يبدو أن الفيروسات ستكون سلاحاً هاماً مضاداً للسرطانات. فحقنة من الفيروسات الأنكوليتيكية (Oncolytic Virus) قادرة، مثلاً، على تدمير الخلايا السرطانية من دون أن تلحق الأذى بالخلايا السليمة. في الحقيقة، فان فكرة استعمال الفيروسات ضد السرطانات ليست بالجديدة.
في السابق، تم استعمال الفيروسات بهدف حفز نظام المناعة المكتسبة بالجسم على شن هجمات على الكتل الخبيثة بالجسم. أما التقدم، الذي أحرزته العلوم الجينية، فانه ساعد في تعديل الفيروسات، جينياً، قبل توجيهها مباشرة الى موقع السرطان بالجسم. ونجد، بين هذه الفيروسات، المعدلة جينياً، واحد معروف باسم (OncoVex) وهو فيروس الهربس من النوع واحد، الذي يصيب الشفتين. ولقد أثبت الفيروس فاعلية مقبولة في مكافحة سرطان الجلد "ميلانوما" عن طريق حقنه مباشرة داخل كتلة الورم.
من جانبهم، لجأ الباحثون الكنديون الى فيروس آخر، ينتمي الى عائلة الفيروسات المستعملة لعلاج الجدري، أطلق عليه اسم (JX-594)، للوصول الى الكتل الورمية الخبيثة المنتشرة بالجسم. ويتم حقن هذا النوع من الفيروسات المضادة للجدري على خمس دفعات، في جسم المريض. علاوة على ذلك، لوحظ أن هذا الفيروس يتكاثر حصراً في الأنسجة السرطانية. وما يزال هذا العلاج الفريد، على شكل لقاح، في مرحلته الاختبارية.
الى الآن، يفيدنا الباحثون أن مرضى السرطان، الذي خضعوا لجرعات عالية من فيروس (JX-594)، سجل لديهم توقفاً في نمو الكتلة السرطانية. كما أن الاعراض الجانبية للعلاج الفيروسي كانت محدودة، ما يشجع المرضى على المضي قدماً به. وتشابه الأعراض الجانبية تلك المسجلة لدى التعرض للرشح. كما أنها تستمر لأقل من نهار واحد.