حب علي مشرفة قسمي القصائد والاشعار و القرآن الكريم
الاعلام : عدد المساهمات : 1402 نقاط : 2066 تاريخ التسجيل : 08/01/2011
| موضوع: يوم استشهاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم السبت فبراير 19, 2011 4:36 am | |
| اللحظاتُ الأخيرة من عمر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) كان القلق والاضطراب يلفُّ المدينة المنوّرة فكانت تخرج من منزل رسول الله صلى الله عليه وآله بين الحين والآخر أخبار عن اشتداد مرضه، وتفاقم وجعه، لتقضي على كل أمل بتحسّن حالته، وتجعل الناس على يقين بانه لم يبقَ من حياته صلّى اللّه عليه وآله الا سويعات قلائل، وسرعان ما تنطفئ الشعلة المقدسة، التي أنارت العالم بضيائها.كان فريق من الصحابة يودّون أن يزوروا نبيّهم من قريب ولكن تدهور صحته ماكان ليسمح لذلك، فلم يكن من الممكن ان يتردد على غرفته إلا أهل بيته خاصة.ولقد كانت ابنته ووديعته فاطمة عليها السَّلام جالسة عند فراش أبيها، تنظر إلى وجهه وترى عرق الشهادة يتحدر على جبينه وخده مثل حبات اللؤلؤ، فراحت تردد أبياتاً من الشعر وقلبها يعتصره الحزن، ويملأ عيونها دموع الاسى والحزن وتكاد تخنقها الغصة:وَأبيضُ يُستسقى الغمامُ بوجهه ثمالَ اليتامى عصمة للاراملوفي هذه اللحظات فتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله عينيه وقال لابنته بصوت خافت: يا بنيّة هذا قول عمّك أبي طالب لا تقوليه ولكن قولي: "وَما مُحمَّد إلا رَسُول قدَ خلَت مِن قَبلِه الرُّسُلُ أَفإن ماتَ أو قُتِلَ انقَلبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيه فَلن يَضُرَّ اللّه شِيئاً وَسَيجزى اللّه الشَّاكِرينَ".النبيُ يتحدث مع ابنته الزهراء: إن محبة النبي صلّى اللّه عليه وآله لابنته الوحيدة فاطمة كانت من ابرز التجليات العاطفية الانسانية في شخصية النبي الاكرم صلّى اللّه عليه وآله، ولهذا لم يُعهَد أن يسافر رسولُ اللّه من دون أن يودع ابنته، ولا أن يرجع المدينة من دون ان يزور ابنته قبل أي أحدَ، كما كان يحترمها عند زوجاته احتراماً لائقاً بها ويقول لاتباعه:"فاطمة بَضعة منّي فمن أغضَبها أغضبني".كما أن رؤية فاطمة كانت تذكره باشد نساء العالمين طهراً ووفاء، وعطفاً ولطفاً، (خديجة عليها السلام) التي تحملت في سبيل أهداف زوجها متاعب كبيرة، وبذلت ثروتها كلها في سبيل تلك الاهداف باخلاص ورغبة.كانت الزهراء تلازم فراش والدها طوال ايام مرضه، ولا تفارقه لحظة واحدة، وفجأة أشار النبي إلى ابنته يطلب منها ان تقرّب رأسها إلى فمه ليحدّثها، فانحنت عليها السلام حتى صار رأسها قريباً من فمه الشريف ثم راح النبي صلّى الله عليه وآله يحدثها بصوت ضئيل فلم يسمع أحد شيئاً.وانما شاهدوها عليها السلام تبكي بشدة لما انتهى والدها من حديثه وسالت دموعها بغزارة، ولكنهم شاهدوا انه اشار اليها مرة اُخرى وحدثها بشيء فسرّت وتهلّلت اسارير وجهها، وتبسمت مستبشرة.فأثارت هاتان الحالتان المتضادتان الحضور وبعثتهم على الدهشة، فلما سألوها عن سرّ ذلك الحزن، وهذه الفرحة، قالت: "ما كنت لاُفشي سرَّه".ثم بعد أن قضى صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كشفت عليها السَّلام عن الحقيقة بناء على اصرار عائشة وقالت: اخبرني رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله انه قد حضر أجلُه وانه يُقبَض في وجعه هذا، فبكيتُ، ثم اخبرني أني أول أهله لحوقاً به فضحكتُ.وصايا النبي صلّى اللّه عليه وآله قبيل رحيله: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله خلال فترة مرضه يولي إعطاء التعاليم والتذكير بما فيه هداية الناس اهتماماً بالغاً، فقد كان يوصي بالصلاة ورعاية الرقيق في الايام الاخيرة من حياته الشريفة ويقول: "الصَلاة الصلاة وما ملكَت أيمانُكم، ألبِسوا ظهورِهم وأشبعوا بطونَهم وألينوا لهم القَولَ".وقد سأل كعب الاحبار عمر بن الخطاب بعد شهادة رسول اللّه في ايام خلافته: ما كان آخر ما تكلّم به رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله فقال عمر: سَل عليّاً. فسأل علياً عليه السَّلام:فقال عليه السَّلام: "أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال: الصلاة الصلاة.فقال كعب: كذلك آخر عهد الأنبياء وبه أمروا وعليه يبعثون.وقد فتح النبيُ صلّى اللّه عليه وآله عينيه في آخر لحظة من حياته الشريفة وقال: "أدعوا لي أخي".فعرف الجميع بأنه يريد علياً عليه السَّلام فدعَوا له علياً فقال: "اُدنُ منّي".فدنا منه عليُّ عليه السَّلام فاستند إليه فلم يزل مستنداً اليه يكلّمه.فلم يلبث أن بدت عليه صلّى اللّه عليه وآله علامات الاحتضار.سأل رجل ابن عباس: هل توفّي رسول اللّه في حجر أحد قال: توفي وهو مستند إلى صدر علي.فقال السائل: قلتُ: فان عائشة قالت: تُوفي رسول اللّه بين سَحري ونَحري.فكذبها ابن عباس وقال: أتعقلُ؟ واللّه لتوُفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وأنّه لمستند إلى صدر عليّ وهو الذي غسّله، وأخي الفضل بن عباس.وقد صرح أمير المؤمنين علي عليه السَّلام في إحدى خطبه حيث قال: "وَلَقَد قُبضَ رسولُ اللّه وإنّ رأسهُ لعلى صَدري... ولقد وَليتُ غسلَه والملائكة أعواني".وينقل بعض المحدثين أن آخر جملة قالها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله في آخر لحظة من حياته الشريفة هي جملة: "لا، إلى الرفيق الأعلى"، وكأنَّ ملك الموت خيِّره عند قبض روحه الشريفة في أن يصحّ من سبب شهادته ويبقى أو يلبي دعوة ربّه، ويلتحق بالرفيق الأعلى، فعبّر بجملته هذه عن رغبته في اللحاق بربه، ليعيش مع الذين أشار اليهم قولُه سبحانه: ﴿فَأولئكَ مَعَ الَّذينَ أَنعَمَ اللّه عَليِهم مِنَ النَّبِييِّنَ والصِّديقينَ والشهَداء والصَّالِحينَ وَحَسُنَ اُولئك رفيق﴾.قال النبي صلّى اللّه عليه وآله هذا ولفظ أنفاسه الشريفة.يوم الشهادة: في منتصف يوم الاثنين الثامن والعشرين من شهر صفر12هـ طارت روحُ النبي الاكرم المقدَّسة إلى بارئها، والى جنان الخلد، فسجِّي ببُرد يماني، ووضع في حجرته بعض الوقت، وارتفعت صرخات العيال، وعلا بكاء الاقارب فعرف من كان خارج المنزل أن النبي صلّى اللّه عليه وآله قد قضى، فلم يلبث أن انتشر نبأُ شهادته في كل أنحاء المدينة التي تحولت بسرعة إلى مناحة كبرى، ومأتم عظيم.فصاح الخليفة الثاني خارج البيت ولأسباب خاصّة أنّ النبي لم يَمُت إنما عُرج بروحه كما عُرج بروح موسى، وأنه لا يموت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله! وأصرّ على هذا الموقف وهدَّد كلَ من يخالف ذلك، وكاد أن يوافق عليه فريق من الناس لولا أن أحدَ الصحابة تلا عليه قول اللّه سبحانه: ﴿وَما مُحمَّد إلا رَسُول قد خلت من قبله الرسُلُ أفإن مات او قُتِلَ انقلبتم على اعقابكم﴾.حتي فرغ من الآية، فسحَب عمر موقفه، مستغرباً من وجود مثل هذه الآية قائلاً: هذا في كتاب اللّه؟.ثم قام أمير المؤمنين علّيُ بن أبي طالب عليه السَّلام بتغسيل جسد النبي الطاهر وكفنه لأنه صلّى اللّه عليه وآله كان قد قال: "يغسلني أقرب الناس إليّ" ولم يكن ذلك سوى علي عليه السَّلام.ولما فرغ "علي" من تغسيل النبي كشف الازار عن وجهه صلّى اللّه عليه وآله وقال والدموع تنهمر من عينيه الشريفتين: "بأبي أنت واُمّي طبت حيّاً وطبت ميتاً، انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت أحد ممّن سواك من النبوة والانباء. ولولا أنَّك أمرت بالصبر، ونهيتَ عن الجزَع لأَنفَدنا عليك ماء الشؤون ولكان الداء مماطلاً، والكمد محالفاً وقلا لك، ولكنّه ما لا يُملَك ردّه ولا يُستطاع دفعُهٌ بأبي أنت واُمي اُذكُرنا عند ربك، واجعلنا من بالك؟".ثم ان الامام علي عليه السَّلام كان أوّل من صلّى على جثمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله ثم صلّى عليه المسلمون جماعة جماعة، ثم تقرر دفنه صلّى اللّه عليه وآله في حجرته المباركة.فقام ابو عبيدة الجراح وزيد بن سهل بحفر قبر له صلّى اللّه عليه وآله وإعداده ثم دُفِنَ صلّى اللّه عليه وآله في تلك الحفرة على يد الإمام علي عليه السَّلام يساعده في ذلك الفضل والعباس.وهكذا غربت شمس أعظم شخصية غيّرت مسار التاريخ البشري بتضحياته الكبرى وجهوده المضنية.ولكن ظهرت على الساحة برحيله مشكلات عديدة كان لها أثر في استمرار رسالته، ومواصلة أهدافه التي من أهمها مسألة الخلافة وموضوع القيادة في المجتمع الاسلامي وقد بدت بعضُ بوادر الاختلاف في الاوساط الاسلامية حتى قبل رحيله. | |
|
حيدر الكرار حركي مميز
الاعلام : عدد المساهمات : 826 نقاط : 1476 تاريخ التسجيل : 03/01/2011
| موضوع: رد: يوم استشهاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الخميس فبراير 24, 2011 10:31 am | |
| شكرا اختي العزيزة على الطرح | |
|
حب علي مشرفة قسمي القصائد والاشعار و القرآن الكريم
الاعلام : عدد المساهمات : 1402 نقاط : 2066 تاريخ التسجيل : 08/01/2011
| موضوع: رد: يوم استشهاد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الجمعة فبراير 25, 2011 11:07 am | |
| | |
|