق بأخلاقه الاجتماعية وعشرته للناس.ملاقاته٭ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "ما صافح رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أحداً قط فنزع يده من يده، حتى يكون هو الذي ينزع يده. وما فاوضه أحد قط في حاجة، أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف".٭ عن الإمام الصادق عليه السلام: "وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يده. حتى يكون هو التارك. فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه مال بيده فنزعها من يده".مجلسه٭ عن الإمام الحسين يسأل والده أمير المؤمنين عليهما السلام عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال عليه السلام: "كان لا يجلس ولا يقوم إلاّ على ذكر، ... وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك. ويعطي كلّ جلسائه نصيبه ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه، ومن جالسه صابره حتّى يكون هو المنصرف، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو ميسور من القول. وقد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أباً وصاروا عنده في الخلق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء، وصدق وأمانة، ولا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم. ولا تنثى فلتاته، متعادلين متواصلين فيه التقوى، متواضعين، يوقرون الكبير ويرحمون الصغير ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب.فقلت: كيف كان سيرته في جلسائه؟ فقال عليه السلام كان دائم البشر سهل الخلق ليّن الجانب... يتغافل عمّا لا يشتهي. فلا يؤيس منه، ولا يخيب فيه مؤمليه... إذا تكلّم أطرق جلساؤه كأنَّ على رؤوسهم الطير. فإذا سكت تكلّموا، ولا يتنازعون عنده الحديث. من تكلّم أنصتوا له، حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أوَّلهم. يضحك ممّا يضحكون منه. ويتعجب ممّا يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه، حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه. ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.قال: فسألته عن سكوت رسول اللَّه، فقال: كان سكوته على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير والتفكير. فأمّا التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس. وأمّا تفكره ففيما يبقى ويفنى. وجمع له الحلم والصبر. فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدي به، وتركه القبيح لينتهي عنه. واجتهاده الرأي في صلاح أمته، والقيام فيما جمع له خير الدنيا والآخرة".٭ عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ما رؤي مقدِّماً رجله بين يدي جليس له قطّ. ولا خيّر بين أمرين إلاّ أخذ بأشدهما. وما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم اللَّه فيكون حينئذ غضبه للَّه تبارك وتعالى... وكان نظره اللحظ بعينه... وكان إذا مشى كأنما ينحط في صبب... ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده. وكان المحدث عنه يقول: لم أرَ بعيني مثله قبله ولا بعدها".منطقه٭ عن أمير المؤمنين عليه السلام يصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس بفظّ ولا غليظ ولا ضحّاك ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مدّاح...".٭ عن أمير المؤمنين عليه السلام: "ما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء. والإكثار، وما لا يعنيه. وترك النّاس من ثلاث: كان لا يذّم أحداً ولا يعيّره، ولا يطلب عثراته، ولا عورته، ولا يتكلم إلاّ فيما رجا ثوابه... وكان لا يكلم أحداً بشيء يكرهه... وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقاً. وكان لا يذم ذواقاً، ولا يمدحه".مع الناس٭ عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم "كان لا يدع أحداً يمشي معه، إذا كان راكباً، حتى يحمله معه. فإن أبى قال: تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد".٭ عن الحسين بن زيد قال: قلت لجعفر بن محمّد عليه السلام: جعلت فداك هل كانت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم مداعبة؟ فقال: وصفه اللَّه بخلق عظيم في المداعبة، وإنَّ الله بعث أنبياءه فكانت فيهم كزازة. وبعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بالرأفة والرحمة، وكان من رأفتها لأمته مداعبته لهم لكيلا يبلغ بأحد منهم التعظيم حتّى لا ينظر إليه. ثمَّ قال: حدَّثني أبي محمّد عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي عليه السلام قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ليسرّ الرَّجل من أصحابه إذا رآه مغموماً بالمداعبة. وكان عليه السلام يقول: إنَّ اللَّه يبغض المعبس في وجه إخوانه".مع الفقراء٭ عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام قال: "إنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يسأله أحد من الدُّنيا شيئاً إلاّ أعطاه. فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليها فاسأله فإن قال: ليس عندنا شيء، فقل: أعطني قميصك، قال: فأخذ قميصه فرمى به وفي نسخة أخرى فأعطاه فأدّبه اللَّه على القصد فقال: ﴿وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً﴾".قضاء الحوائج٭ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "وما سئل شيئاً قط، فقال: لا. وما ردَّ سائل حاجة قطّ، إلاّ أتى بها، أو بميسور من القول".اهتمامه بالمظهر٭ "كان ينظر في المرآة ويرجل جمته، ويمتشط، وربما نظر في الماء وسوّى جمته فيه. ولقد كان يتجمل لأصحابه، فضلاً على تجمله لأهله. وقال: إنَّ اللَّه يحب من عبده إذا خرج إلى إخوانه أن يتهيأ لهم ويتجمل".٭ عن أبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام. قال: "كان رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ينفق في الطيب أكثر ممّا ينفق في الطعام"23.٭ عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل...وكان يقلم أظفاره ويقص شاربه يوم الجمعة قبل أن يخرج إلى الصلاة".تواضعه٭ عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: "أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ملك فقال: إن اللَّه يخيرك أن تكون عبداً رسولاً متواضعاً، أو ملكاً رسولاً. قال: فنظر إلى جبرائيل عليه السلام، وأومأ بيده أن تواضع فقال: عبداً رسولاً متواضعاً. فقال الرسول: مع أنه لا ينقصك مما عند ربك شيئاً. قال ومعه مفاتيح خزائن الأرض".صبره٭ عن الإمام الصادق عليه السلام: إن الله (عزّ وجلّ) بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بالصبر والرفق فقال ﴿وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ٭ وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ﴾، وقال ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ٭ روَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ فصبر على ما نالوه بالعظائم ورموه بها فضاق صدره فأنزل اللَّه عليه: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٭ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ﴾ ثم كذّبوه ورموه فحزن لذلك، فأنزل اللَّه: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُون ٭ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا﴾. فألزم النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه الصبر. فتعدّوا، فذكر اللَّه (تبارك وتعالى) فكذبوه، فقالا: قد صبرت في نفسي وأهلي، وعرضي. ولا صبر لي على ذكر إلهي. فأنزل اللَّه (عز وجلَّ): ﴿فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ﴾، فصبر في جميع أحواله. ثمَّ بشر في عترته بالأئمة ووصفوا بالصبر فقال (عزَّ ثناؤه): ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾.فعند ذلك قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد". فشكر اللَّه ذلك له فأنزل اللَّه: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ﴾، فقالا: إنه بشرى وانتقام، فأباح اللَّه له قتال المشركين، فأنزل اللَّه: ﴿فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ﴾، فقتلهم اللَّه على يدي رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأحبائه وجعل له ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة. فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر اللَّه له عينه في أعدائه مع ما يدّخر له في الآخرة.الشجاعة٭ عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: "كنّا إذا أحمر البأس ولقي القوم، القوم اتقينا برسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فما يكون أحد، أقرب إلى العدو منه".منقول من كتاب "نور رسول الله" الصادر عن جمعية المعارف لتعميم ثقافة محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) | |
|