أشارت دراسة حديثة الى آلية غير معترف بها من قبل لحالات الاكتئاب الشديدة، وربما تقود إلى إستراتيجيات علاجية مستقبلية لهذا الاضطراب المُنهِك للحالة المزاجية. ومن المعروف أن الاكتئاب الشديدة عبارة عن اضطراب نفسي يؤدي إلى حدوث خسارة كبيرة في إنتاجية العمل ويمكن أن يدفع حتى ببعض الأفراد إلى الانتحار. وقال في هذا السياق مؤلف الدراسة، دكتور مارتن كوهلي، من معهد ماكس بلانك للطب النفسي في ميونيخ بألمانيا :" لا غنى عن طرق العلاج الحالية لنوبات الاكتئاب الشديدة، لكن فعاليتهم السريرية لا تزال غير مرضية. ويعتبر تحديد الآليات المسببة للاكتئاب أمر وطيد الصلة باكتشاف مضادات اكتئاب أفضل وأكثر فاعلية".
وبينما يحتمل أن يساهم مزيج من عوامل الخطر الجينية والبيئية في الإصابة بنوبة اكتئاب شديدة، فإن تحديد الجينات التي تزيد من مخاطر الإصابة كان بمثابة التحدي، نظراً لتعقيد علم الوراثة والعوامل البيئية الكبرى المرتبطة بالمرض. ومن خلال التجربة التي أجراها كوهلي مع مجموعة من رفاقه، نجحوا في تحديد جين يعرف بـ " SLC6A15"، وهو جين جديد يرتبط بخطر الإصابة بنوبات الاكتئاب الشديدة.
كما قام الباحثون بفحص الأهمية الوظيفية للعلاقة الجينية بين ذلك الجين ونوبات الاكتئاب الشديدة. وتبين أن الحالات غير المصابة بالفعل بالاكتئاب وتحمل متغيرات جينية تزيد من خطر الإصابة، أظهرت إبانة أقل لجين " SLC6A15" في منطقة "hippocampus" التي توجد بالدماغ وتلعب دوراً كبيراً في الإصابة بالاكتئاب الشديد.
كما أظهرت تجربة أجريت على مجموعة من فئران التجارب أن انخفاض مستوى ذلك الجين في منطقة " hippocampus" الموجودة بالدماغ يرتبط بآثار التوتر الاجتماعي المزمن، وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن خفض إبانة جين "SLC6A15" قد يؤدي إلى اضطراب الدوائر العصبية المتصلة بعرضة الإصابة بالاكتئاب الشديد.