توضّأ داوود وإخوانه ..
ووجّهوا وجههم للذي فطر السّماوات والأرض ..
والقبلة الجنوب ..
هناك حيث بوصلة القلب تشير ..
غمسوا مجاذفهم ..
ومخروا عباب بحر الشّهادة ..
كما الإمام علي امتدت له يد من ربّاه ...
امتدّت لهم أيدي ربائبهم ..
الذين حنوا عليهم ..
لكنّهم كانوا أعقّ من ابن ملجم ..
في قعر سجودهم في محراب الشّهادة ..
استلّ أحفاد ابن ملجم سيوفهم المسمومة بكراهيّتهم وحقدهم ..
وجاؤوا للنّيل من من لم يوافق على رهن الجنوب لمشاريعهم ...
داوود داوود .. الأسد الذي أرعب جيش اسرائيل ..
وقائد أوّل عمليّة اقتحام في تاريخ المقاومة اللبنانيّة ...
محمود فقيه ...
الكادر الإسلاميّ الفذّ ...
والمثقِّف بثقافة الإسلام المحمّديّ ..
والمجاهد الذي لم يستطع جيش الإحتلال النّيل منه ...
و المنظّم الأوّل للمقاومة في الجنوب بعد أن استدعاه الرئيس بري من طهران ..
حسن سبيتي .. رفيق درب القادة ..
في الحياة والممات ..
أبت روحه الطاهرة الّا أن تعانق دماء داوود ومحمود ...
قتلوهم .. كي ينضب الزّيت في سراج أمل ..
لكنّهم جهلوا أنّ الشّهادة هي زيت سراجنا ..
وقمح بيادرنا ..
أولسنا على الحق؟؟
إذاً لا نبالي ...
أوقعنا على الموت ...
أم وقع الموت علينا ...
عهدا لكم يا قادتي ..
على دربكم ..
على العهد و الوعد
أمناء على النّهج ..
وتبقى دماؤكم الشّاهدة والشّهيدة ..
سراجها يحرق كيدهم ...