كويتي شيعي حركي جديد
الاعلام : عدد المساهمات : 202 نقاط : 358 تاريخ التسجيل : 21/01/2011
| موضوع: ما هي حركة أمل ؟؟ الأحد يناير 23, 2011 5:39 am | |
| حركة أمل: دعا الإمام السيد موسى الصدر في خطاب ألقاه بتاريخ 20/1/1975، بمناسبة ذكرى عاشوراء، المواطنين اللبنانيين إلى تشكيل مقاومة لبنانية تتصدى للاعتداءات الإسرائيلية.
إنّ حركة المحرومين هي حركة الجميع، إنّها تتبنّى الحاجات وتنظر إلى حرمان المواطنين، وتدري الحلول وتتحرك فوراً لأجلها وتناضل إلى جانب المحرومين إلى النهاية إنها حركة اللبنانيين كل اللبنانيين، إنّها حركة اللبناني نحو الأفضل.. ترأّس حركة أمل بعد السيّد موسى الصدر الرئيس حسين الحسيني، والذي كان رئيساً للمجلس النيابي، أمّا الآن فيرأس الحركة الاستاذ نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني.
تأسيس الحركة أعلن السيد موسى الصدر في مؤتمر صحفي عقده بتاريخ 6/7/1975، إثر إنفجار وقع في معسكر تدريبي لحركة فتح في قرية عين البنية, قضاء بعلبك الهرمل, ولادة أفواج المقاومة اللبنانية التي أختصرت ب "أمل". قتل في الإنفجار أكثر من 35 شاباً. جاء الإنفجار في وقت كان لبنان فيه مسرحاً لإنفجارات مشابهة. وأصبح الحادث بمثابة معمودية النار للأفواج المنبثقة عن حركة المحرومين التي كان الصدر أسسها في السابق.
كان الدافع الرئيس وراء تشكيل الميليشيات المسلحة للحركة بحسب السيد, انه يرى مطامع إسرائيل في جنوب لبنان, ما يتجاوز الحياة والأرض وإنها تريد أن توطن الفلسطينيين وتنهي قضيتهم. وهم في المقابل يحملون السلاح من أجل العودة إلى أرضهم. لذلك وجب مشاركتهم في صراعهم المسلح مع إسرائيل حتى العودة. فوق ذلك كانت الحرب الأهلية اللبنانية قد امتدت إلى أكثر من منطقة وكان الصدر يتخوف أن تمتد لتشمل كل لبنان, وبالتالي لن توفر أي طائفة. وكانت قناعته أن الدولة أعجز من أن توفر الحماية لمواطنيها وأن الفرقاء المتصارعين سيتقاسمون مؤسساتها في ظل الخلل الفاضح في سياستها. عمل الصدر تحت هذه الظروف على الحفاظ على السرية في تأسيسه لحركة أمل, إلا أن وقوع الإنفجار دفعه إلى الإعلان عن ولادة الحركة.
جاء إعلان ولادة الحركة رسميا لقطع الطريق على أي محاولات من أطراف أخرى لوأد المساعي التي بذلها الصدر لتنظيم العمل السياسي والعسكري للطائفة الشيعية في لبنان. وبحسب السيد الصدر أيضا وفاءا لتضحيات اللبنانيين. رغم التأكيد على رفضه الإنجرار إلى الحرب الأهلية.
إعلان المقاومة اللبنانية
إعلان المقاومة اللبنانية
مع تمدد وتوسع انتشار الحركة بشكل كبير في المناطق اللبنانية اصطدم عناصر الحركة ببعض الأطراف والاحزاب الفلسطينية واللبنانية وخصوصا مع حزب البعث العراقي الذي حاول التضييق على تحركات الحركيين وتطور الأمر إلى وقوع اشتباكات عنيفة في الجنوب وضواحي بيروت كما حصل حول جريدة بيروت التابعة للبعث العراقي والكائنة في منطقة الشياح حيث استطاع مقاتلو الحركة السيطرة عليها بالكامل وبالتالي نجحت الحركة في حماية مناطق تواجدها .
وفيما كانت الحركة في طور إعداد نفسها حدث أن انقلبت الأوضاع رأساً على عقب إثر الغزو الإسرائيلي الواسع للبنان عام 1982 فاستنفرت الحركة مقاتليها في الجنوب وبيروت والبقاع وخاض مجاهدوها أشرس المعارك ضد قوات الاحتلال لا سيما في منطقة خلده عند مدخل العاصمة بيروت واستبسلوا في المقاومة بعد أن حاولت وحدات من النخبة في الجيش الإسرائيلي تنفيذ عملية إنزال بحرية على شاطئ خلده فتصدوا لتلك المحاولة واستطاعوا من قتل وجرح عدد من ضباط جنود العدو بينهم نائب رئيس الاركان الإسرائيلي قائد الهجوم والاستيلاء على عدد من الاليات والقطع العسكرية تركها الجيش الإسرائيلي في ارض المعركة وفقد الإسرائيليون صوابهم .
شكلت مواجهات خلدة نقطة تحول أساسية في تاريخ الحركة ومقاومتها وكان لمشهد استيلاء مجاهدوا الحركة على الغنائم العسكرية الإسرائيلية أن هز الرأي العام اللبناني والعربي كونه مشهد فريد من نوعه وغير مسبوق في كل المواجهات والحروب العربية والإسرائيلية.
وكانت هذه النقطة الفاصلة في مصير لبنان حيث أطلق يومها الأخ الرئيس المقاومة اللبنانية ضد إسرائيل والتي خاضت عدة معارك ومواجهات وعمليات وقدمت الألاف من الشهداء الذين سقطوا في عمليات نوعية ومواجهات مباشرة ومجازر ارتكبها جيش العدو واغتيالات على أيدي العملاء .
وكان الأخ الرئيس قد أطلق هذا المشروع الإستشهادي في وقت كان لبنان يتخبط داخلياً في معارك أهلية والتي كانت الحركة وعلى راسها الأخ الرئيس يسعون لتهدأتها كي يتسنى التفرغ لمقاومة هذا الإحتلال .
مع دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى بيروت وخروج منظمة التحرير الفلسطينية منها وما رافق ذلك من أجواء متوترة ومشحونة في البلاد اثر تشتت أحزاب الحركة الوطنية وحال الضياع التي سيطرت على الجميع عقب انتخاب أمين الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية، راح نبيه بري يعمل في كل الاتجاهات في محاولة لإعادة استنهاض الحركة والقوى الحزبية وظل على اتصال دائم بعدد واسع من الشخصيات في مقدمهم رشيد كرامي وسليم الحص ووليد جنبلاط وغيرهم من قادة الأحزاب كما كثف اتصالاته مع القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس حافظ الأسد وتوثقت علاقته به إلى حد بعيد.
راقبت الحركة بكثير من الحذر بدايات عهد الرئيس أمين الجميل وسياساته ولم يوفر رئيس الحركة فرصة إلا وكان يطلق فيها موقف أو تصريح ينتقد فيه الممارسات والقرارات الحكومية ؛ لكن مع شروع الرئيس أمين الجميل في مفاوضات مع الإسرائيليين عام 1983 أعلنت الحركة معارضتها الشديدة لهذه المفاوضات وبدأت بالتحرك على الأرض لكن الحكم اللبناني لم يأبه لكل الاعتراضات وواصل مفاوضاته التي نتج عنها اتفاق 17 أيار وهنا ثارت الحركة وقررت إسقاط الاتفاق بكل الوسائل .
لم يكتفي نبيه بري بإطلاق المواقف الصارخة ضد إسرائيل واتفاق 17 ايار بل راح يخطط ويفكر مع مسؤولي الحركة الميدانيين في الجنوب في كيفية تنظيم مجموعات مدربة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي والتأسيس لحالة مواجهة دائمة مع العدو من خلال التعبئة وحث الناس والجماهير على المقاومة والصمود .
في منتصف العام 1983 عقدت الحركة مؤتمرها العام الخامس وفاز نبيه بري بالتزكية وإجماع أعضاء المؤتمر رئيساً لحركة أمل بعد أن جرى إقرار صيغة تنظيمية جديدة لهيكلية الحركة وانتخب العقيد المتقاعد عاكف حيدر نائبا للرئيس ورئيساً للمكتب السياسي وحسن هاشم رئيساً للهيئة التنفيذية.
انطلق مجاهدوا الحركة في خوض عمليات واسعة ضد جنود الاحتلال أينما كان في قرى الجنوب التي تحولت إلى قرى مواجهة حتى أصبح في كل قرية حكاية مع بطولات المقاومة ضد الإسرائيليين فالتفت الناس كل الناس حول الحركة أطفال وشيوخ ونساء راحوا يدافعون ويقدمون أغلى ما لديهم فداء للحركة التي سطر مجاهدوها أروع البطولات ضد الاحتلال.
دخل لبنان تاريخ وعصر جديد بعد انتفاضة السادس من شباط عام 1984 التي غيرت مجرى الأحداث وقلبت موازين القوى رأسا فزلزال الانتفاضة شكل صدمة كبيرة وعنيفة لحكم الرئيس أمين الجميل الذي كان قد بدأ بالتصدع والتفكك نتيجة المقاطعة السياسية والشعبية له خصوصا من الاطراف والقوى الوطنية والاسلامية تحديدا فدخلت البلاد في أخطر المراحل بعد الانقسام السياسي والعسكري فتسارعت الوساطات والاتصالات الداخلية والخارجية لإنقاذ الموقف ومنع انهيار البلاد/ ونجحت المساعي بالتالي في حمل الأطراف المتصارعة للذهاب إلى مؤتمر لوزان الذي شارك فيه أقطاب السياسية والحرب في لبنان وحضره عصبا الانتفاضة نبيه بري ووليد جنبلاط بعد أن استطاعا إسقاط اتفاق 17 أيار وارغام الرئيس أمين الجميل التراجع عنه وشكل مؤتمر لوزان نقطة تحول هامة وبداية علاقة بين المعارضة والحكم برئاسة أمين الجميل أدت فيما بعد وتحديدا في نيسان من العام 1984 إلى مشاركة رئيس الحركة نبيه بري كوزير في حكومة الوحدة الوطنية التي شكلها الرئيس رشيد كرامي وكانت المرة الأولى التي يتولى فيها نبيه بري منصب رسمي رفيع في الدولة اللبنانية.
وفرت انتفاضة 6 شباط ارضية وقاعدة خلفية صلبة وقوية لدعم المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي فعملت حركة امل ليل نهار على توفير المستلزمات العسكرية الضرورية لمقاوميها في الجنوب الذي كان يشهد غليانا وتصاعداً واسعاً للعمليات والمواجهات ضد الجنود الإسرائيليين وتحولت الحركة إلى راس حربة للمقاومة وقدمت الشهيد تلو الشهيد بعدما اربكت حركة الإسرائيليين وكبدتهم خسائر فادحة وأمام كل هذا لجاءت قوات الاحتلال إلى استخدام أسلوب المجازر والاغتيالات وتصفية مسئولي المقاومة وعناصرها البارزة كما حصل مع المقاوم الحركي مرشد نحاس الذي اغتالته وحدة من المخابرات الإسرائيلية في بلدته بدياس عام 1984 ونتيجة للعمليات الوحشية الإسرائيلية اندفع الجنوبيون للمواجهة بصدورهم العارية لكسر القبضة الحديدية التي فرضتها إسرائيل على بعض القرى والبلدات الجنوبية فاقدم المجاهد الحركي الشاب بلال فحص على تفجير نفسه بدورية عسكرية إسرائيلية في منطقة الزهراني في 16 حزيران من العام 1984 ليكون أول استشهادي لبناني يشق الدرب أمام استشهاديين آخرين ويصبح رمزاً لكل المقاومين الأبطال.
لم يهدأ مجاهدوا الحركة فبعد عملية الشهيد بلال فحص انتفض الجنوب كله وكانت العملية الإستشهادية الثانية للمجاهد الحركي حسن قصير الذي اقتحم بسيارته قافلة عسكرية إسرائيلية على طريق البرج الشمالي في صور بالقرب من مؤسسة جبل عامل المهنية فسقط عشرات القتلى والجرحى من الإسرائيليين اللذين ذهلوا من الضربات المتتالية التي شكلت منعطفاً أساسيا في المواجهة ضد الإسرائيليين.
تزلزلت الأرض تحت أقدام الإسرائيليين نتيجة ضربات المقاومة الشديدة وكان المقاومان محمد سعد وخليل جرادي أثناءها المحركان الميدانيان لجميع عمليات الحركة والمطاردان من قبل قوات الاحتلال التي شنت أوسع عمليات دهم للقرى والبلدات في محاولة للبحث عنهما واعتقالهما ولما عجز جنود العدو عن ذلك أوكل الأمر إلى المخابرات الإسرائيلية التي جندت كل طاقاتها وامكانياتها للقضاء عليهما فاستطاعت بمعاونة عدد من عملائها في الجنوب من تدبير عملية تفجير ضخمة لحسينية بلدة معركة في 4 اذار من العام 1985 وكان محمد سعد وخليل جرادي بداخلها فوقعت مجزرة كبيرة استشهدا فيها قائدا المقاومة والعديد من أبناء البلدة فثار الجنوب كله لإغتيال البطلان محمد سعد وخليل جرادي.
هبّ الجنوب كله في وجه الإسرائيليين واستطاع مقاوموا الحركة من تنفيذ سلسلة من العمليات الجريئة والبطولية كما حصل في بلدة دير قانون حين اقتحمت مجموعة من المقاومين على راسهم القيادي الحركي البارز داوود داوود موقعا عسكريا اسرائيليا ضخما وحررته لساعات عدة ورفعت أعلام الحركة فوقه ونتيجة تلك الضربات والخسائر الجسيمة التي تكبدتها اضطرت قوات الاحتلال عام 1985 على الانسحاب من قرى صيدا وصور والنبطية بشكل تدريجي فحققت الحركة نصراً كبيراً فالتفت الجماهير حولها وتحول رئيسها نبيه بري إلى رمز وقائد للمقاومة فامتلك شعبية هائلة قل نظيرها في لبنان حتى ذاع صيته خارج لبنان وبات محط الأنظار وراحت وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والعالمية تتسابق لنقل أخباره وأخبار الحركة. | |
|