الإعلام العربي موجّه وقاعدته الأساسية هي "ممنوع المسّ بدول الخليج"، فـ 80% من الصحافة العربية سعودية، أما على صعيد الإعلام المرئي فالجزيرة تستحوذ على الرأي العام بنسبة 50% وكل هذا الإعلام يصب في نفس الخانة ولذلك لا يريد أن يتكلم عن البحرين لأن ثورة البحرين شعبية ولا سيطرة أميركية عليها كما أنها تضرب في صميم القاعدة الملكية الخلجية التي تشكل جزءاً من اللعبة. أما سوريا فهي هدف رئيسي حيث يعتبرون أن سقوط النظام في سوريا وضرب الحلقة ما بين إيران والمقاومة في لبنان وفلسطين هو جزء أساسي من المخطط الكبير، وقطر ليست بعيدة عن لعبة الإستراتيجية الطويلة الأمد، فالإستراتيجية القصيرة الأمد الأميركية هي الهجوم العسكري المباشر بعد 11 أيلول، أما الطويلة الأمد فهي إعادة تفصيل ورسم العالم العربي والإسلامي وهذا له علاقة بالأفكار والأحزاب والمؤسسات، أي تركيب التناقضات الأساسية والثانوية بشكل مختلف، وتكوين صراعات مختلفة وقطر هي التي كانت ملتزمة بهذا الموضوع تحت إشراف مؤسسات حكومية أميركية وبريطانيا، ولم يكن دعمها للمقاومة سوى بطلب أميركي وعند لحظة الصفر تحركت للإتجاه المطلوب منها لإسقاط المقاومة، ولمن يسخرون اليوم منا لرفعنا شعار "شكراً قطر" في السابق نقول أننا لم نشكر قطر بالمطلق بل شكرناها على مساهمتها بإعادة إعمار لبنان فقط ونقطة على السطر.