لو أُخذت عينات جزئية من حرارة ارض وسماء عين التينة في اليوم الثالث عشر لحرب تموز 2006 لسجلت معدلات لا تلتقطها مراصد الضغط الجوي ولن تلمحها عيون المدعو «ريختر» القابض على رصد الأرض وما تحتها.
لقد أمضت كوندوليسا رايس بضع وقت في عين التينة التي استبدلت أسمها آنذاك بعين العاصفة، وبخلاف ورد السرايا وأحمره، فإن آنسة الخارجية الاميركية لم تجد في قصر الرئاسة الثانية سوى شوك الرفض لطروحات صيغت على شكل مشروع حرب «يطير البلد» وفقاً لتوصيف الرئيس نبيه بري.
واذا كانت هذه الحلقة ستضرب عميقاً في الصياغات الأميركية وما تلاها من ردود لبنانية فإن بين سطورها سطور لم تُقرأ من قبل، وبخط سيدٍ خطّ سير المعركة التي كانت قد بلغت أوجها في مربع بنت جبيل ـ مارون ـ عيثرون ـ عيناثا.. وباقتحام المقاومين لمستعمرة «أفيفيم».
صفحة واحدة بتوقيع «أخوك حسن»، جمعت عنفوان اللحظة معطوفاً على رهان النصر والمُطعّم بثقة «ممتازة للمجاهدين في الميدان» ومثلها ثقة «ممتازة» بالمجاهد السياسي نبيه بري الرجل الذي قارع رئيسة الدبلوماسية الأميركية بلا قفازات.. منزوع الحفاوة كباقي السرايات، محاولاً التعويض بالمكاسب السياسية عن مشهد عوكر الآخذ بالمراهنات الخاسرة... ولو أن هناك من يقول إن ما قالته رايس كان ألطف بكثير مما قاله بعض لبنانيي ذلك الزمن.
انتهت زيارة رايس وتوجّهت الى إسرائيل لأخذ التقارير من غرفة عمليات عمير بيريتس السوداء في تل أبيب، فيما بدأنا في بيروت، رحلة الاستعداد لمؤتمر روما الذي رسمت له وظيفة سياسية، وقررنا، في غرفة عمليات عين التينة، تعديلها بموقف لبناني موحّد.
انه يوم الاثنين في 24/7/2006. يجري الرئيس نبيه بري لقاءات عادية مع مجموعة من الشخصيات بينها السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة، نقل إليه وزير الخارجية فوزي صلوخ أن السفير الأميركي جيفري فيلتمان زاره وأبلغه أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس ستصل اليوم إلى بيروت وأنها تودّ لقاءه بعد زيارتها الرئيس فؤاد السنيورة في السرايا.
لدى وصولها إلى السرايا الحكومية في الساعة الثانية والدقيقة العاشرة، كان الرئيس بري في مكتبه، وكنا في المكتب المجاور له، ناديناه ليراقب مشهد وصول رايس تلفزيونياً، وكان الوزير فوزي صلوخ في انتظارها مع مسؤولي القصر الحكومي، استغرب الرئيس بري لماذا لم تنزل من السيارة وبقيت لوقت أثار الحيرة التي انجلت مع وصول السنيورة حيث ترجّلت ومعها مساعدها ديفيد ولش. لم يستطع الرئيس بري إكمال رؤية هذا المشهد، دخل المكتب وتبعناه، قال لنا «من المؤسف أن نرى هذا، لا يجوز في هذه اللحظة أن نستخفّ بمعنوياتنا، إنها إهانة لكل اللبنانيين»، ورفض لاحقاً تبرير صلوخ بأنها تعتبر نفسها الوزيرة الأولى وهي بمرتبة رئيس حكومة.
في السرايا، كما بلغنا من أحد المشاركين في اللقاء، أكدت رايس تعاطفها مع اللبنانيين ونقلت من الرئيس الأميركي جورج بوش ومنها شخصياً «الدعم القوي للحكومة ولدور الرئيس السنيورة الشخصي»، الذي توسّعت في شرحه ومدى انسجامه بحسب رأيها مع المصلحة اللبنانية، خصوصاً ما يتعلق بفرض السيادة اللبنانية وفق مفهومها والتي تؤمن سلاماً دائماً مع إسرائيل بحسب تعبيرها، كما أشارت إلى أنه لا وقف للنار من دون مجموعة خطوات تؤدي إلى تنفيذ القرارات الدولية لا سيما القراران 1559 و1680.
ووفقاً للمشارك نفسه في اللقاء، قالت رايس إنهم يدرسون مقترحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل التي نقلها إلى واشنطن، وسألت عن رأي السنيورة بها، معتبرة أن جزءاً منها يمكن تضمينه في أعمال مؤتمر روما التي لا تريد أن يبقى اهتمامه محصوراً بالشؤون الإنسانية ليتوسع إلى الشأن السياسي بالارتكاز إلى ما قررته الدول الثماني في بطرسبورغ.
ونقل المشارك أيضاً أن السنيورة أشار إلى أولوية وقف إطلاق النار وشرح تفصيلياً الوضع الإنساني الصعب.
استقبال رايس في عين التينة «حسب الأصول»
قبل أن يحين موعد وصولها إلى عين التينة، نادى الرئيس بري مدير المراسم في مجلس النواب علي حمد وكلفه أن يقوم بواجب الاستقبال وحده من دون أن يشاركه أحد، وبقي جالساً في مكتبه الخاص الذي لم يغادر بابه حتى وصولها مع الوفد المرافق الذي ضمّ السيد ولش والسفير فيلتمان وعدداً كبيراً من الدبلوماسيين والضباط الأميركيين، وكانت هذه إشارة من الرئيس بري تشكل رداً على ما حصل في السرايا وفيها من المضمون الذي يفهمه أعضاء الوفد الأميركي جيداً.
بعد كلام عام، بدأت رايس بتقديم طرحها، مشيرة إلى أنه «سلة واحدة متكاملة» و«يشكل الفرصة الوحيدة للتسوية في هذه اللحظة» ويتضمن الآتي:
ـ وقف إطلاق نار متلازم مع انسحاب «حزب الله» إلى شمال نهر الليطاني.
ـ إقرار قوات متعددة الجنسية تنتشر مع الجيش اللبناني وتستلم المنطقة حتى الحدود (تساؤل حول التجديد لقوات الطوارئ الدولية لمدة شهرين لحين تجهيز القوة).
ـ نقاط دولية على الليطاني لمراقبة تقدّم «حزب الله».
بعد هذه الخطوات، يطمئن الأهالي ويعودون إلى قراهم مع استتباب الوضع وتبدأ عملية إعادة البناء.
كان الرئيس بري يستمع إلى عرضها إلى النهاية من دون أن تأتي على ذكر الأسيرين الإسرائيليين أو مزارع شبعا، شعر الرئيس بضيق لكن من دون أن يُظهر ذلك وسارع إلى الرد: «ما تطرحينه مشروع حرب وليس مشروع حل، بالصيغة التي طرحت يطير البلد. هذا لن يحصل، هل تعرفين أن هناك 800 ألف مهجر خارج بلداتهم».
ثم بدأ الرئيس بري بعرض تفاصيل عن المجازر الإسرائيلية وصولاً إلى تقديم خطة على مرحلتين:
المرحلة الأولى:
ـ وقف إطلاق نار شامل.
ـ إجراء تبادل للأسرى في أسرع وقت.
ـ عودة المهجرين.
المرحلة الثانية:
ـ البحث في كل الاقتراحات الأخرى التي قدّمتموها بكل جدية.
واستكمل الرئيس بري شارحاً لها مخاطر وصعوبة أن يبقى المهجرون إلى مرحلة متأخرة من الحل وتعقيدات هذا الأمر وخطره على الوضع الداخلي اللبناني، مبيناً بعض التفاصيل.
رايس: هذا الطرح غير وارد، وفي كل الأحوال إن موضوع الجنديين الإسرائيليين الأسيرين أمر غير مهم الآن.
عند سماعه هذا الكلام، أدرك الرئيس بري أنها تحاول الإيحاء بوضع مريح لها وللإسرائيلي وكانت تعكس بوضوح أن الحرب السياسية هي أميركية وليست إسرائيلية وأن مهمتها هي تغطية العدوان.
أشاح الرئيس بري بوجهه عنها وبعيداً عن الوفد ومدّ رجليه بطريقة أوصلت الرسالة إليها مباشرة، حيث بادرت إلى القول: «وكأنك لا تريد متابعة النقاش».
«استدركتُ ـ يقول الرئيس بري ـ بعدما تأكدتُ أنها انزعجت وأن ما أردته قد حصل وقلت لها: «على العكس نحن نريد الحل، لكنا لسنا في وارد التسليم بما يريده الإسرائيلي، أنا أكيد أن معلوماتكم عن الوضع خاطئة، أو أنكم لا تريدون أن تصدقوا الحقيقة، وللتذكير، لقد احتللتم العراق خلال ثلاثة أسابيع وكان يملك أكبر جيش في العالم العربي، والآن يُقال إن هناك نحو 14 ألف مقاوم، ومنذ ثلاث سنوات وأنتم تواجهون وتخسرون، فلماذا لا تنتصرون، إنها طبيعة المقاومة الشعبية».
أضاف بري مخاطباً رايس «هل تعتقدون أن «حزب الله» وحده يقاتل في الجنوب، كل الجنوب يقاتل، حتى التراب، أنا كرئيس لحركة «أمل» أقول لك إن الحركة في صلب المعركة، صدقيني لن تنتصروا».
«كنت أقصد، يقول الرئيس بري، أن أخاطبها بصفة الشريكة المباشرة في المعركة ضدنا».
رايس: العالم كله يقف معنا بما فيه العالم العربي، وهم يريدون نزع سلاح «حزب الله».
برّي: إنك تتحدثين عن رأي الحكام العرب، أما الشعوب فإنها تستعيد مع المقاومة صورة الوضع أيام جمال عبد الناصر.
وقال لنا الرئيس بري إنه تعاطى معها بتجاهل لاحظته الوزيرة الأميركية بالتأكيد.
ووجّه الرئيس بري بعد ذلك، وعن قصد، خطابه إلى السفير جيفري فيلتمان وطلب منه تعليقاً على كلامه، لكن فيلتمان لم يتجرأ على الردّ بحضورها وبقي صامتاً ينظر إلى الرئيس بري ثم إليها وهو يخفض عينيه.
يقول الرئيس بري «بادرت للقول لرايس بعد أقل من دقيقة صمت والتوتر مخيم على جو الوفد: أفهم أنك لا تريدين بحث موضوع الجنديين لأنكم تريدون إعطاء فرصة لإسرائيل علها تستطيع أن تقضي على المقاومة، إنه وهم ستكتشفونه لاحقاً وعندها ستعرفون معه مدى خسارتكم».
استدرك بري «بكل الأحوال، ماذا بشأن مزارع شبعا»؟
رايس: هناك حل للموضوع.
بري: لكني لم أفهم، ما هي صيغة الحل؟
بدت رايس متردّدة ولم تقدم جواباً واضحاً، وأوحت بلغتها وكأنها تقول «لعم».
ناقشها الرئيس بري في أهمية الموضوع، وبعد جدال وشرح التفتت اليه وقالت: «ok سأذهب إلى إسرائيل لمناقشة الأمر».
يضيف الرئيس بري: «لم أفهم كيف ربطت رايس الأمرين ببعضهما، وهل وافقت على رأيي أم لا، وقبل أن أسأل عادت وقالت: يمكنك القول أو الأخذ بكلمة yes»!
عندئذ، عاد الرئيس بري إلى الموضوع الأساسي وكرر موقفه قائلاً إن الخطة كسلة واحدة لن تنجح، لأنه من غير المعقول وربما للمرة الأولى في التاريخ، نريد أن ننهي نزاعاً من دون وقف إطلاق النار والمجازر على مستوى الوطن، هذه قصة لن تنجح، وأنا على ثقة أن إسرائيل لن تنتصر، ولا أعتقد أنك تتصورين أنها ستنتصر». ردد الرئيس بري هذا الكلام أكثر من مرة وكان يقابله صمت من كل الموجودين مع رايس.
وبطريقة خاطفة انتقل الحديث بين الرئيس بري ورايس عن سوريا وإيران، وقالت الوزيرة الأميركية: «نحن لا نتكلم معهما، غيرنا يقوم بهذا». ثم سألت: هل يمكنك أن تساعد على الحل؟
قال الرئيس بري لها: «بالتأكيد أريد أن أساعد على الحل، ولكن بالطريقة التي طرحت لا إمكانية لنجاحها، بصراحة لن تنجح»... وبعد ذلك وقف الرئيس بري بطريقة أعطت إشارة نهاية الاجتماع.
وقفت رايس مع الوفد بسرعة وغادرت نزولاً على السلالم ولم يكن الرئيس بري في وداعها، كما دخلت.
رايس لبري: «الانسحاب من المزارع ضمن سلة الحل»
بعد خروجها بوقت قصير، اتصل الوزير فوزي صلوخ ليقول للرئيس بري إن رايس اتصلت به وقالت له: «ربما لم أوضح تماماً للرئيس بري، أتمنى عليك أن تبلغه أن مسألة الانسحاب من مزارع شبعا من ضمن سلة الحل التي اقترحتها».
هذا الموقف نقله أيضاً السفير ديفيد ولش إلى علي حمدان عند خروج الوفد الأميركي من عين التينة.
بعد موعد رايس، كان حديث للرئيس السنيورة إنه يفكر في عقد جلسة لمجلس الوزراء كي يبحث صيغة المبادرة ولنقاش ما يمكن أن يحصل في مؤتمر روما.
غادرت رايس إلى إسرائيل وكان واضحاً أنها تريد الذهاب إلى هناك لترى حقيقة الوقائع الميدانية ولتتابع المجريات وكم من الوقت تريد إسرائيل في معركتها حتى تؤمن لها التغطية السياسية.
خلال مباحثات رايس في بيروت، كانت المقاومة تخوض مواجهات عنيفة على محور بنت جبيل – مارون الراس أوقعت الكثير من القتلى والجرحى بين جنود العدو ودمّرت أربع دبابات «ميركافا» واستطاع المقاومون خرق الحدود باتجاه مستعمرة «أفيفيم»، وكان هذا الوضع هو أفضل ما يمكن أن يحصل للمقاومة حيث أصبحت الأمور في الملعب الذي تستطيع فيه تسجيل الأهداف جيداً.
رسالة «السيد» لبري: رهاننا دائماً عليك
بعد خروجي من عين التينة، اتصلت بالحاج حسين الخليل ووضعته في أجواء اللقاء مع رايس وما حصل بالتفصيل والطروحات المتبادلة.
عند الساعة الحادية عشرة والربع اتصل الحاج حسين، فتواعدنا على اللقاء في عين التينة، عدت بسرعة حيث وصل عند الساعة 11:45 وقال إنه نقل الأجواء لسماحة السيد حسن نصرالله ويحمل منه الرسالة الخطية التالية:
«بسمه تعالى
أخي العزيز الحاج حسين دام حفظه
السلام عليكم
أرجو أولاً إبلاغ سلامي لدولة الرئيس بري وجدد له القول إن رهاننا عليه دائماً، وإن شاء الله سنخرج سوياً مرفوعي الرأس من هذه المعركة.
أنا أوافقه الرأي فيما طرحته رايس، هذه شروط مذلّة لا يمكن أن نقبل بها، لكن من الواضح أن هذا هو السقف العالي لهم وهذه بداية المفاوضات. حسبما فهمت من رسالتك أنها لم تتحدث عن نزع سلاح المقاومة من حيث المبدأ، وكذلك وجود حل لمزارع شبعا وكلتا النقطتان في مصلحتنا أما بقية الطرح وبهذا الشكل هو سيئ جداً. أعتقد أنها تريد أن تعطي للإسرائيلي فرصة أسبوع أو عشرة أيام إضافية قبل أن تعود إلى المنطقة، وسيبدأ سقفهم بالهبوط إن شاء الله.
إن طريقة تصرف الرئيس بري التي ذكرتها لي ممتازة وهي تقدم انطباعاً صحيحاً أننا أقوياء ولسنا خائفين ولا مستعجلين. فبعد كل هذه التضحيات لا نقبل أن نخسر كرامتنا.
أرجو أن تؤكد للرئيس بري أن الوضع الميداني ما زال ممتازاً وأن معنويات المجاهدين عالية جداً خصوصاً بعد توفيقات اليوم. طبعاً كما قلنا في أول يوم نحن لا نتعهد أن لا تسقط هذه القرية أو تلك لكن المهم هو الكلفة للإسرائيلي وهو ما سيجعله يصرخ إن شاء الله.
فيما يتعلق بالحكومة، الإخوة يجب أن يقفوا ويجب أن يكون نفس الموقف الذي عبّر عنه الرئيس بري مع رايس وأي تسويات لا تتم في الحكومة وإنما يتكلم السنيورة مع الرئيس بري ونحن ننسق مع بعضنا وليست الحكومة هي المكان المناسب للنقاش الجدي أو التسويات.
أنا أقترح على الرئيس بري أن يضع الرئيس لحود في الصورة، خصوصاً في مجلس الوزراء ومواقفه المعلنة جيدة وداعمة.
سلامي للجميع
أخوك حسن».
شكر الرئيس بري السيد حسن على رسالته وقال:
«أنا كنت واضحاً برفضي طرح رايس، ولو أن الحزب يقبل، ولن يقبل، لما قبلت أنا.
إن الرئيس السنيورة يحاول أن يطرح الأمر في مجلس الوزراء ويجب أن نكون منفتحين على النقاش، لكن علينا أن لا نقبل بأي شكل السلة الكاملة التي تطرح، خصوصاً ما يتعلق بموضوع القوة المتعددة الجنسيات وتأخير عودة المهجرين، وإن ما طرحته من مرحلتين هدفه أن نعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل 12 تموز وبعدها نناقش على راحتنا كل المسائل.
لقد اتصلت بكل من الرئيس إميل لحود والجنرال ميشال عون وسماحة السيد محمد حسين فضل الله وسماحة الشيخ عبد الأمير قبلان ووضعتهم في الأجواء.
إن نقاط الضعف عندنا هي في أجواء 14 آذار وبشكل خاص الرئيس السنيورة والنائب سعد الحريري لأنهما الأساس. إن هذه النقطة يجب أن تواجه في مجلس الوزراء من دون أن نصل إلى انسحاب أو استقالة وأن لا نصل إلى التصويت، لدينا مؤتمر روما أيضاً وبرنامجه وعلينا أن نعتمد الأمر نفسه، وهنا دور مهم للرئيس لحود، ومن جهة أخرى هناك الموقف العربي وهذا أمر يجب أن نعمل عليه بأي شكل ولنرى ماذا يستطيع أن يفعل الأصدقاء، السوري، الإيراني، هم يعرفون أكثر حدود حركتهم. اليوم التقيت السفير السعودي عبد العزيز خوجة، وتحدثت معه وكان الجو إيجابياً».
انتهى اليوم، وخلاصته أن الموقف الميداني جيد، ووضعنا أكثر صلابة في التنسيق والمتابعة وإدارة الملف، وان رايس فهمت تماماً انها امام وضع مختلف عما اعتقدته عند مجيئها وان صلابة الموقف ستفرض عليها اعادة النظر بالحسابات. توافق ذلك مع ما نقله صحافيون رافقوها اعتبروا ان اللقاء الاهم في بيروت كان مع الرئيس بري. اليوم ايضاً حمل مراهنات من 14 آذار على أمور بقيت من دون إعلان وإن همس بها البعض امام رايس. وفي الوقت نفسه، بدأ الاستعداد لمؤتمر في روما، ظاهره إنساني ومراده تحقيق مكاسب سياسية لإسرائيل، استنفرنا من أجل أن نصوغ لمواجهتها موقفاً لبنانياً موحداً».
رايس لـ 14 آذار في عوكر: لا تضيعوا الفرصة!
حمل مشهد لقاء وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس، يوم الاثنين في الرابع والعشرين من تموز 2006، مع أركان 14 آذار في السفارة الاميركية في عوكر، على مائدة سندويشات إساءة معنوية إلى من حضر، في الشكل. قال الرئيس بري إنه موقف لا يتمناه لبعض من حضر هذا اللقاء، وفي المضمون، لأن كل ما عُرف عما دار فيه هو التحريض على المقاومة وتعميق الشرخ بين اللبنانيين وتركيز الوزيرة الأميركية أمام الحاضرين «أنكم أمام فرصة عليكم ألا تضيعوها في التخلص من السلاح وبالتالي عليكم مسؤوليات إعلامية وسياسية».