أميرة الاحزان حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 62 نقاط : 114 تاريخ التسجيل : 01/05/2011
| موضوع: من الرئيس نبيه بري إلى الدكتور شمران: الثلاثاء يونيو 21, 2011 6:46 pm | |
| كنا نحب ان يحدثنا قليلاً، لكنه كان يظل عليه التهيب. كان حاضراً معنا أبدا، ولكن صمته وتسمر عينيه كانا يجعلاننا نعتقد انه ذهب بأفكاره إلى مكان آخر والمكان : ايران. كنا نتركه قليلاً لنفسه لعله يفرج قليلاً عن اكتظاظ صدره وما يشتاقه هناك وما يحلم به. كنا ننتظر ان يصعد فيه البكاء وزلزلة الوجد، لكنه بعد صمت مرير كان يداهمنا بالأمل، كأنه كان يرى ما لا يرى سعفاً في النخيل وضوءاً على الماء. كان يحدثنا عن قيامة قادمة، فهمس في أنفسنا لعل الإمام الصدر يسر له بما لا يقوله لنا. كان يحدثنا عن اقتراب لحظة نهاية خريف الأشياء، عن مواعيد لشتاء قادم يحمل الخير الكثير. كان ذلك الرجل يدهشنا، كان يرسم عالماً مضيئاً في الهواء ونتبع نحن إشارة إصبعه وهي تتنقل بنا عبر الشرق وتصعد باتجاه الحياة. كان ذلك العالم كأنه قادم من فضاء لعالم متقدم آخر، يرى ابعد من عيوننا وكان كذلك، ترك خلفه علم الفضاء واكتشاف المجرات، وتواضع ليكتشف الإنسان فينا. كان كمن يدخل في أحلامنا حين تنام، يكتب مواسم لفصولنا ويرسم أشجاراً لنستظل بها من صهيل الشمس، كان يزدهر بالقمح، ويرى ان التبغ أسطورة سوف توقظ عاصفة قادمة. كان يعرفنا وكنا نسعى لنتعرف عليه، وكلما عرفنا بعضه كنا نريد ان نعرف اكثر. كان ذلك الرجل يأخذ بيد من يحب إلى صفوف مهنية برج الشمالي. كان يرسم على اللوح صباحاً قادماً من الحقول مزدحماً بالناس الذين يلوحون بالأعلام، كان يكتب أسماء لمدن لا نعرفها : طهران، أصفهان، مشهد فنعتقد انه يعقد أمامنا درس الحساب. كان لا يريد ان يجرح أحاسيسنا بأنه يعرف اننا إما لا نصدقه وإما انه يلهو بنا وهو يسقط أمامنا دولاً وشاها وهو يهزم إسرائيل بشحطة قلم.
ازعم أنني عرفته وصدقته، حتى وحين كان يتهامس والإمام الصدر بالفارسية في موضوع خارج اختصاصي او مهمتي كان يبادرني او الإمام الصدر قبل ان اهم بالسؤال، ويحدثني عن ان جمرة الثورة المموهة بالرماد على مساحة ايران قد آن أوان اندلاعها، وقبل ان اعلّق كان أحدهما يقول لي : لا تكن قليل الإيمان.
تعلمت من الإمام الصدر كما تعلمت من ذلك الرجل : مصطفى شمران أن أثق بإحساس الناس وبوجدان الناس وبحركة الناس. ومنه تعلمت بشكل خاص ان الوقت ليس مجرد تكتكة في اناء الساعة وليس مجرد غرام عقارب، بل انه مساحة للوعد واحتمال للنداء، وعمر من اجل الانتباه وتراب لنقرأ فيه حياتنا. وتعلمت منه أن الخنوع يجعل الوقت عنكبوتاً من الوهم، ويجعل العمر طريقاً للعذاب الذبيج.
في ذلك الوقت، قلت مرة في نفسي انه ليس من قبيل المصادفة ان يمتد الصحابي سليمان الفارسي فجراً في حياة المسلمين الأوائل، كما انه ليس من قبيل الصدفة أن يمتد مصطفى شمران الفارسي برقاً مضيئاً في حياة المقاومين الأوائل، الذين نهضوا في الجنوب والبقاع ومن أحزمة البؤس وأعلنوا قيامة : أفواج المقاومة اللبنانية عندما صرخ دمهم وانفجر في عين البنيه.
في لحظة ذلك الانفجار ويوم كان مصطفى شمران يكرز في قرى الجنوب ويبذر بذار الأمل الطيب في الأرض الطيبة، كان الكثيرون منكم لم يولدوا بعد، كانت الثورة والمقاومة تهمة تختبئ في مساكب التبغ وفي نشوة الماء.
إذن لمصطفى شمران الذي اعترف بحبنا والذي قرأنا فيه المواسم لمصطفى شمران القائد الذي أشعل اخضرار المقاومة في أيادينا ولمصطفى شمران الذي علمنا أن نبقى واقفين وان لا ننحني رغم السنين الثقيلة ورغم الكوابيس. وللدكتور مصطفى شمران الذي علم أجيالنا العصر وأدخلنا إلى المناهج التي تجد فرصاً للعمل. لمصطفى شمران أول مسؤول تنظيمي مركزي لحركة أمل. ولمصطفى شمران وزير دفاع الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي علمنا جميعاً كيف يكون القائد في المقدمة. للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي رسمته فارساً من فرسانها ولحركة أمل التي علمها الحرب والحب | |
|
أميرة الاحزان حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 62 نقاط : 114 تاريخ التسجيل : 01/05/2011
| موضوع: رد: من الرئيس نبيه بري إلى الدكتور شمران: الثلاثاء يونيو 21, 2011 6:49 pm | |
| | |
|