وردة الجنوب مشرفة قسم الاسلامي
الاعلام : عدد المساهمات : 441 نقاط : 784 تاريخ التسجيل : 30/12/2010 الموقع : لبنان
| موضوع: الشهيد القائد سعيد أسعد مواسي الجمعة مارس 04, 2011 8:31 am | |
|
نبذة مختصرة:
الاسم: سعيد أسعد مواسي الاسم الحركي : طارق اسم الأم: فاطمة قوصان محل وتاريخ الولادة: عيترون 1964 رقم السجل: 188 محل وتاريخ الاستشهاد: ميس الجبل 1 - 1 – 1986
الولادة المباركة:
من جبل عامل من أرض أبا ذر الغفاري و في إحدى قرى المواجهة و الصمود عيترون كانت الولادة المباركة للشهيد القائد سعيد أسعد مواسي لعام 1964 في بلدته عيترون التي نشأ وتربى وعاش طفولته فيها. وفي مدرسة البلدة كان الشهيد السعيد من المتوفقين في دراسته في جميع صفوفها و كان يعود من المدرسة ليساعد أهله في عملهم الزراعي , فتعلَّم من الأرض التي ترعرع بين شتولها كيف يحرثُ روحه بمحراث التقوى لينبت فيها نفساً محمدية وشجاعة حيدرية و صرخة حسينية عاشورائية ضد الظلم و الطغيان وروحه الأصيلة تفوح منها روائح الجنة المعطَّرة بصلاة السالكين وصيام الراغبين ودنيا الزاهدين. ومن هذا المنطلق لم يكن من الصعب عليه لصغر سنه الاحساس بالخطر الصهيوني المحدق بأرضه و شعبه.
قصة مع أمه :
وفي إحدى المرات رأته أمه، وكان حينها ابن عشر سنوات، يحمل سلاحاً أمام المدرسة، فخافت عليه وأخبرته أن المدرسة للعلم، فأجابها إن العلم والسلاح لا ينفصلان.
اللقاء مع الدكتور مصطفى شمران:
والشهيد منذ ريعان شبابه أحب الامام الصدر و عشقه وكانت كلمات الامام تدخل قلبه و وجدانه و تأثر بها كثيراً , فانتقل الشهيد من بلدته الى صور التي عرفته مساجدها اذ أن الشهيد كان يواظب الحضور في المسجد لقراءة القرآن ولصلاة الجماعة وغيرها من الامور الدينية والانتقال كان لمتابعة دراسته حيث التقاه هناك الدكتور مصطفى شمران، وكان لا بد للدكتور شمران أن يصطاد من صمت سعيد مكنونات روحه المتميزة، فاستشف من الهدوء روحاً وثَّابة وحماسة قلّ نظيرها، بالمقابل كان لا بدّ للتلميذ أن يكون مجتهداً وسائراً في الطريق الذي أرشده إليه أستاذه خصوصاً وأن الوضع في الجنوب كان ضبابياً في مرحلة التأسيس لمشروع صهيوني على أرض لبنان، فكان لا بد من فهم خطورة تلك المرحلة والتهيؤ لها بشتى الوسائل؛ الثقافية، العلمية،والعسكرية... فأنخرط بأفواج المقاومة اللبنانية – أمل ليسلك درب الجهاد و المقاومة لينال الشهادة التي طالماكان ينتظرها ,لم تكن مرحلة الالتقاء والتتلمذ على يدي الدكتور شمران فقط نقطة تحول لحياة الجهاد في حياة سعيد، بل صقلت فيه الكثير من الأفكار والعقائد التي سعى إلى إيجادها في نفسه، ليكمل بعد ذلك ليس مسيرة تفوقه في دراسته فحسب، بل لتزداد شخصيته تألقاً وتميزاً. انتقل من صور إلى صيدا لإنهاء دراسته المهنية في اختصاص الالكترونيات التي برع فيها، لتصبح عيترون البعيدة عن أعينه، ساكنة في روحه و قلبه و عقله و كانت تؤلمه الغربة عن عائلته و أحبابه , ولكن المسافة طالت بعد نجاحه و تفوقه في المهنية لانه عزم على السفر الى دمشق لمتابعة دراسته الجامعية , وعندما كان هناك اجتاحت القوات الصهيونية أراضي لبنان، فحزم حقائب الرجوع على عجل، ليحمل السلاح ولتبدأ رحلة الجهاد الطويلة.
من أقواله الجهادية:
- إن الذي يريد سلوك طريق المقاومة سيجوع ويعطش وسينام في العراء.
- إن أردتم العزَّة فقدِّموا أرواحكم رخيصة لتبقى الحياة عزيزة للأجيال القادمة، واكتبوا على صفحات أيامكم تاريخاً مشرِّف.
هذه بعض من كلماته التي كان يقولها لاخوانه من مجاهدي أفواج المقاومة اللبنانية أمل و يحثهم على العطاء و بذل المهج ضد الغطرسة الصهيونية و الاحتلال الاسرائيلي و كان يبين لهم أهمية هذا العمل وثوابه العظيم عند الله سبحانه و تعالى فكان المثال للقدوة عند إخوانه المجاهدين الأبطال .
رحلة الجهاد و المقاومة:
طارق
بعد عودته من السفر , لم يأوِ سعيد إلى بيت، ولا التقى بالإخوة والرفاق إلا لماماً، فقد كانت المغاور سكناه، والسماء سطح ليله، والعشب الطري طعامه، والقرآن رفيق دربه، والدعاء على عتبات الإمام الحجة مناجاة سَحَره، وهمُّه مقارعة العدو الإسرائيلي عند كل مفترق طريق، وفي كل قرية، فلم يهدأ ولم يتعب .وكان الشهيد واضع امام عينيه الشهادة لذلك كانت للشهيد ثقافة جهادية عالية التي سعى الى تطويرها دائماً الى جانب ثقافته الدينية التي إكتسبها من المجالس الحسينية و المحاضرات الدينية التي ولدت له العشق لآل بيت المصطفى (ص) . أخذت المقاومة كل إهتمام الشهيد إذ أنه لم يفكر بملذات الدنيا ومتطلباتها فكان السلاح زينته كما تعلم من الامام موسى الصدر الذي يقول بأن السلاح زينة الرجال و كان ملتزم التزاماً شديداً بمقولة الامام الصدر وهي أن اسرائيل شر مطلق و التعامل معها حرام . كانت رحلته إلى إيران، قبل أسبوع واحد من شهادته، زيارة متميزة، حيث تشرف بلقاء الامام الخميني(قده)، وعندما اقترب ليسلم على الإمام طلب إليه أن يدعو له بالشهادة. وهناك، على التلال المشرفة على عيترون، ومع فجر اليوم الأول من عام 1986، وبعد ليل قضاه بعض الناس بالسهر على أصوات الموسيقى الصاخبة احتفالاً بقدوم العام الجديد، كان سعيد ومجموعة من المجاهدين يتهيئون لإقامة حفلةٍ من نوع آخر، فساروا في وعر الأودية وسلاحهم الملقَّم بالرصاص جاهز لقتل اليهود، غير أن سعيد لاحظ وجود تحركات غريبة فطلب إلى رفاقه الانسحاب ليؤمن تغطيتهم بعد أن بدأت الرشاشات الصهيونية تمطرهم بوابل الرصاص. بقي سعيد وحيداً يقاتلهم وجهاً لوجه وأبى أن يبقى رفاقه فريسة الكمين الصهيوني، وكان نداء "يا زهراء" جسر عبوره إلى المكان الذي طالما سعت روحه إليه، وقد حمل دمه على كفه ولطخ به جسده ليقدمه قرباناً للسيدة الزهراء (ع) ختم وفاءٍ للعهد الحسيني.
أيها القائد في ذكرى استشهادك أحمل اليك باسم كل مجاهد ومقاوم, باسم كل شبل وزهرة وقائد أجمل كلمة اليك.
لك منا الوفاء, ولدمك الطاهر كل الولاء, لأننا نعلم وندرك أنك لم تمت في حرب ردات الفعل ولكنك استشهدت في معارك العزة والشرف والقيم والعقائد.
تأتي الذكرى ونحن نأتي معها إلى سجل الخلود لندوِّن في صفحاته الحمراء.. هنيئاً لحركة قادتها شهداء على طريق الله...إلى جنان الخلد قضيت لأنك كتبت بدمك الطاهر, هيهات منا الذلة.
عهداً لشهدائنا الأبرار أن نحفظ لبنان وفي قلبه الجنوب وأن تستمرّ مسيرة حركة أمل ...
| |
|