ساد الانفعال الوفود التي أمّت مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في طرابلس، رداً على الحملة التي شنها الرئيس سعد الحريري خلال المقابلة التلفزيونية الأخيرة، فانفجرت القاعة التي ضاقت بالمؤيدين بالتصفيق والهتاف لدى وصوله «الشعب يريد نجيب الحبيب»، في مؤشر واضح على أن الحملة الحريرية قد ساهمت في شدّ العصب الجماهيري المؤيد للرئيس ميقاتي في طرابلس والشمال.
وبدا واضحاً أن ميقاتي قد إتخذ قراراً حاسماً بعدم الدخول في أي من السجالات لا سيما في طرابلس على خلفية الهجوم الذي شنه الحريري عليه، والاكتفاء بالرد عبر شعار حكومته «كلنا للعمل»، فدعا أمام وفود المناطق الشعبية التي زارته الى وحدة الصف وعدم الانجرار الى أي مشكلة تلحق الضرر بالمواطن وبالمدينة، مؤكداً أن وحدة طرابلس بكل أبنائها تتقدم على كل الحسابات السياسية الأخرى، ومشدداً على ضرورة تجنب أي مشروع للفتنة يراد منه أن يؤدي الى شرذمة المدينة والاساءة الى صورتها مهما كانت الأسباب.
وخاطب ميقاتي أبناء الحارة البرانية والتبانة بالقول: المسؤولية تقع على عاتقنا جميعا، نريد أن ننمي مناطقنا، وأن نرفع الظلم والاهمال والحرمان عنها، ويكفينا ما عانيناه، لذلك علينا أن نحافظ أولاً على سلمنا الأهلي وأمننا وعدم السماح للمصطادين بالماء العكر تحقيق مآربهم المشبوهة لننطلق بورشة العمل.
كما ساهم موضوع إطلاق عدد من الموقوفين الاسلاميين وفي مقدمتهم الشيخ نبيل رحيم في كشف القرار السياسي الذي كان يمنع إطلاقهم خلال المرحلة الماضية، وذلك بعد أن أوعز رئيس الحكومة الى الأجهزة القضائية بالإسراع في بت ملفات الموقوفين لجهة تسريع الاجراءات لاطلاق سراح من لم تثبت عليهم التهم بالرغم من مرور أربع سنوات على وجود بعضهم في السجن، الأمر الذي أدى الى ارتياح عارم في صفوف أبناء المدينة ولا سيما في مناطقها الشعبية التي شهدت رفع لافتات ترحب بالموقوفين العائدين وتشكر ميقاتي على جهوده.
وتابع ميقاتي قضية الموقوفين وإطلاق سراحهم مع الأمين العام لـ«حركة التوحيد الاسلامي» الشيخ بلال شعبان الذي أشار الى أن هذا الملف متخم بالفضائح، مؤكداً أن أكثر الموقوفين لم يقدموا على أي عمل جرمي.
وكان ميقاتي استقبل شخصيات وهيئات ووفوداً من مختلف المناطق الشمالية. وأكد خلال هذه اللقاءات أن «عجلة العمل الحكومي انطلقت بزخم لمعالجة الملفات كافة سياسياً واقتصاديا واجتماعيا، لا سيما التي هي على تماس مباشر مع حياة المواطنين اليومية».
وقال: نحن ندرك حجم الأعباء الملقاة على كاهل المواطنين، والمعاناة اليومية التي يعيشونها بسبب استشراء الغلاء، وانقطاع التيار الكهربائي، وأزمة السير الخانقة التي تشل الحركة، والقلق الذي يشعرون به على الحاضر والمستقبل، ولهذا السبب فإن الحكومة ستعطي الاولوية لإيجاد حلول مقبولة لهذه المشكلات.
وأضاف: عقدنا العزم على العمل الدؤوب لدرس الملفات ومعالجتها وفق الاولويات، الى جانب المضي في ورشة إنهاض الادارة عبر إجراء التعيينات اللازمة لملء الشواغر الادارية، وضبط الانفلات الذي حصل في بعض الوزارات، وتمكين أجهزة الرقابة ممارسة دورها كاملاً للحدّ من الرشوة والفساد والمحسوبيات، وستكون هناك جلسات مكثفة لمجلس الوزراء واجتماعات وزارية متخصصة لبحث الملفات المطروحة أمامنا، وإننا على ثقة بأن التعاون المخلص بين الجميع، والعمل كفريق متجانس داخل الحكومة، سيؤدي الى ظهور النتائج المرتجاة في وقت قريب.