لقد ادرك العدو الصهيوني والادارة الامريكية ان الشهيد القائد الرمز اصبح يشكل عقبة في وجه مخططاتهم الشيطانية التي سعوا لتمريرها في المنطقة بعد موقفه الواضح في كامب ديفيد الثانية، والذي فاجأ الكثير بمن فيهم اعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح، والذين كانوا يعتقدوا انه سوف يقوم بالتوقيع على ما يعرض عليه، ونتيجة لهذا الرفض الذي كان مؤكداً لمن يعرف الختيار، تم حصاره وبقي وحيداً في حصاره وتخلى عنه الكثير من الذين كانوا يتقربوا اليه زلفى عندما كانت م.ت.ف في اوج عزها، وحتى شعبنا كان سلبياً في تعامله مع الحصار الذي فرض عليه، ولم يكتف العدو الصهيوني وامريكا وادواتهم العربية بذلك بل تمكن العدو الصهيوني من الوصول اليه وتسميمه لأبعاده عن الساحة الفلسطينية نهائياً لإدراكهم جيداً ماذا كان يمثل ابو عمار بالنسبة للثورة وللشعب، وبعد إستشهاده سرعت الشائعات كما سرت من قبل شائعات كثيرة وكلها تحاول النيل ليس من صورة ابو عمار في عيون المناضلين والاحرار والشرفاء في العالم، بل ولتسيء للشعب الفلسطيني بأكمله من خلال تشويه قائد ثورته.
قد يستوعب الفلسطيني ان يقوم العدو الصهيوني وامريكا واذنابهم في المنطقة بهذا التشويه المتعمد لإبعاد تهمة تسميمه عن العدو الصهيوني وتشويه صورة الثورة وقائدها في عيون جماهيرها، لكن ان يقوم بذلك ممن هم من ابناء جلدتنا ولحسابات لا يعلمها الا الله فهذا ما لا يمكن تصوره، حيث ان وبعد ان اطلق الاخ بسام ابو الشريف قنبلته التي فتحت باب التساؤلات على مصراعيه دون اية إجابة واضحة، قامت الجزيرة بإستضافة الدكتور اشرف الكردي الطبيب الخاص للختيار وقد تحدث بالتفصيل عن كل ما جرى وعند حديثه عن تلقيه الرسالة عبر البريد الإلكتروني من قبل الاطباء الفرنسيين والذي كان لهم هدف من إرسال هذه الرسالة الاولى والاخيرة كما قال فيما بعد في لقاءه مع تلفزيون الحوار في برنامج أضواء على الاحداث ان ابو عمار كان مصاباً بالإيدز، تم إنهاء الحوار مع الدكتور أشرف دون ان يكمل حديثه، إضافة الى تعليق من المذيع جمال ريان الذي وجه كلامه الى خديجة بن قنة والذي بدا كأنه حصل على معلومة خطيرة عن الشهيد ابو عمار دون ان يدعوا الدكتور يكمل حديثه.
بداية لا يمكن ان يكون ذلك خلل فني حصل عند هذه المعلومة بالضبط والناقصة اصلاً، والا لتم الإعتذار عن ذلك وقاموا بتوضيح الصورة للمشاهد وخاصة ان الدكتور لم ينهي حديثه، وبالتأكيد فإن ذلك مقصود من الجزيرة التي لا تتمتع بأي حيادية كما إدعى وضاح خنفر في اخيراً في احدى مقابلاته مع الجزيرة، وبالتالي فأن الجزيرة والتي لم يعد يستوعب المشاهد في اي خندق تقف، لا تتصيد في الماء العكر بل انها تشارك في مؤامرة تشوية النضال الفلسطيني، ولكن الذي يؤسف له ان يسكت الفلسطيني جمال ريان وابنة الجزائر ـ ارض المليون ونصف شهيد (وهي الانسانة الملتزمة دينياً والتي تدرك ماذا يقول الله عز وجل في كتابه العزيز) عن هذه المواقف التي تمارسها الجزيرة، وخاصة ان الصحافة مهمة المتاعب ونقل الحقيقة وقول كلمة الحق وليست الراتب والعروض المغرية فقط.
ولكل من يحاول تشويه تاريخ ابو عمار نقول: لا كل امكانياتكم ومعداتكم وادواتكم الاعلامية وإعلام اسيادكم تستطيع ان تنال من تاريخ ابو عمار، والتاريخ ماثل امام اعينكم، فشعبية ابو عمار ازدادت اكثر بعد إستشهاده وادرك الكثير من الذين كانوا يقفوا ضده في حياته حقيقة ابو عمار وقيمته بعد إستشهاده، لا بل ان الاخرين يحاولوا ان يكسبوا شعبية وعطف الجماهير من خلال التباكي على ابو عمار، لانهم يدركوا ان شعبنا الذي كان سلبياً في مواجهة حصار الشهيد القائد الخالد، أدرك اهمية ابو عمار بعد غيابه ومدى حاجته الماسه لوجود ابو عمار في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية والتشرذم الحاصل الان بعد الانقلاب الذي قامت به حماس في غزة، وقد عبرت الجماهير عن ذلك بوضوح في ذكرى إستشهاده الذي حاول ان يستغلها البعض من قيادات الغفلة في فتح ويستثمرها لصالحه.