هي الإنطلاقة من نجيع كربلاء ، هي من شذرات عطر الدماء في الأرض التي تحولت إلى بركان متفجّر تحت أقدام الغزاة ، إنها إليكم إينما كنتم ، هي نسيج جهادكم المستمر والطويل ، هي شهادتكم في يوم مولدكم سقطتم دفاعاً عن لبنان ، كلّ لبنان ، يوم رأيتم الرحمن فأحببتموه ، وعلمتم أن في طريق الموت حياة أخرى ، هي لكم في عليائكم ، هي ثورة حسينية متجددة ، رفعتم أصواتكم بملء حناجركم في وجوه طغاة وجبابرة الأرض ، أقسمتم اليمين بأن لا تهدأوا ولا تستكينوا حتى تتحق جميع المطالب ، فكانت الوعود حبراً على ورق ، وشيكّاً بلا رصيد ، من رجالات أشبه بالرجال ، هم رؤوس الإقطاع المتحكّم في لبنان ، هم الذين عاثوا في الأرض فساداً ، ومنذ فجر يوم الإستقلال ، وهيهات أن يبقى المارد العملاق في القمم ، فأبى المارد إلا أن يجرّد حسامه في وجه عدوين حاقدين ، ( الحرمان ، والعدو الصهيوني ) لهما أطماع لا تحدُّ ولا تحصى ، وقف الإمام الصدر بين الجموع الغفيرة ، معلناً ثورته المتجددة في وجه الحكام والرؤساء والملوك وسماسرة الأرض والدماء ، حيث قال لهم فاليعلموا أن الحسين لم يقتل بالسيف ، إنه حيّ في عقولنا ، في ضمائرنا ، في عروقنا ، في دماؤنا ، في أجسادنا وشراييننا ، في أطهرنا ، في أرضنا وماؤنا ، في تلالنا وهضابنا ، في سهولنا وجبالنا ، في بحرنا وشاطئنا ، في أنهارنا وجداولنا ، في أشجارنا وشمسنا ، في قمرنا ونجمنا وفي ليلة بدرنا ، في ظلمتنا ونورنا ، في دمعتنا الساكبة ، في رجالنا ونساؤنا ، في أطفالنا وشيبنا وشبابنا ، أقسمنا بالله بأن لا نهدأ ، ولن نهدأ ، طالما العدو يتربّص بنا ، وطالما الحرمان ينهش بإجسادنا قتلاً وفتكاً ، هي هي ثورة كربلاء الحسين تتجدد على يد حفيده ، ولكن المسافة قصيرة ، بين لبنان وكربلاء ، ووجهة القلب واحدة ، هي نفسها معركة الحسين ضد الباطل ، قلت لهم سيّدي إننا ننطلق من مظلوميتنا ، لأن الظلم لن يبقى ولم يستمر ، سيهزم أمام مظلومية من عشق كربلاء وأحبها ، هي ولادة مباركة في وجه الظلم وعوناً للمظلومية ...
17/3/1974 ... انطلاقة حركة المحرومين كل المحرومين "حركة أمل" اليكم تصميم ذكرى الإنطلاقة