بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
إن الكثير من أهل السنة ينسبون مقولة التحريف إلى الشيعة ولا ينظرون إلى كتبهم المليئة بهذه الأقوال الباطلة . فينسبون هذا الكلام كي يبعدوا الناس عم مذهب أهل البيت .
ولكنهم لن يستطيعوا إبعاد المنصف عن المذهب الحق مهما فعلوا وصنعوا .
كنا نأمل أن تتوقف موجة التهمة لنا بأنا نعتقد بتحريف القرآن والعياذ بالله أو أن يقف بعض علماء السنة فيجيبوا أصحاب هذه التهمة، وينصحوا الذين يرفعونها شعارا وينبزون بها الشيعة ، ولكنا لم نر شيئا من ذلك مع الأسف..
فكان لا بد أن نستخرج نماذج من الأحاديث والنصوص في مصادر السنة في هذه الصفحات، راجين أن يعالجوها معالجة علمية كما نعالج نحن الروايات المشابهة في مصادرنا، وأن ينتهي هذا التنابز والقول بأن الشيعة أو السنة لا يؤمنون بالقرآن .
ذكر السيوطي في الدر المنثور :
وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف ، فمن قرأه صابراً محتسباً فله بكل حرف زوجة من الحور العين »
وقال في نفس كتابه :
قال بعض العلماء هذا العدد باعتبار ما كان قرآناً ونسخ رسمه ، وإلا فالموجود الآن لا يبلغ هذه العدة .
أقول :
هل يمكن أن ينسخ ثلثي القرآن !! . هذا كلام ليس فيه أي معنى لأن لو نسخ ثلثي القرآن لضاع منه الكثير وسنبين الآن كم هي حروف القرآن الموجود بين أيدينا :
ففي الدر المنثور :
وأخرج ابن مردويه عن عطاء الخراساني عن ابن عباس قال : جميع سور القرآن مائة وثلاث عشرة سورة المكية خمس وثمانون سورة ، والمدنية ثمانية وعشرون سورة ، وجميع آي القرآن ستة آلاف آية وست عشرة آية ، وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفاً .
وإن عدد حروف القرآن الذي بين أيدينا هو :
ثلاثمائة ألف حرف وثلاثة وعشرون ألف حرف وستمائة حرف وأحد وسبعون حرفا .
وعدد حروف القرآن التي ذكرها عمر هي :
ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف !! بما معناه أن حروف القرآن مليون حرف وسبعة وعشرون ألف حرف وعندما ننقص العدد الثاني على العدد الأول يتبين لنا :
أن عدد حروف القرآن ثلاث مئة ألف حرف وكسر، وهي لا تبلغ ثلث العدد الذي قاله الخليفة في الرواية ، فيكون مقصوده ضياع أكثر من ثلثي القرآن بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يمكن قبول رواية السيوطي بأن ما نسخ من القرآن أكثر من الثلثين !! .
وفي كنز العمال :
{ من مسند عمر رضي الله عنه } عن المسور بن مخرمة قال قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم نجد فيما أنزل علينا أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة ؟ فإنا لم نجدها قال : أسقط فيما أسقط من القرآن .
وفي الدر المنثور :
وأخرج ابن عبد البر في التمهيد من طريق عدي بن عدي بن عمير بن قزوة عن أبيه عن جده عمير بن قزوة . أن عمر بن الخطاب قال لأبي : أو ليس كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله : إن انتفاءكم من آبائكم كفر بكم؟ فقال : بلى . ثم قال : أو ليس كنا نقرأ : الولد للفراش وللعاهر الحجر . فيما فقدنا من كتاب الله؟ فقال أبي : بلى .
وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف : ألم تجد فيما أنزل علينا : أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة . فإنا لا نجدها؟ قال : أسقطت فيما أسقط من القرآن .
وأخرج أبو عبيد وابن الضريس وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عمر قال : لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله ، ما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير ولكن ليقل : قد أخذت ما ظهر منه .
أقول :
يقول عبد الرحمن بن عوف أنه أسقط في ما أسقط من القرآن !! ويقول ابن عمر لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله !! ويقول أيضا قد ذهب منه قرآن كثير !! ونرى الكثير من أهل السنة ينسبون مقولة التحريف للشيعة فيا عجبا من قلوب المغرضين التي لا زالت تسعى لصب نار حقدها على مذهب الحق .
سورة الأحزاب ضاع منها أكثر من 200 آية !! :
هنالك أحاديث في كتب أهل السنة تقول أن السورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة فإذا استندنا على هذه الأحاديث نكون قد ضيعنا من سورة الأحزاب أكثر من 200 آية .
في كنز العمال :
( من مسند عمر رضي الله عنه ) عن حذيفة قال قال لي عمر بن الخطاب :
كم تعدون سورة الأحزاب ؟ قلت ثنتين أو ثلاثا وسبعين قال إن كانت لتقارب سورة البقرة وإن كان فيها لآية الرجم .
وفي نفس الكتاب :
عن زر قال قال لي أبي بن كعب : يازر كأين تقرأ سورة الأحزاب ؟ قلت ثلاثا وسبعين آية قال : إن كانت لتضاهي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم وفي لفظ : وإن في آخرها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم فرفع فيما رفع .
أقول :
عندما نقرأ هذين الحديثين ونعمل بهما نستنتج أن سورة الأحزاب كانت تعادل سورة البقرة أو هي أكثر منها وأطول فإذا نأتي ونقول أن آيات سورة البقرة 286 وآيات سورة الأحزاب ثلاثا وسبعين آية نستنتج أن سورة الأحزاب ضاع منها 213 آية !! .
ولكن نقول أن هذه الروايات وغيرها روايات نضرب بها عرض الحائط ولا نعمل بها .
ضياع الكثير من سورة التوبة !! :
إن كتب أهل السنة مليئة بأحاديث التحريف ومن هذه الأحاديث التي تقول أن سورة التوبة ضاع الكثير منها !! .
في مجمع الزوائد :
عن حذيفة قال : التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب وما يقرؤون منها مما كنا نقرأ إلا ربعها . رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات !! .
وفي الدر المنثور :
وأخرج أبو عبيد في فضائله وابن الضريس عن أبي موسى الأشعري قال : نزلت سورة شديدة نحو براءة في الشدة ثم رفعت ، وحفظت منها : إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم .
وفي مجمع الزوائد :
وعن أبي موسى الأشعري قال : نزلت سورة نحوا من براءة فرفعت فحفظت منها : إن الله ليؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم .
أقول :
أولا إذا عملنا بهذه الأحاديث ولن نعمل بها نستنتج منها أن هنالك سورة على نحو سورة براءة ضاعت بأكملها ولم يحفظ منها إلا آية واحدة !!.
ونستنتج أيضا أننا في قرآننا الذي بين أيدينا نقرأ ربع سورة براءة وليس كلها !! .
إن هدفنا من كتابة هذا الموضوع ليس تقوية المقولة بالتحريف إنما إسكات من يتهم الشيعة بالتحريف ودفعهم إلى عدم اتهام غيرهم بما هو عندهم .